كررت تركيا امس اعلان نيتها اقامة «منظقة عازلة» لحماية اللاجئين السوريين الذين يتدفقون بأعداد متزايدة هرباً من العنف، في وقت اعلن فيه نشطاء أن القوات الحكومية خاضت معارك مع المحتجين في ثلاث مناطق على الأقل في ريف العاصمة دمشق. وقال بيان لوزارة الخارجية التركية إنها «تحث بقوة» مواطنيها على مغادرة سوريا بسبب المخاوف الأمنية المتزايدة. وقال رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان إنه يبحث إقامة منطقة عازلة على الحدود مع سوريا. وقد تسحب أنقرة سفيرها من دمشق بمجرد عودة المواطنين الأتراك إلى بلادهم. وقال اردوغان للصحافيين في أنقرة، «في ما يتعلق بسوريا يجري بحث اقامة منطقة عازلة.. منطقة آمنة». لكنه أضاف أن هناك افكاراً أخرى قيد البحث. وأوضح «من الخطأ النظر في الأمر من منظور واحد».
ويقول محللون إن تركيا تشعر بالقلق من التدخل العسكري في سوريا خشية امتداد الحرب الأهلية عبر حدودها، لكن إقامة منطقة عازلة ستحتاج إلى حماية مسلحة. وأقامت تركية منطقة كهذه على طول حدودها مع العراق أثناء حرب الخليج في أوائل التسعينات عندما تدفق عشرات آلاف اللاجئين باتجاه أراضيها.
في هذا الوقت، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان 45 مدنياً قتلوا في المنطقة، أول من امس، بينهم 23 عثر على جثثهم وقد قيدت أياديهم خلف ظهورهم بالاضافة الى خمسة منشقين عن الجيش.
وقال نشطاء إن قوات الأمن أطلقت النار بكثافة في ضاحية قدم الجنوبية بريف دمشق امس لإبعاد متظاهرين عن الطرق. وتحدثوا ايضاً عن إطلاق نار في ضاحية دارايا الغربية واندلاع اشتباكات مع منشقين عن الجيش في ضاحية الغوطة شرقي العاصمة والتي شهدت اشتباكات مسلحة في الماضي. وذكرت وكالة أنباء كردية في تركيا ان كثيرا من الأكراد نظموا احتجاجاً في مدينة حلب، ثانية كبرى المدن السورية وفي مراكز أخرى. وأضافت أن شخصا قتل بالرصاص في الحسكة في شمال شرق سوريا.
ونددت روسيا امس بقرار دول مجلس التعاون الخليجي بإنهاء أنشطتها الدبلوماسية في سوريا، قائلة إن من الضروري إبقاء الاتصالات مفتوحة. وقال ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، للصحافيين في موسكو إن الدعوات الدولية التي تطالب الأسد بالتنحي «غير بناءة لأنها تبعث باشارة خاطئة الى المعارضة بأنه ليس هناك منطق من وراء بدء الحوار».
ودعا ناشطون مناهضون للنظام السوري الى التظاهر من اجل «التدخل العسكري الفوري من العرب والمسلمين قبل العالم». وسجل المركز السوري المستقل لاحصاءات الاحتجاجات ما مجموعه 544 نقطة تظاهرة حتى الساعة السادسة مساءً. ولقد وثق المركز نسبة 30% من هذه التجمعات التي تختلف في حجمها ومدتها بين منطقة وأخرى عن طريق اشرطة الفيديو عبر موقع يوتيوب. وسجل العدد الاكبر من التظاهرات في مدينة حلب ومحافظتها التي بدأت تتصاعد فيها منذ اسابيع وتيرة الاحتجاجات، بعدما كانت في منأى نسبيا عن هذا الحراك.
فقد سار مئات الاشخاص في تظاهرات في احياء عديدة من مدينة حلب، هاتفين، بحسب ما افاد متحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي، «الشعب يريد التدخل العسكري»، «الشعب يريد اسقاط النظام»، «الشعب يريد تسليح الجيش الحر». وحاولت قوات الامن تفريق بعض التظاهرات عبر اطلاق الرصاص، ما تسبب بوقوع اصابات. كما اطلقت القوى الامنية قنابل مسيلة للدموع على المتظاهرين في حي المرجة، فرد هؤلاء برشقها بالحجارة وحصلت اشتباكات بالايدي. وسارت تظاهرات مماثلة في ريف حلب، في بلدات وقرى السفيرة وعندان ومارع وحريكان واعزاز التي تنتشر فيها القوات النظامية، بالاضافة الى مدينتي الباب ومنبج. واوضح الحلبي ان التظاهرات «تخرج في اعزاز وتتفرق قبل وصول الجيش اليها».
في دمشق، افاد عضو «مجلس قيادة الثورة»، ديب الدمشقي، عن تظاهرات في احياء الميدان والتضامن والحجر الاسود وكفرسوسة والقدم، «رغم الانتشار الامني الكثيف». وفي القامشلي، سارت تظاهرة في عامودا، بحسب ما ذكرت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011» على موقع فايسبوك الالكتروني. واظهر شريط فيديو بثه ناشطون على الانترنت تظاهرة حاشدة في حي القصور في مدينة حمص ردد خلالها المتظاهرون «يا حمص لا تهتمي بفديك بروحي ودمي».
وقال نضال، الناشط في الهيئة العامة للثورة السورية في حمص، ان تظاهرة اخرى خرجت في حي الانشاءات الذي تسيطر عليه القوات النظامية في المدينة وهتفت لمدينة ادلب التي يسيطر عليها الجيش منذ مساء الثلاثاء. واوضح ان التظاهرة «سارت بين حاجزين للأمن يبعدان عن بعضهما عشرات الامتار، وتفرقت قبل وصول الامن اليها». واشار الى أن التظاهرات شملت احياء الخالدية والبياضة وجورة الشياح والقرابيص والوعر والشماس ووادي العرب، بالاضافة الى مناطق متعددة في الريف. واشار المرصد السوري لحقوق الانسان الى خروج تظاهرة كبيرة في مدينة الحولة في ريف حمص اطلق الامن النار عليها، ما تسبب بسقوط ثمانية جرحى. واشار الى أن التظاهرات شملت ايضاً درعا في الجنوب والحسكة في الشمال والرقة.
وفي حصيلة غير رسمية اعلن، امس، عن قتل 15 شخصاً في اعمال عنف في مناطق عدة من سوريا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
في هذا الوقت، وكما في كل يوم جمعة، تجمع الموالون للرئيس السوري بشار الاسد في ساحة السبع بحرات في دمشق، للتعبير عن رفضهم التدخل الخارجي في شؤون بلادهم الداخلية. وبدأ المشاركون تجمعهم بدقيقة صمت على ارواح «الشهداء الذين قضوا في سبيل الوطن»، ثم عزف النشيد الوطني، قبل ان يهتف المحتشدون بشعارات «الساحات لنا، الساحات لنا في كل يوم جمعة».
وفي جنيف، اعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر وجود حوالى 12 الف نازح في مدينة الزعفرانة في محافظة حمص يحتاجون الى مساعدة انسانية».
(سانا، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)