غزة | اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، الأمين العام للجان المقاومة الشعبية الشيخ زهير القيسي، والقائد البارز في اللجان أحمد الحنني، وأصيب ثالث بجروح بالغة الخطورة، في غارة جوية شنتها طائرة حربية على سيارة كانوا يستقلونها في قطاع غزة، فيما استشهد فلسطينيان آخران في غارة إسرائيلية لاحقة. وقالت مصادر طبية ومحلية فلسطينية، إن طائرة حربية إسرائيلية قصفت سيارة مدنية كانت تسير في حي تل الهوا، جنوب غرب مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد القيسي من سكان مدينة رفح جنوب القطاع، والحنني من سكان مدينة نابلس شمال الضفة الغربية. وذكر سكان في الحي أن دوياً هائلاً نجم عن الغارة الجوية التي تسببت في اندلاع النيران في السيارة المستهدفة، وتحولها إلى كومة من الحديد المحترق.
في غضون ذلك، أفاد المتحدث باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ في غزة أدهم أبو سلمية، بأن الغارة الجوية أدت إلى استشهاد القيسي والحنني، على الفور، وقد وصلا إلى مستشفى الشفاء عبارة عن جثتين ممزقتين ومحترقتين. وذكر أبو سلمية أن رأس الشهيد القيسي فصل عن جسده جراء إصابته في مباشرة بصاروخ، فيما وصف الحال الصحية للجريح بأنها بالغة الخطورة.
وفي وقت لاحق، استشهد فلسطينيان وأصيب اثنان على الأقل بجروح في غارة إسرائيلية جديدة على غزة. وقال مصدر طبي فلسطيني إن طائرات إسرائيلية أطلقت ثلاثة صواريخ شرق حي الشجاعية غزة، ما أدى الى مقتل فلسطينيين اثنين وإصابة اثنين على الأقل بجروح. وأكد المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية «أبو مجاهد»، استشهاد الشيخ القيسي المعروف بكنية «أبو إبراهيم»، في الغارة الجوية. وقال «أبو مجاهد» إن الحنني يعد أحد أبرز قادة ألوية الناصر صلاح الدين الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية. وشدد «أبو مجاهد» على أن الألوية في حل من أمر التهدئة، وسيكون ردها مفتوحاً على جريمة الاغتيال.
وعلمت «الأخبار» بأن الحنني دخل قطاع غزة عبر مصر، قبل بضع سنوات، آتياً من الأردن، حيث كان يقيم قبيل كشف قوات الاحتلال خلايا عسكرية شكلها في الضفة الغربية المحتلة. وقالت لجان المقاومة الشعبية في بيان إن «العدو الصهيوني باستهدافه الأمين العام الشيخ الشهيد أبو ابراهيم القيسي قد فتح على نفسه أبواباً من الجحيم والثأر المتواصل لشهدائنا وكل الشهداء وإن الرد بإذن الله سيكون بحجم الجريمة البشعة».
واختارت لجان المقاومة الشعبية القيسي (48 عاماً) أميناً عاماً لها عقب اغتيال أمينها العام السابق كمال النيرب «أبو عوض» في شهر آب من العام الماضي، حين كان برفقة عدد من قادة اللجان في مدينة رفح، إثر اتهام إسرائيل للجان بالمسؤولية عن الهجوم المسلح في إيلات ومقتل وإصابة ثمانية إسرائيليين واصابة عدد آخر.
‏وأسس لجان المقاومة الشعبية أعضاء سابقون في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وفصائل أخرى، مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، ونجحت في ترسيخ نفسها فصيلاً مقاوماً عبر مجموعة من العمليات الفدائية الناجحة بدأتها بتفجير أول دبابة «ميركافا» بواسطة عبوة محلية الصنع، وكللتها بالمشاركة في عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في 25 حزيران 2006، بعد أسابيع قليلة من اغتيال أمينها العام الأول جمال أبو سمهدانة الشهير بـ«أبو عطايا».
وكانت مصادر إسرائيلية رسمية قد أعلنت سقوط قذيفة صاروخية، أول من أمس، أطلقها مقاومون فلسطينيون من القطاع، على النقب الغربي، من دون أن يسفر انفجارها عن وقوع إصابات بشرية أو أضرار مادية. ولم يعلن أي فصيل فلسطيني مسؤوليته عن إطلاق القذيفة.
كذلك سقطت بضع قذائف صاروخية أطلقها مقاومون فلسطينيون بداية الأسبوع الماضي من القطاع في منطقة النقب الغربي من دون وقوع إصابات أو أضرار، بحسب مصادر إسرائيلية.