رفضت قطر، أمس، طلب نائب رئيس الوزراء العراقي حسين الشهرستاني، تسليم نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، وقالت إن وجوده في الدوحة هو بصفته الرسمية. وأكد وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية، خالد العطية، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الأفغاني زلماي رسول، أن «السيد الهاشمي أتى بصفته نائباً للرئيس، وهي صفة لا يزال يحملها إلى الآن، ولم يصدر حكم عليه ولم يجرد من منصبه، وقد أتى إلى قطر مباشرة من العراق، وبالتالي ليس من الحكمة تسليمه». وأضاف: «نرجو أن تكون هذه الصورة واضحة لدى الأشقاء. الأعراف الدبلوماسية ومنصب الهاشمي يمنعان قطر من فعل مثل هذا العمل»، في إشارة إلى طلب بغداد تسليمه.
وفي السياق، شنت الصحف السعودية والقطرية هجوماً عنيفاً على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إثر تصريحات انتقد فيها دعوة المملكة وقطر إلى تسليح المعارضة السورية وقوله إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد لن يسقط.
وكتب طارق الحميد في «الشرق الأوسط»: «لا بد أن يبدأ الخليجيون بمقاطعة المالكي وحكومته». وأضاف: «قاطعوه. لكي لا تسمحوا بظهور صدام جديد أو بشار آخر». ورأى أن انقلاب مواقف المالكي على السعودية وقطر بعد القمة العربية «خداع واضح ودليل على وجوب عدم الثقة في حكومة المالكي».
وعنونت صحيفة «الرياض» افتتاحيتها بـ«المالكي صوت لإيران.. أم حاكم للعراق؟». فيما رأت «الوطن» أنه «لم يكد الحبر الذي كتبت به مقررات القمة العربية في بغداد يجف، حتى خرج المالكي مدافعاً عن النظام البعثي في سورية في شيزوفرينيا سياسية لا يمكن أن توجد إلا عند المالكي وأمثاله». وانتقدت صحيفة «الشرق» القطرية في افتتاحيتها سياسة رئيس الوزراء العراقي وعنونت «بداية غير موفقة لرئاسة القمة».
وفي ردٍّ على تصريحات أثارها أيضاً الشهرستاني عندما طالب الحكومة الاتحادية باتخاذ إجراءات قانونية ضد إقليم كردستان بسبب وقفه صادراته النفطية، اعتبر التحالف الكردستاني العراقي أن ذلك بمثابة قرع طبول الحرب ضدّ إقليم كردستان العراق، وطالبه بالاعتذار للشعب الكردي. وقال المتحدث، مؤيد الطيب، إن «تصريحات نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني هي قرع طبول الحرب ضد إقليم كردستان». وحذّر الشهرستاني من أنه «سيكون وحيداً إذا أراد إعلان الحرب على إقليم كردستان، لكون الشعب العراقي يرفض المشاركة بحرب أخرى ضد الإقليم».
من جهته، قال النائب عن التحالف الكردستاني فرهاد الأتروشي إن «اتهام نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني لإقليم كردستان بتهريب النفط عارية من الصحة»، مطالباً إيّاه بالاعتذار للشعب الكردي. وأشار إلى أن «ما صرف على وزارة الكهرباء خلال السنوات التي تلت عام 2003 يزيد على 20 مليار دولار، مع ذلك لم يصل إنتاج الكهرباء إلى سد حاجة المواطن العراقي كما كان موجوداً في زمن النظام السابق».
أمنياً، نجا معتمد المرجع الديني الأعلى في العراق السيّد علي السيستاني في محافظة بابل من محاولة اغتيال بعبوة ناسفة استهدفت منزله. فيما قُتل مذيع ومقدّم برامج يعمل في قناة صلاح الدين العراقية المحلية، بعبوة لاصقة استهدفت سيارته مساء الاثنين وسط مدينة تكريت كبرى مدن محافظة صلاح الدين شمال بغداد.
(يو بي آي، رويترز)