الخرطوم | وجهت وزيرة التعاون الدولي في الحكومة السودانية، إشراقة سيد محمود، أمس، تحذيرات الى السفير الأميركي لديها بالكف عن الترويج لوجود المجاعة وإلا طردته. وقالت «أبلغنا القائم بالأعمال الأميركي في الخرطوم دينيس هانكسن، بأنه فى حال لم يكفوا عن الترويج لوجود فجوة غذائية في المناطق الثلاث سنقوم بطردهم». كذلك اتهمت واشنطن بالسعي إلى تنفيذ أجندة سياسية تهدف في المقام الأول إلى فصل المنطقتين عن البلاد «جنوب كردفان والنيل الأزرق». واعتبرت الخرطوم أن الترويج لوجود فجوة غذائية في جنوب كردفان والنيل الأزرق وإبيي يهدف إضعاف صورة البلاد في العالم. وقللت إشراقة سيد محمود من شأن ما سمته «محاولة أميركا ربط مشاركتها في مؤتمر التنمية الاقتصادية في السودان المزمع عقده في الثالث والعشرين والرابع والعشرين من الشهر الجاري في تركيا بتحسن الأوضاع في النيل الأزرق وجنوب كردفان». وقالت إن «هذه الخطوة الأميركية تهدف الى تسهيل دخول منظمات إغاثة لهذه المناطق لغرض اعتبرته الوزيرة غير إنساني، بقدر ما هو دعم سياسي للمناوئين للحكومة بهذه المنطقة». وأكدت أن بلادها «لا تعول كثيراً على دعم الولايات المتحدة في هذا الخصوص».
وكانت الحكومة السودانية قد طردت في العام 1991 السفير البريطاني، بيتر ستريمز، من البلاد على خلفية زيارة الأسقف البريطاني جورج كيري، أسقف كانتربري، لمناطق يسيطر عليها المتمردون في جنوب السودان إبان الحرب السابقة من دون إذن من الحكومة في الخرطوم، وهو ما اعتبرته الحكومة السودانية حينها «انتهاكاً للسيادة الوطنية»، إضافة الى تصريحات للأسقف نفسه حثّ فيها المتمردين على «مواجهة الأعداء»، وقالت الخرطوم إنها تشجع على إطالة أمد الحرب. كذلك طردت الخرطوم في تشرين الأول 2006 مبعوث الأمين العام إلى الأمم المتحدة، يان برونك، احتجاجاً على تقرير نشره المبعوث الأممي على موقعه الخاص قال فيه إن «الجيش السوداني مُني بهزيمتين في دارفور أخيراً وأن معنويات جنوده متدنية». وكانت السفارة السودانية في واشنطن قد أعلنت قبل أيام أنها قدمت احتجاجاً «شديد اللهجة» إلى الخارجية الأميركية على دخول عضو الكونغرس الأميركي عن دائرة فيرجينيا، فرانك وولف، والصحافي الأميركي نيكولاس كريستوف، إلى مناطق يسيطر عليها متمردو الحركة الشعبية قطاع الشمال في جنوب كردفان، عن طريق دولة جنوب السودان ومن دون الحصول على تأشيرة دخول رسمية من الحكومة السودانية.
ورأت الخرطوم أن تلك الزيارة تهدف في المقام الأول الى دعم المتمردين في تلك المنطقة.