لم تنسحب روسيا من سوريا، رغم اعلان الرئيس فلاديمير بوتين، سحب ما قال انها القوة العسكرية الرئيسية العاملة في الساحة السورية. هذا التقدير، وفقاً لمعلومات استخبارية، ورد على لسان ضابط رفيع في الجيش الإسرائيلي، أكد ان كل ما قام به الروس هو تغيير «طبيعة القوة الجوية» هناك، بما يتلاءم مع طبيعة القتال، الدائر حالياً في سوريا.
الضابط الاسرائيلي، أضاف في حديث لموقع «ديفنس نيوز» الاميركي، المتخصص بالشؤون العسكرية والامنية، أنّ بوتين ما زال يحتفظ بقوة جوية هامة وكبيرة في سوريا، من شأنها ان تسمح له بتحقيق كل ما يريده عسكرياً في هذا البلد. وبحسب «التقديرات الاستخبارية الاسرائيلية، فان الوجود العسكري الروسي ما زال قائماً من دون قيد زمني، واذا كان الروس قد سحبوا قاذفات السوخوي وعادوا بها الى القواعد العسكرية في روسيا، الا انهم استقدموا في المقابل مروحيات عسكرية هجومية، حلت محل القاذفات لتأدية المهمات القتالية، مع الاشارة الى ان الاسلحة الاكثر تطورا، مثل منظومات الدفاع الجوي اس 400، ما زالت في سوريا».
خشية اسرائيلية من قوة جوية إيرانية في سوريا

ورداً على سؤال طالب الضابط بمزيد من التفاصيل، أشار إلى أنّ «بوتين غيرّ طبيعة القوة الروسية في سوريا ولم يأمر بسحبها... لقد اخرجوا وسائل قتالية وانواعا محددة من الطائرات لم تعد ملائمة للقتال هناك، واستقدموا المروحيات، اذ ان الجهد القتالي الروسي يتركز حاليا على تأمين الدعم والمساندة الجوية بواسطة المروحيات تحديداً»، اما ما يتعلق بنوعية المروحيات القتالية الجديدة وعددها، فامتنع الضابط عن ذكر التفاصيل، وقال «لا اريد ان اتطرق الى ذلك ولن اذكر ارقاماً، لكن لدى بوتين الان كل ما يتطلبه الميدان من ناحية عسكرية».
ورداً على سؤال اخر حول امكان ان يطلب حزب الله وايران من الروس توجيه منظومات الدفاع الجوي ضد اسرائيل، اكد الضابط أن السؤال «غير منطقي». وقال «لا يبدو ان بوتين سيستجيب. صحيح انه قادر على تحقيق ذلك بسرعة، وهو قادر على توجيه المنظومات ضد إسرائيل، لكن ذلك سيكون تغييرا كبيرا، ولا نعتقد أنه ينوي التصرف على هذا النحو»، لافتاً إلى أنّ مهمة هذه المنظومات محددة، وجرى استقدامها لردع ومنع هجمات محتملة من جانب تركيا.
وكشف الضابط أنّ إسرائيل تستعد لمواجهة كل السيناريوهات المحتملة، المتعلقة بالوجود الإيراني في سوريا: ان تعزز طهران من وجودها وسيطرتها في سوريا، وايضا إمكان ان تقرر الانسحاب من سوريا. مع ذلك، لفت الضابط الى ان الإيرانيين سحبوا قوات كبيرة من الحرس الثوري من سوريا، إلا أنّهم عادوا واستبدلوها بقوات اخرى، أقل عدداً. و«اما اذا قرر الروس سحب قواتهم، فنخشى من ان تضع القوة الجوية الإيرانية موطئ قدم له هناك. ووجود جوي عسكري ايراني في سوريا، امر يصعب على إسرائيل كثيراً أن تتقبله».