دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، أمس، الجيش السوري الى وضع مصلحة بلاده قبل الدفاع عن نظام الرئيس بشار الأسد. وقالت أثناء زيارة الرباط «نحث عناصر الجيش السوري على تغليب مصلحة البلاد». وأضافت «ما زلنا نعتقد بأن الدائرة التي تحيط (ببشار) الأسد قلقة من الهجمات الوحشية الجارية ... وأن على كل السوريين أن يعملوا معاً من أجل مستقبل أفضل». وذكرت كلينتون بالنقاط الثلاث التي يتعين ان تشكل برأيها استراتيجية المجتمع الدولي حيال سوريا، وهي «مساعدة إنسانية عاجلة» للمدنيين، و«زيادة الضغوط على نظام الأسد»، و«المساعدة على الإعداد لعملية انتقالية».
وفي تصريح منفصل، حذرت كلينتون من أن قيام الولايات المتحدة بتسليح المعارضة السورية يمكن أن يؤدي الى دعم تنظيم القاعدة وحركة حماس بطريقة غير مباشرة. وقالت في مقابلة مع شبكة سي بي اس نيوز اثناء زيارتها المغرب «نحن لا نعلم في الحقيقة من هي الجهة التي نسلحها»، مشيرة الى ان زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري أعرب عن دعمه للمسلحين السوريين. وتساءلت «هل نحن ندعم القاعدة في سوريا؟ ... حماس تدعم المعارضة الآن. هل نحن ندعم حماس في سوريا؟». وقالت كلينتون إنها تشعر «بالتعاطف الشديد مع الدعوات الى التحرك» لوقف حملة القمع التي يقول نشطاء إنها أودت بحياة 7600 شخص. الا انها قالت «أحياناً اطاحة الأنظمة الوحشية يستغرق وقتاً ويكلف الأرواح. ويا ليت كانت الحال غير ذلك».
وفي دمشق، صرح مصدر رسمي، اول من أمس، بأن سوريا «ترفض وتدين كل ما قيل وصدر عن اجتماع أعداء سوريا في تونس». وقال «إن سوريا تشجب الأصوات الداعية إلى تمويل الجماعات المسلحة، الأمر الذي نعتبره دعماً للإرهاب وإضراراً مباشراً بمصالح الشعب السوري». وأكد أن سوريا تعتبر كل ما صدر عن هذا الاجتماع تدخلاً سافراً في شؤونها الداخلية. وقال المصدر إن سوريا تدعو فصائل المعارضة الوطنية، التي رفضت الاشتراك في المؤتمر، إلى الانخراط في أسرع وقت ممكن في الحوار الوطني لتكون شريكة في بناء مستقبل سوريا المتجددة.
وأعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو انه سيلتقي المجلس الوطني السوري، قبل الاجتماع المقبل لمؤتمر «اصدقاء سوريا» المقرر عقده بعد ثلاثة اسابيع في اسطنبول. بحسب ما اوردت الاحد صحيفة «حرييت». وشدد داود اوغلو على ان تركيا ستدرس مسألة تمثيلها الدبلوماسي في سوريا، الا انها تأمل ان تبقي سفارتها مفتوحة. وتابع وزير الخارجية التركي «نحن نبذل جهوداً لكي يضم المجلس الوطني السوري اشخاصاً من مختلف الاديان او الطوائف، بمن فيهم الاكراد والعلويون والمسيحيون».


وبحسب الصحيفة التركية، فانه بعد الاجتماع الثاني لمؤتمر اصدقاء سوريا المقرر في اسطنبول، سيعقد «اصدقاء سوريا» اجتماعهم الثالث في فرنسا.
وفيما تشهد العلاقات الفرنسية التركية أخيراً توترات على خلفية تبني فرنسا قانوناً يحرم انكار ابادة الارمن، التي تعترض تركيا على توصيفها، اعرب وزير الخارجية التركي عن امله أن تسمح الاوضاع بأن يتوجه الى فرنسا للمشاركة في هذا الاجتماع. وقال داود اوغلو «آمل ان تستأنف العلاقات حتى حينه. آمل ان لا يكون هناك اوضاع تمنعني من التوجه الى فرنسا»، في اشارة الى قرار سيصدر عن المجلس الدستوري الفرنسي يتوقع ان يمنع اصدار هذا القانون.
بدوره، اعلن المجلس الوطني السوري، في بيان أمس، انه «يمد اليد» الى الطائفة العلوية من اجل بناء «دولة المواطنة والقانون». وأقر المجلس في بيانه بوجود «ردود فعل طائفية وخطر بشق المجتمع السوري نتيجة العنف الوحشي الذي أدى الى زيادة الحس الطائفي». وقال «لن ينجح النظام في دفعنا الى قتال بعضنا البعض. اننا مصممون على التكاتف والوحدة الأهلية، وأول بوادر هذه الوحدة هي مد يدنا الى اخوتنا العلويين، لنبني سوريا دولة المواطنة والقانون».
وفي ما قد يعد مؤشراً على التدخل العسكري في سوريا، ذكرت صحيفة «ذا بيبول» أمس أن بريطانيا سترسل وحدات من قواتها الخاصة إلى سوريا لحماية مواطنيها، في أعقاب مقتل الصحافية ماري كولفن في مدينة حمص. وكانت تقارير صحافية قد كشفت الشهر الماضي أن وزارة الدفاع البريطانية وضعت خططاً سرية لإقامة منطقة محظورة الطيران في سوريا تشرف عليها منظمة حلف شمالي الأطلسي. وقالت إن عملاء من جهاز الأمن الخارجي البريطاني (أم آي 6) ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي إي إيه) موجودون على الأرض في سوريا لتقويم الوضع، فيما تجري القوات الخاصة البريطانية اتصالات بالجنود السوريين المنشقين لمعرفة احتياجاتهم من الأسلحة وأجهزة الاتصالات في حال قررت الحكومة البريطانية تقديم الدعم لهم.
في هذا الوقت، حذر رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، الغرب والدول العربية من القيام بتدخل عسكري في سوريا. وقال، في مقال في «فورين بوليسي»، «آمل أن لا تحاول الولايات المتحدة ودول أخرى الإقدام على سيناريو عسكري في سوريا من دون موافقة مجلس الأمن الدولي».




ميدانياً، بلغ عدد القتلى الذين سقطوا الاحد في اعمال عنف في كل انحاء سوريا 33، هم 17 مدنياً و16 عسكرياً، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقتل 12 مدنياً في حمص في القصف على احياء مختلفة، وستة جنود في اشتباكات في حي الحميدية بين القوات النظامية ومجموعة منشقة. كما قتل ثلاثة من عناصر الامن في استهداف سيارتهم خلال اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومجموعات منشقة في مدينة درعا، وثلاثة آخرون في مدينة نوى في محافظة درعا حيث قتل ايضا مدني برصاص قوات الامن. كذلك قتل جنديان في مدينة داعل في درعا في اشتباكات. وكان شخص قد قتل صباحا برصاص القوات السورية في بلدة علما في محافظة درعا. وفي محافظة ادلب، افاد المرصد عن مقتل «مواطن (45 عاما) اثر اصابته بإطلاق رصاص من حاجز امني في مدينة معرة النعمان».
في ريف دمشق، قتل شاب (18 عاما) اثر اطلاق الرصاص عليه من قوات الامن السورية التي نفذت حملة مداهمات واعتقالات في مدينة قطنا، بحسب المرصد. واضاف بيان المرصد ان «مدينة قطنا تشهد اطلاق رصاص وتنتشر القوات العسكرية في شوارعها بعد مقتل اثنين من عناصر الاستخبارات العسكرية فيها».
في مدريد، تظاهر حوالى 500 شخص مطالبين بسقوط الرئيس السوري ومنددين بالعنف امام وزارة الخارجية الاسبانية والسفارة السورية. كما سارت تظاهرة في المغرب ضمت الاف الاشخاص (عشرون الفا بحسب المنظمين وستة الاف بحسب السلطات) في الدار البيضاء، للمطالبة باسقاط النظام السوري، وذلك بناء على دعوة من جمعية العدل والاحسان الاسلامية.
وأفاد ناشطون سوريون بأن الامارات الغت اقامات عشرات السوريين المقيمين على اراضيها بسبب مشاركتهم في تظاهرات مناهضة للنظام السوري في دبي.
إلى ذلك، في تصريح هو الاول من نوعه، أفتى عالم الدين السعودي الشيخ عائض القرني،أمس، بقتل الرئيس السوري بشار الأسد، معتبراً أن قتله أوجب من قتل الإسرائيليين. ونقلت صحيفة «سبق» الإلكترونية عن القرني قوله، في حديث إلى قناة «العربية» السعودية، «يجب على الشعب السوري أن يحمل السلاح ضد (الرئيس السوري) بشار (الأسد)».
(الأخبار، سانا، أ ف ب،
رويترز، يو بي آي)



بابا عمرو: إخلاء الجرحى اليوم!


لم تثمر المفاوضات التي تجريها اللجنة الدولية للصليب الأحمر مع السلطات والمعارضين السوريين لإجلاء جرحى، بينهم صحافيان غربيان، الفرنسية اديت بوفييه والبريطاني بول كونروي (الصورة)، من حي بابا عمرو في حمص. وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دمشق صالح دباكة «لن يحصل الإجلاء الأحد لأن ارسال سيارات اسعاف ليلاً (...) الى حمص لنقل الجرحى أمر بالغ الخطورة. من الارجح القيام بذلك الاثنين».
وأصيبت بوفييه وكونروي الاربعاء في قصف على منزل حوله ناشطون الى مركز اعلامي وتسبب أيضا بمقتل زميليهما الفرنسي ريمي اوشليك والاميركية ماري كولفن.
وقالت صحافية اجنبية تشارك في هذه المفاوضات ان سيارات الاسعاف التابعة للهلال الاحمر السوري وصلت مرتين الى بابا عمرو لكن افراد الجيش السوري الحر الذي يضم منشقين عن الجيش النظامي منعوا دخولها. واتهم الجيش السوري الحر النظام بتوقيف تسعة جرحى تم نقلهم قبل يوم، لكن اللجنة الدولية للصليب الاحمر حققت في الأمر «وتبين انه غير صحيح اطلاقاً»، حسب الصحافية.
(أ ف ب)