حلب | بدأت السلطات السورية عملية أمنية شمالي مدينة حلب تركزت في عندان وتل رفعت ومارع، أوقعت عدداً من القتلى والجرحى. وفيما يقول مصدر مطلع إن صبر السلطات نفد تماماً في مواجهة «حملة السلاح الذين ينفذون مخططاً غربياً خليجياً لتدمير سوريا، وينفذون هجمات دموية غادرة على الجيش وقوات حفظ النظام»، يرى أحد قادة الاحتجاج، وهو من العائدين من العراق، أنهم «يخوضون معركة دفاعية في مواجهة سلطة استبدادية تابعة لإيران وأميركا، وأن قرار عدم سيطرة الجيش الحر على المدن والبلدات، ناتج من قرار الثورة حقن الدماء بانتظار انفراط عقد الجيش الأسدي» وفق تعبيره. وقامت وحدات من قوات حفظ النظام، تدعمها قوات عسكرية، بدخول مناطق عندان وتل رفعت وحريتان وبلدات أخرى بالقرب من حلب لملاحقة مسلحين هاجموا سيارات عسكرية ونقطة تفتيش أمنية بالقرب من مول الكارفور. وقال مصدر مطّلع إن العملية تقررت، وفق المصدر، بعد عملية اغتيال المسؤول الأمني رمضان حمادة مع ابن شقيقه (أول من أمس) ومهاجمة سيارات عسكرية (أمس).
وقال مصدر مقرب من «تنسيقية عندان» لـ«الأخبار» إن «السلطات قطعت الاتصالات الخلوية عن البلدة ودهمتها وسط تحليق لحوامة عسكرية أطلقت النار على المتظاهرين وقتل عدد منهم، بينهم الشهيد عمر كتوري»، موضحاً أن «دخول الجيش هو لقمع التظاهرات، ولا وجود للعصابات المسلحة في عندان التي تشهد تظاهرات سلمية احتجاجاً على اقتحام المدن وقصف السكان المدنيين العزل في حمص»، ومطالباً بـ«حظر الطيران في الأجواء السورية بأسرع وقت». وفي وقت لاحق أذيع مقتل محمد الرج، الملقب بـ«الزعيم»، وهو من أبرز قادة الاحتجاج في عندان.
وكان الجيش قد دخل مدينة أعزاز أول من أمس، بعد قيام عشرات المسلحين بقطع الطرقات، ومهاجمة مبنى مديرية المنطقة، حيث دارت اشتباكات أوقعت قتيلين ونحو عشرة جرحى في صفوف المسلحين، فيما تتواصل عملية إعادة فرض الأمن على المنطقة. ويأتي ذلك بعد أسبوع على دخول الجيش مدينة الأتارب القريبة من الحدود التركية إثر مقتل ضابطي أمن وشرطة وسبعة عناصر على يد مسلحين تكفيريين، وهجوم على مديرية المنطقة بقذائف صاروخية، حيث قتل نحو 22 من المسلحين نصفهم قدموا من تفتناز وبنش في محافظة إدلب.
وشهدت مدينة اعزاز مواجهات عنيفة بين قوات الأمن والمسلحين الذين هاجموا مفرزة الأمن السياسي، فيما ذكر بعض أهالي المنطقة أن مدرعات تتقدم على الطريق الدولية. وقال أحد قادة الاحتجاج، وهو من الذين قاتلوا في العراق، لـ«الأخبار»: «لدينا عدد كافٍ من المقاتلين للسيطرة على كل شمال حلب، لكن لا نية لدينا للانتشار والسيطرة في المرحلة الحالية حقناً لدماء الجيش؛ لأنهم إخوتنا». وأضاف: «نحن نفضل الانتظار حتى انفراط عقد الجيش الأسدي بنحو كامل، وهو في الحقيقة انفرط، والجيش الحر يسيطر عملياً على شمال حلب».
وتشهد حلب منذ أسابيع تظاهرات على نطاق ضيق يسقط في بعضها ضحايا، وذلك بالتزامن مع عمليات خطف بقصد الفدية، واغتيال وتفجير عبوات ناسفة، تتبناها صفحة اتحاد تنسيقيات الثورة السورية في حلب على الفايسبوك. وفي هذا السياق، أقدم مسلحون بالقرب من بلدة عندان على قتل الشاب إبراهيم قباني، وهو نجل رجل أعمال حلبي، خلال محاولة اختطافه.