رام الله | المصالحة معطلة، وفلسطين اليوم بثلاثة رؤساء للوزراء بعد اختيار الرئيس محمود عباس لترؤس حكومة «الوفاق» الوطني، بموجب إعلان الدوحة؛ أزمات لم يكن ينقصها سوى استعار التراشق الإعلامي وتبادل الاتهامات بين «فتح» و«حماس» بسبب التأخير في إعلان الحكومة الجديدة، كي يُتمّم الفلسطينيون خصامهم ويدفعون بالمصالحة نحو مزيد من التعطيل. وفي الوقت الذي كان فيه الفلسطينيون يتلهّون بالمناكافات، كانت قوات الاحتلال تقتحم مناطق مختلفة من محافظات رام الله، وقلقيلية، ونابلس وبيت لحم وتشن حملة اعتقالات واسعة بحق الفلسطينيين شملت العشرات، بينهم قاصرون، قبل أن تعود وتنسحب.
الطريف في الأمر، أن الإذاعة الرسمية الفلسطينية «صوت فلسطين» هي التي شهدت هذا التراشق الجديد بين طرفي «الخصام» الفلسطيني؛ ففيما أعلن رئيس وفد حركة «فتح» للحوار الوطني، عزام الأحمد، أن الرئيس محمود عباس بانتظار انتهاء مهلة الأسبوعين، التي طالبت بها حركة «حماس» في الاجتماع الأخير في القاهرة للشروع بتشكيل حكومة الوفاق، حمّل القيادي الحمساوي، إسماعيل رضوان، مسؤولية تأجيل تشكيل الحكومة لعباس، إذ إنّه هو المكلف بتشكيلها. الأحمد نفى نفياً قاطعاً اتهام حركة «حماس» بأن عباس هو من طلب التأجيل لأسبوعين، مؤكّداً «أن ذلك لم يحدث إطلاقاً، وأن من طلب التأجيل هو رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل شخصياً». وأشار إلى أن دولة عربية لم يذكرها توسطت لدى الرئيس بطلب من حركة حماس «لإملاء» شروطها بتشكيل الحكومة، لكن الرئيس رفض ذلك.
في الوقت نفسه، أكد الأحمد أن «الاتصالات لا تزال مستمرة مع قيادات حماس». وأوضح أن اتصالاً مع نائب رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، موسى أبو مرزوق، جرى أول أمس، حيث أكّد بدوره على ضرورة خلق أجواء إيجابية وعدم توتيرها نتيجة الحملة الإعلامية المتواصلة من قبل قيادات «حماس» في قطاع غزّة.
لكن اسماعيل رضوان أوضح أن الاجتماع القيادي الأخير لحركة «حماس» لم يتطرق إلى تشكيل الحكومة على الإطلاق، وأن حركته تؤيد اتفاقَي الدوحة والقاهرة على نحو كامل، مطالباً عباس بتشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن.
في المقابل، طالب المتحدث الإعلامي باسم حركة الجهاد الإسلامي، داوود شهاب، بعدم الالتفات إلى التجاذبات والخلافات والتراشق الإعلامي والسياسي المتواصل بين «فتح» و«حماس». واعتبر أنّ المماطلة في التنفيذ ورهنها بضرورة إيجاد ضمانات من قبل بعض الأطراف، خلقا حالة من الإرباك أثرت تأثيراً كبيراً على مسار تحقيق الوحدة الوطنية.
في غضون ذلك، استباحت قوات الاحتلال مدن الضفة الغربية واعتقلت أكثر من 20 مواطناً فلسطينياً من محافظات الضفة الغربية. وأوضحت مصادر أمنية فلسطينية لـ«الأخبار» أن قوات الاحتلال اقتحمت مناطق مختلفة من محافظات رام الله، وقلقيلية، ونابلس وبيت لحم، واعتقلت عدداً من المواطنين قبل انسحابها. كما اعتقلت 5 مواطنين من مخيم العروب شمال الخليل، بعدما نصبت عدة حواجز في المحافظة، في حين داهمت مدينة الخليل وفتشت عشرات المنازل فيها، وكثفت وجودها ونصبت حواجزها العسكرية على مداخل المحافظة الشمالية والجنوبية والغربية. أما في سلوان بالقدس المحتلة، فاقتحمت قوة معززة من جنود وشرطة الاحتلال الإسرائيلي الحي، واعتقلت خمسة أطفال قاصرين، من حي وادي حلوة ببلدة سلوان. في حين أُصيب الشاب محمد تيسير أبو عواد (19 عاماً)، بجراح خطرة في الرأس جراء إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي، الموجودة على حاجز عطارة العسكري شمال رام الله، الغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية.