حدَّد الرئيس الجديد لحزب «كديما»، شاؤول موفاز، باعتباره رئيس أكبر كتلة نيابية معارضة، المعالم الأساسية لنهجه السياسي المعارض للحكومة، الذي يحتل فيه الشأن الاجتماعي حيزاً أساسياً، بهدف تقديم صورة جديدة عن حزب «كديما»، مختلفة عما كانت عليه في فترة رئاسة تسيبي ليفني. وخلال جلسة لكتلة «كديما»، صباح أمس، أعلن موفاز أن حزبه هو «البديل السلطوي» لحزب الليكود، ومؤكداً في موقف حاسم «سنكون معارضة رسمية». وفي ما يتعلق بالعلاقة مع الأحزاب المعارضة الأخرى، أكد أنه سيدير المعارضة «كجهاز واحد بنحو رسمي، وإذا قام (رئيس الحكومة بنيامين) نتنياهو بخطوات صحيحة فسنؤيده، وإن لم يفعل الصحيح، وحتى اليوم لم يفعل صحيحاً، فسنكون ضده وسنكون هناك لاستبداله». وأضاف أن «دور رئيس المعارضة تترتب عليه مسؤولية كبرى».
وفي ما يتعلق باستراتيجية المواجهة مع الحكومة القائمة، بدا أن الشأن الاجتماعي سيحتل جزءاً أساسياً في خطابه السياسي المعارض للحكومة. وكترجمة لهذا التوجه، أعلن موفاز أنه ينوي عرض ميزانية بديلة لعام 2013، متهماً نتنياهو بأنه لم ينجح في تقديم موازنة لسنتين.
وأكد موفاز أنه عندما كان يتولى رئاسة لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، شهد مناورات إعلامية قام بها رئيس الحكومة، بخصوص الموازنة. وحمّل موفاز حكومة نتنياهو المسؤولية عن ارتفاع الأسعار، معلناً الوقوف «إلى جانب الشابات والشباب، في حركة الاحتجاج الاجتماعي، وسنساعدهم، ونحن نخدم الدولة ومواطنيها، لا حكامها»، مشدداً على أن «كديما» «سيشارك في الاحتجاجات الاجتماعية في الصيف المقبل».
ومع بداية حكومة نتنياهو سنتها الرابعة والأخيرة من عمرها القانوني، وفي ظل استكمال الأحزاب الأساسية إجراءاتها واستعداداتها الداخلية لمواجهة أي انتخابات مبكرة، كان من الطبيعي أن يعلن موفاز رفضه المشاركة في الحكومة، حتى لو نُقل عنه في مراحل سابقة أنه كان يؤيد هذا الخيار.
موفاز نفى في كلمته التقديرات التي تحدثت عن أن «كديما» سينضم إلى حكومة نتنياهو، مؤكداً أنه لن تكون هناك مفاوضات للدخول في الائتلاف الحكومي، ومعرباً عن تصميمه على الحلول بدلاً من نتنياهو رئيساً للحكومة المقبلة.
في هذه الأجواء، دعا حزب «العمل»، رئيس الحكومة إلى تقديم موعد الانتخابات وإعلان ذلك مباشرة، في محاولة لتثمير نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة التي كشفت عن أن «العمل» سيحتل المرتبة الثانية، بنيله 18 مقعداً، بعد حزب «الليكود»، الذي سيحصل على 32 مقعداً، فيما سينال كديما، بحسب نتائج الاستطلاع، 16 مقعداً.
وفي هذا الإطار، رأى رئيس كتلة العمل في الكنيست، حاييم هرتسوغ، أن «عودة القضايا الاجتماعية إلى جدول الأعمال الإسرائيلي، بعد موجة الغلاء الأخيرة، تقود الوعي الجماهيري العام باتجاهنا، وهي القوة التي ستقودنا إلى أعلى إنجاز ممكن». كذلك رأت رئيسة الحزب، شيلي يحيموفيتش، أن حزب العمل «يحمل قيماً، وهذه هي الطريق التي قطعناها، رغم أن أحداً لم يرغب في الحديث عن هذا الموضوع، لكنه قائم عندنا، وهو حقيقي».