لم ينجح الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في كتابة الفصل الأخير من حكمه لليمن، وفقاً للسيناريو الذي كان سيرسمه، بعدما اختار خلفه عبد ربه منصور هادي، المتسلح بـ«تفويض شعبي»، تلقين صالح درساً ولو لمرة واحدة في تاريخ علاقة الرجلين الممتدة لأكثر من 18عاماً، محوّلاً حفل التنصيب الذي كان يخطط له صالح إلى حفل متواضع لوداع «السلف» الذي يستعد لمغادرة البلاد من جديد، متوجهاً هذه المرة إلى إثيوبيا، حيث يتوقع أن يقيم لفترة طويلة. وفي الحفل المتواضع الذي استمر لدقائق معدودة فقط، وغاب عنه ممثّلو أحزاب اللقاء المشترك ورئيس الوزراء محمد سالم باسندوه، أكد صالح أنه يسلم العلم إلى أيدٍ أمينة. وأضاف، في كلمته، «نؤكد باسم جماهير شعبنا والمؤتمر الشعبي العام كقوة سياسية رائدة، أننا سنكون داعمين للأخ رئيس الجمهورية لأجل إعادة بناء ما خلفته هذه الأزمة الطاحنة التي ألحقت ضرراً فادحاً بالاقتصاد الوطني». ودعا اليمنيين إلى «الوقوف صفاً واحداً إلى جانب القيادة السياسية»، وإلى «اصطفاف وطني لمواجهة الإرهاب، وفي مقدمته تنظيم القاعدة»، مشدداً على أن «اليمن جزء لا يتجزأ من أمن دول المنطقة».
من جهته، رأى الرئيس اليمني الجديد أن هذه المناسبة تضع «قواعد جديدة لتبادل السلطة في اليمن». وأعرب هادي عن الأمل بـ«أن نجتمع بعد عامين في هذه القاعة لنودّع قيادة ونستقبل قيادة جديدة».
وجاء الحفل في وقتٍ أفادت فيه وكالة «أسوشييتد برس»، نقلاً عن مساعدين لصالح قولهم، بأن الأخير سيتوجه إلى المنفى في إثيوبيا، في غضون اليومين المقبلين، مع عدد من أفراد أسرته، بعد تهديدات من قبل دول في مجلس الأمن الدولي بتجميد أمواله وأموال أفراد أسرته إذا قرر البقاء.
ونقلت «أسوشييتد برس» عن مسؤول يمني مطّلع قوله إن رئيس الوزراء اليمني أكد خلال لقاء جمعه بمستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي، جون برينان، قبيل الانتخابات الرئاسية، أن «عودة صالح إلى البلاد تعني حرباً أخرى»، مطالباً في حينه الولايات المتحدة بالتدخل لإجبار صالح على مغادرة اليمن.
أما عن أسباب اختيار صالح لإثيوبيا كمنفى اختياري، فلفتت الوكالة إلى أن القرار اتخذ بعدما كان الأخير ينتظر من دون جدوى رداً من سلطنة عمان على طلب تقدم به للسماح له بأن يقيم على أراضيها. كذلك أشارت الوكالة إلى أن عدداً من أفراد أسرة الرئيس السابق قد غادر بالفعل إلى الإمارات العربية المتحدة.
ونقلت عن شهود من داخل القصر الرئاسي أن قاعة بأكملها كانت تستخدم لعرض الهدايا التذكارية الثمينة والتحف والساعات الذهبية والبنادق وتذكارات أخرى جرى جمع ما تحويه، إذ أمر صالح نجل شقيقه، طارق محمد عبد الله صالح، الذي يتولى قيادة الحرس الرئاسي، بنقلها إلى مكان مجهول، إلى جانب زجاجات الكحول التي كان يستخدمها الرئيس اليمني السابق.
إلى ذلك، وصف قائد قوات الأمن المركزي العميد يحيى صالح المُطالبين بإقالته إلى جانب أقارب الرئيس اليمني السابق من وظائفهم العامة بأنهم «إقصائيّون وأصحاب فكر إقصائي». واتهّم يحيى، في حوار أجرته فضائية «سكاي نيوز» العربية، جهاتٍ لم يسمّها بمحاولة «إلغاء المؤتمر من الخارطة السياسية»، مؤكداً أنهم «لن يستطيعوا» ذلك.
(أ ف ب، أ ب)



أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، الذي شارك في احتفال أمس، أن الشعب اليمني «يؤسس لمرحلة تاريخية جديدة»، فيما أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني أن الدول الخليجية تعمل على تسريع المساعدات لليمن.