غزة | العدوان المتصاعد على قطاع غزّة ولّد نقداً لاذعاً طاول من وصفهم الشارع الغزاوي بـ«الصامتين» في غزة والضفة الغربية، ولم يستثن جماعة الإخوان المسلمين في مصر. وسخر غزاويون من «صمت» «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، وعدم مشاركتها فصائل المقاومة في التصدي للعدوان. وقال إياد صلاح ساخراً: «عاجل... عاجل... فقدان أكثر من 20 ألف عنصر من كتائب القسام بكافة الأسلحة الثقيلة والخفيفة ولا أثر لوجودهم في القطاع. من يمتلك أي معلومات عن المفقودين يتصل في الميدان حيث الرجال الرجال من كتائب الأقصى والسرايا والألوية والجبهة»، في إشارة إلى الفصائل التي تشارك في إطلاق الصواريخ ردّاً على العدوان.
ولم يسلم «الإخوان المسلمون» في مصر من النقد بسبب صمتهم أيضاً إزاء العدوان. وتساءلت الناشطة والصحافية عبير أيوب على صفحتها الشخصية على «فايسبوك»: «لو اللي بيصير هلأ في غزة صار أيام (الرئيس المصري المخلوع حسني) مبارك. كان إيش سوو (فعلوا) الإخوان المسلمين؟»، قبل أن تجيب بنفسها «كان قضوها تظاهرات مليونية واتهموا النظام بالخيانة ودعم موقف إسرائيل! بس يظهر أنو كل واحد بيدخل البرلمان بيصيبو عدوى النظام الخاين!».
ولفت انتباه الصحافي، فتحي صباح، صمت الضفة الغربية إزاء العدوان، وقال ساخراً: «خبر عاجل: تظاهرات مليونية حاشدة تجتاح مدن الضفة الغربية الآن احتجاجاً على العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة. معليش سامحوني هذه كذبة 12مارس (آذار)». ورأى أن هناك تمييزاً واضحاً ضدّ غزّة، وتساءل: «ماذا يعني ما يجري لغزة منذ عام 2007 والكل ساكت؟ وما يجري على أكثر من مستوى وقضية؟ أنا لست مع التمييز بين الضفة وغزة، لكن ما نراه بصراحة من البعض في الضفة هو تمييز بامتياز».
بدوره، كتب الناشط الحمساوي، ياسر العلي، معلقاً أن «سر الأسرار وصلني الآن. «حماس» متواطئة مع الاحتلال، من أجل القضاء على الحركات المقاومة، لأن مشروعها في السيطرة على غزة، في ظل المصالحة، سيفشل ومبعوث أميركي دخل غزة سراً قادماً من قطر لترتيب التهدئة»، فيما تساءل الناشط الحمساوي الآخر سامي حمود «هل نحن على أبواب مرحلة الحرب المفتوحة مع العدو الصهيوني؟! وإن كان البعض يُريدها حرباً مفتوحة في قطاع غزة، فهل يستعد الآخرون لأن يدخلوا في معركة الحرب المفتوحة إلى جانب قطاع غزة؟! إن كان الأمر كذلك، فلتكن الحرب المفتوحة». ورفض الناشط في حركة «حماس» نادر أبو شرخ، الانتقادات الموجهة إلى كتائب القسام، وقال إن «حماس ما تنازلت وما فرطت وما تقاعست ولا تزال ترعى فكرة المقاومة التي انتخبت من أجلها، ولا تزال تدعم حركات المقاومة لوجستياً ومادياً، ولا يزال خطابها السياسي يرتكز على مبدأ ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة». ورأى أن «الصواريخ ليست الطريقة الوحيدة للنكاية باليهود على الرغم من أهميتها في إحداث توازن الرعب وخلخلة المنظومة الأمنية الصهيونية»، في إشارة إلى عدم مشاركة كتائب «القسام» في إطلاق الصواريخ، ورأى أبو شرخ أن «الوضع الحالي لـ«حماس» في غاية الحساسية، بحيث إنها تقود الحكومة في غزة ومجرد إعلانها تبني إطلاق صاروخ على الأقل تجاه المغتصبات الصهيونية هو بمعنى إعلان حرب رسمية. هكذا ستفسرها دولة الكيان التي تتحرش بـ«حماس» وتنتظر الفرصة لتوجيه ضربات لها في قطاع غزة تشبه إلى حد قريب حرب الفرقان 2008». الناشطون على «فايسبوك» انتقدوا أيضاً صمت الدول التي حصلت فيها الثورات، فقالت راغدة يحيى: «والله أنا لا أشتم رحيق أزهار الربيع العربي، ولكن أشتم رائحة العفن والقذارة. حسبنا الله ونعم الوكيل. لا نريد وقوداً ولا نريد تهدئة». أما أسامة الباز فانتقد حكام مصر، قائلاً: «مفيش فايده في حكام مصر خادمين جزم الأميركان».