دعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو سوريا إلى التعاون التام مع الوكالة، في ما يخص المسائل العالقة المرتبطة بموقع «دير الزور» الذي تشتبه الوكالة في أنه كان نووياً. وقال أمانو، في كلمة أمام مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا أمس، إن تقريراً له في حزيران الفائت أشار إلى نتيجة توصلت إليها الوكالة أن مبنىً دُمّر بقصف إسرائيلي في موقع دير الزور كان على الأرجح يحتوي على مفاعل نووي. وأضاف أمانو أنه تلقّى من سوريا في 20 شباط الفائت رداً على رسالة وجهها لها في تشرين الثاني 2011، دعاها فيها إلى معالجة المسائل التي لا تزال عالقة بشأن التطبيق الكامل لاتفاق الضمانات المعقود بموجب معاهدة عدم الانتشار النووي، رداً طلبت فيه دمشق تفهّماً «للظروف الصعبة والوضع الحساس الذي تمر به».
وتعهّدت سوريا بمواصلة التعاون مع الوكالة لحل المسائل العالقة. وقال أمانو إن الوكالة الدولية تواصل السعي للدخول إلى مواقع أخرى تعتقد أنها تتعلق عملياً بموقع دير الزور.
وأضاف «أحثّ سوريا على التعاون التام مع الوكالة في ما يخصّ المسائل العالقة المتعلقة بموقع دير الزور ومواقع أخرى».
ميدانياً، انتشرت القوات السورية في أنحاء مدينة درعا أمس، بعد اشتباكات دارت هناك، وواصلت عمليات «التنظيف» في حمص، حيث لا يزال الصليب الأحمر يسعى إلى دخول حي بابا عمرو. في هذا الوقت، تجدد الضغط أمس على مدينة الرستن في محافظة حمص، التي انسحبت منها قوات النظام قبل أسابيع، والتي تتعرض منذ ذلك الوقت لقصف مدفعي وصاروخي شبه يومي.
وقال ساكن في درعا إن مئات من الجنود ورجال الأمن انتشروا في المدينة على نطاق لم يشاهد منذ شهور. وأضاف أن الحملة أعقبت هجمات على نقاط تفتيش أمنية في وسط المدينة، كانت أيضاً الأشد كثافة منذ شهور. وقال الساكن إن شخصاً واحداً على الأقل قتل. وصعّدت المجموعات المسلحة من هجمات الكر والفر في أنحاء سوريا في الأيام القليلة الماضية لإظهار تحدّيها، بعد اقتحام الجيش لحي بابا عمرو في حمص.
وفي محافظة دير الزور، قال نشطاء معارضون إن انفجاراً وقع في خط أنابيب نفطي قرب بلدة القورية في المحافظة الواقعة شرق سوريا أمس، في حين بدأت القوات السورية عملية عسكرية في المنطقة.
ولا تزال اللجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر العربي السوري يسعيان للحصول على موافقة السلطات على دخول بابا عمرو لمساعدة المدنيين هناك. وقال هشام حسن المتحدث باسم اللجنة إن فرقاً من الوكالتين وزعت طعاماً وأغطية على مدنيين، بينهم أسر فرّت من بابا عمر إلى حيين آخرين في حمص.
وأضاف من جنيف أن قافلة تابعة للصليب الأحمر تحمل أغذية «لعدة آلاف من الأشخاص» وإمدادات إغاثة أخرى وصلت أيضاً إلى حمص آتية من دمشق، وهي الثانية في أقل من أسبوع.
بدوره أفاد المتحدث باسم اللجنة من دمشق، صالح دباكة، أن «اللجنة بدأت اليوم توزيع المساعدات في حي الإنشاءات». وأشار دباكة إلى أن اللجنة لم تتمكن بعد من دخول حي بابا عمرو، وأن «المفاوضات لا تزال جارية لدخوله».
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء سانا أن السلطات بدأت إزالة «آثار الخراب والدمار التي خلّفتها المجموعات الإرهابية المسلحة في حيّي الإنشاءات وبابا عمرو» أول من أمس الأحد. وقالت إن 16 من أفراد قوات الأمن قتلوا على أيدي مسلحين دفنوا في اليوم نفسه. وأفاد مراسل «الأخبار» عفيف دياب بأن مناطق الحدود اللبنانية ـــ السورية في شمال سهل البقاع شهدت هدوءاً تاماً بعد يوم حافل من الكرّ والفرّ بين الجيش السوري النظامي والجيش السوري الحر، حيث شهدت أطراف بلدات وقرى القصير وجوسة وربلة والنزارية قصفاً بمدفعية الدبابات والأسلحة الرشاشة الثقيلة، طاولت ما يعتقد أنها مواقع وأهداف متحركة للجيش السوري الحر. وقالت مصادر هذا الجيش لـ«الأخبار»، ظهر أمس، إن مدفعية الدبابات استهدفت (أول من أمس) مواقع سابقة لهم في نواحي مدينة القصير الشرقية. ونفت هذه المصادر في اتصال هاتفي معها صحة المعلومات التي تحدثت عن وجود 39 مقاتلاً من الجيش الحر رهن الاعتقال لدى الجيش اللبناني. وتابعت أن الجيش اللبناني أوقف 8 أشخاص مدنيين خلال عملية نزوح الأهالي إلى لبنان نتيجة قصف أول من أمس على أطراف جوسة. وأعربت هذه المصادر عن اعتقادها بأن الجيش السوري الرسمي «قد يقدم على عملية عسكرية واسعة النطاق ضدنا في القصير وأطرافها»، موضحة «أن أكثر من 5 انشقاقات سجّلت (أمس) في صفوف مجموعة من الهجانة (شرطة الحدود)، وأعلنت انضمامها إلى الجيش الحر».
التطورات الأمنية والعسكرية داخل الجانب السوري المتاخم للحدود مع لبنان، استدعت قرارات عسكرية لبنانية اتُّخذت على أعلى المستويات. وقالت معلومات «الأخبار» إن الجيش اللبناني بدأ تعزيز وجوده على طول خط الحدود مع سوريا، واتخاذ إجراءات وقائية تحسباً لأي تطورات عسكرية داخل الأراضي السورية. وقد لوحظ ميدانياً، أمس، انتشار الجيش اللبناني وإقامة نقاط مراقبة جديدة وتعزيز الموجودة سابقاً بالعناصر والعتاد.
(الأخبار، سانا، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)