حذّر الرئيس السابق لـ«الموساد» الإسرائيلي، أفرايم هاليفي، أمس، من نجاح مهمة المبعوث الدولي إلى دمشق، كوفي أنان، في مهمته الرامية إلى حل الأزمة السورية بالاستناد إلى مبادرته التي حظيت بتأييد «لاعبين دوليين رئيسيين»، معتبراً أن ذلك سيشكّل «هزيمة استراتيجية هي الأقسى لإسرائيل منذ تأسيسها». وتحت عنوان «إصبع إيرانية على زناد الصاروخ في دمشق»، كتب هاليفي في مقال افتتاحي لصحيفة «يديعوت أحرونوت» ما حرفيّته أنه «إذا نجح أنان في خطواته، وإذا أحلّ السلام في سوريا واعتاد العالم على بقاء نظام (الرئيس بشار) الأسد في حضن طهران، وإذا سلّمت كل من تركيا وروسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا بتحقيق خطة أنان، فإننا سنشهد أقسى هزيمة استراتيجية لإسرائيل في الشرق الأوسط منذ تحوّلنا إلى دولة». ورأى هاليفي أن مهمة الأمين العام السابق للأمم المتحدة «صعبة جداً». وإذ لفت إلى موافقة القوى الدولية الرئيسية على خطة أنان المؤلفة من ستة بنود، أشار المسؤول الإسرائيلي السابق إلى أن المبعوث الدولي «يخدم حالياً أهداف الأسد بطريقة جيدة»، وذلك بعدما تحوّل الرئيس السوري بنظر أنان من «جوهر المشكلة إلى شريك حيوي في الحل». وأضاف إنّ «المكانة الدولية (للأسد) التي كانت في الحضيض تغيّرت، ويتم التعامل معه الآن بوصفه مرشحاً جدياً لاستكمال الولاية الرئاسية على نحو هادئ». وبهدف تسليط الضوء على رأيه الذي يفيد بأن حجم الخطر الذي تشكله سوريا، برئاسة الأسد، على الدولة العبرية هائل، ذكّر هاليفي بالحدود المشتركة معها، وحذّر من أن لدى نظام الأسد «مخزوناً من الأسلحة غير التقليدية على شاكلة بطاريات صواريخ باليستية مجهّزة برؤوس كيميائية معدّة وموجّهة نحو الجنوب»، أي إلى فلسطين المحتلة. كما شدّد على الآثار الاستراتيجية التي ستترتّب على انتقال وسائل قتالية أكثر تقدماً من إيران إلى حزب الله في جنوب لبنان عبر سوريا.
وفي السياق، نبّه هاليفي من المعاني الكامنة في تحول إيران الى «شريك محترم وحيوي لتسوية الأزمة السورية»، وهو ما سيجعلها «جهة شرعية في ما يتعلق بالإدارة اليومية في دمشق وبتحديد مستقبل السلطة فيها». وتابع الرئيس السابق لـ«الموساد»، إن إيران «تقترب من اللحظة التي يكون فيها إصبعها على زناد تشغيل السلاح السوري، لتستخدمه رافعة قوية من أجل استكمال سيطرة دمشق على بيروت، وهو ما يضعها، بإذن وتفويض دوليين، على طول الحدود الشمالية لإسرائيل». وختم هاليفي بالقول إنه «إذا تحقّق كل هذا من دون أن يأخذنا أنان بالحسبان، فإن الهزيمة ستكون مضاعفة، وهذا هو التحدي السياسي _ الأمني الآني الماثل أمام حكومة إسرائيل، لكنها صامتة في هذه الأثناء».
أخيراً، ربط هاليفي بين ما يحصل في سوريا من جهة، وسعي إيران إلى تعزيز مكانتها الدولية وتقديم نفسها بوصفها شريكاً حيوياً للمجتمع الدولي في العمل على وقف العنف الدموي في سوريا «حليفتها الاستراتيجية» من جهة أخرى، لافتاً إلى أن «أحد أهداف طهران هو الحصول على اعتراف بأنها قوة عظمى إقليمية، تحقق قبل الشروع في المفاوضات النووية (المقررة خلال أسبوعين) وبسعر زهيد».