رأى مراقبون إسرائيليون أن تصدي «القبة الحديدية» لصواريخ المقاومة الفلسطينية لا يكفي، ولا يمكن أن يكون بديلاً لكفاءة الجندي والقادة؛ فالعنصر البشري يظل العامل الأساسي في المعركة، وهو ما يفتقده جيش الاحتلال.
وكتب المحلل السياسي يسرائيل هرئيل في صحيفة «هآرتس»، أمس، أن «الجيش الإسرائيلي الذي عُرف في الماضي بأصالته وشجاعته فقد الجرأة والأصالة. وهو ينفق ميزانيته على صواريخ اعتراض باهظة الكلفة في مواجهة قذائفنا الصاروخية الساذجة». وقال إن «هذا هو الدرس». وأضاف «يشاهد قادة الإرهاب التلفاز وينطبع في نفوسهم أن مواطني جنوب الدولة الصهيونية مكتئبون وخائبو الآمال. وستُسلم حكومة إسرائيل للأمر حتى بعد الجولة الحالية مع استمرار الإطلاق اليومي تقريباً لقذائف الرجم وصواريخ القسام». وقال إن «تقنية الصواريخ الدفاعية، مهما تكن مدهشة، تظل دفاعية. وسيتخلص الجنوب بهجوم لا بدفاع، وبعملية اغتيال مبكرة لا باعتراض متأخر. وبجرأة الساسة والقادة والجنود لا بالهتاف لدقة إصابة صواريخ القبة الحديدية». وأشار الى أن «التقنية ما دامت تساعد المحاربين تظل مباركة، لكن حينما تكون البديل منهم تصبح النتائج أكثر من 12 عاماً من التحمل وخسائر في الأرواح والممتلكات والروح المعنوية والردع». وأكد «في كل جولة قتالية، كما تبيّن لهم هذا الأسبوع مرة أخرى، اتجهنا الى الاحتواء لا الى الحسم». ويشدد على أنه «لا يمكن إحداث إصابة كبيرة للبنى التحتية وقادة الإرهاب بطائرات من غير طيارين. ويجب تدمير الصواريخ قبل إطلاقها. والعمليات البرية وحدها هي التي ستحسم الأمر». ودعا الجيش الى «العودة إلى مصادر الروح وإلى الجرأة والرسالة والتميز التي وجّهته في العقود الأولى من وجوده».
دعوة تأتي في ظل هدنة هشة بين الاحتلال والمقاومة، إذ أعلنت مصادر في جيش الاحتلال سقوط صاروخين أُطلقا من قطاع غزة على جنوب الأراضي المحتلة. وأوضحت أن صاروخاً أُطلق من القطاع وسقط في منطقة غير مأهولة قرب بلدة نتيفوت من دون إحداث إصابات أو أضرار. وبعد ذلك بقليل، دمر نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ صاروخ «غراد» قرب مدينة بئر السبع.
وكانت طائرات اسرائيلية قد شنّت غارتين على القطاع قبل منتصف ليل أمس. وقال جيش الاحتلال في بيان إنه استهدف «موقعاً لإطلاق الصواريخ» ونفقاً للتهريب في الجنوب.
الى ذلك، اعتقلت قوات الجيش الإسرائيلي 11 فلسطينياً خلال حملة دهم نفذتها فجراً في أرجاء متفرقة من الضفة الغربية.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)