«المعركة لم تنته. لقد بدأت الآن». بهذه العبارة تختصر مصادر مسلّحة من داخل سوريا لـ«لأخبار» السيناريو المستقبلي. وانطلاقاً من هذه العبارة، يؤكد الأمين العام لحزب الأحرار السوري الشيخ إبراهيم الزعبي، المسؤول عن المجموعة التي اختطفت 12إيرانياً في حمص، لـ«الأخبار»، أن «عمليات عسكرية مركّزة ستستهدف قوات الأسد عشية وصول بعثة كوفي أنان إلى سوريا». المرحلة الثانية ستبدأ لا محالة، بحسب الشيخ الزعبي، الذي يقول إن هناك «مسلّحين دخلوا دمشق يختبئون بانتظار الساعة الصفر»، لافتاً إلى أن التنسيق قائم مع مختلف المجموعات المسلّحة. ورغم عدم نفيه أن المجموعات المسلّحة تلقت ضربات موجعة، أكّد أن المرحلة المقبلة ستكون أصعب لناحية الخسائر في الأرواح التي يعتقد أنها ستكون موجعة للطرفين.
المرحلة الجديدة التي يستشرفها الشيخ الزعبي، يعيد سردها قادة من الجيش الحر في الداخل السوري. يؤكد هؤلاء أن شحنات السلاح وصلت أخيراً. يتحدّثون عن أسلحة كمّاً ونوعاً باتت بحوزتهم. وبحسب أحدهم، فإن السلاح الذي بات بحوزتهم سيُحدث، عمّا قريب، تغييراً في المعادلة. وإذ يؤكد هؤلاء أنهم ضد الحل السلمي في سوريا قبل سقوط النظام، يرون أنهم محكومون بخيارين لا ثالث لهما، فإما القتال أو الموت. ويستند هؤلاء في تأكيدهم إلى «خبرة مع النظام الذي لن يرضى بأقل من إعدامنا»، متحدثين عن أن قواتهم ستُسيطر في الساعات المقبلة على مواقع استراتيجية في حمص.
من جهة أخرى، وصل الزعبي إلى تركيا أمس، حيث بدأ مفاوضات مع الحكومة التركية التي تؤدي دور الوسيط بين حزبه وإيران في صفقة تهدف إلى إطلاق سراح 12 إيرانياً اختطفتهم قوات الحزب في حمص، علماً بأن الحزب سلّم خمسة منهم للحكومة التركية قبل أربعة أيام. وفي ما يتعلق بالثمن الذي سيجري التفاوض عليه، يؤكد الشيخ الزعبي أن هناك لائحة من المطالب تتخلّلها فدية مالية لم تُقدّر قيمتها بعد يجب على إيران دفعها. وإذ لفت الزعبي إلى أن الحكومة التركية أكّدت أن المختطفين مدنيون، جزم بأن عدداً منهم «خبراء اتصالات كانوا يعملون ضد الثورة السورية»، معرباً عن اقتناع راسخ لديه معزز بالأدلة بأنه كانت لهم غايات عسكرية. وكشف أنه أشرف بنفسه على التحقيقات التي أُجريت معهم. وعن مكان وجود الإيرانيين السبعة، رد الزعبي بأنه يتحفّظ عن «تحديد المنطقة خوفاً من عمليات انتقامية قد يتعرّض لها أهلنا».
وفي اتصال مع «الأخبار»، تحدث الشيخ الزعبي عن المطالب التي يعتزم طرحها على طاولة المفاوضات، فكشف أنهم بصدد المطالبة بإطلاق سراح صحافيين أوروبيين معتقلين «في بادرة حُسن نية تجاه الغرب». إضافة إلى ذلك، تحدث الزعبي عن إعداد الحزب «لائحة أسماء أخوة معتقلين لدى النظام السوري سنشترط تخليتهم»، لافتاً إلى أن «المقدم حسين هرموش سيكون على رأسهم بوصفه إمام المنشقين بالنسبة إلينا». وهنا تحدث الشيخ الزعبي عن وجود روايتين، تتحدث إحداهما عن إعدام هرموش في السجن، فيما تؤكد الثانية أنه لا يزال حيّاً. ويُرجّح الزعبي الفرضية الثانية، مستنداً إلى رواية معتقل مسنّ أُفرج عنه أخيراً، أكّد أن المقدم هرموش كان نزيلاً في الغرفة المواجهة له في سجن تابع لفرع فلسطين.
وكان «حزب الأحرار السوري» قد أصدر بياناً خلال اليومين الماضيين أعلن فيه اعتقال مجموعة من المقاتلين السوريين لعدد من العناصر الإيرانيين داخل الأراضي السورية في منطقة سيُعلنُها الحزب في بيانٍ لاحقٍ بعد إتمام عملية تسليم العناصر الباقين للسلطات التركية إن أمكن. وأشار البيان إلى أن «تسليم خمسة أفراد من العناصر الإيرانيين جرى في وقت سابق بعملية أمنية احترافية ودقيقة نفذها عناصر تابعون للحزب، لنقلهم إلى تركيا بالتعاون والتنسيق المباشر مع بعض شخصيات المعارضة السورية في الداخل والخارج، على رأسهم الشيخ زاهر إحسان بعدراني والدكتور عمار قربي»، مشيراً إلى أن الطرفين المذكورين قاما بإيداعهم لدى السلطات التركية «على أن يكون الوسيط بين الحكومة التركية من جهة والسلطات الإيرانية من جهة كل من: الأمين العام لحزب الأحرار الشيخ إبراهيم الزعبي والشيخ زاهر إحسان بعدراني والدكتور عمار قربي». ولفت البيان إلى أن السلطات التركية تعهّدت تحقيق جملة من المطالب يقدمها الحزب ممثلاً بشخص أمينه العام «الشيخ إبراهيم الزعبي»، باسم مقاتلي الداخل السوري، «وعلى رأسها المطالبة بالإفراج عن عدد من المعتقلين من الثوار والصحافيين الأوروبيين والأتراك وتوفير الرعاية الصحية للجرحى المنقولين إلى الحدود التركية، ومطالب أخرى ستفصح عنها أطراف التفاوض في وقت لاحق». وأضاف أنه وقع اختيار تسليمهم للسلطات التركية «للتشديد على إدانة إيران وتدخلها بالشأن السوري من خلال إرسالها لعناصر استخباريين تابعين للنظام الإيراني، وإجراء السلطات التركية تحقيقاً مهنياً حيادياً معهم».