بعد عشرة أشهر من الرزوح تحت رحمة مسلحي «داعش»، عادت مدينة تدمر الأثرية إلى الدولة السورية. مجموعات الجيش اتخذت من المدينة قاعدةً للبدء بالتوسع في البادية السورية وشنّ عمليات جديدة.وواصل الجيش، أمس، تقدمه من نقطة جبل جبيل باتجاه مرتفع حزم الغربيات، في سلسلة جبال الحزم الأوسط، غربي القريتين في ريف حمص الشرقي، ليتمكّن من السيطرة عليه إثر اشتباكات مع مسلحي «داعش». وبهذه الخطوة تصبح القوات على مقربة من المدينة، ومشرفةً بالنار عليها، حيث يبعد مرتفع حزم الغربيات نحو ٥ كلم عنها، بينما تبعد سلسلة جبال الحزم الأوسط عن المدينة ٣ كلم فقط.
في موازاة ذلك، أغار الطيران الحربي على الطريقين الواصلين بين مدينة السخنة وبلدة الطيبة، وبين تدمر والسخنة، مستهدفاً نقاطاً للتنظيم.
وبحسب مصادر متابعة، سيعمد الجيش إلى تأمين محيط المدينة، وهو ما عبّرت عنه قيادة القوات المسلحة في بيانها بأن المدينة «تشکل قاعدة ارتکاز لتوسيع العمليات العسکرية ضد داعش على محاور واتجاهات عدة، أبرزها دير الزور والرقة».
في السياق، كلّف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس، وزارة الدفاع الروسية مساعدة قوات الجيش في إزالة الألغام من تدمر. وكان الرئيس السوري بشار الأسد، قد تلقى أول من أمس، اتصالاً هاتفياً من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، هنأه فيه باستعادة تدمر من الإرهابيين، مؤكداً أن الجيش الروسي «سيواصل دعم سوريا في مكافحة الإرهاب».
هنّأ بوتين باتصال هاتفي الأسد باستعادة تدمر

كذلك، أجرى بوتين اتصالاً هاتفياً آخر مع المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو»، إيرينا بوكوفا، هنأها فيه باستعادة تدمر، واتفق معها على أن يتخذ الطرفان، إضافةً إلى سوريا، خطوات «لا بد منها» لتقويم الخسائر التي ألحقها المسلحون بالمدينة، ووضع خطة لترميم معالمها.
وفي ريف دمشق، تستمر الاشتباكات في منطقة المرج، في الغوطة الشرقية بين الجيش السوري ومسلحي «جيش الإسلام»، فيما تعرّض القاضي العام السابق في الغوطة الشرقية خالد طفور لإطلاق نار في بلدة حمورية. وقالت تنسيقيات المسلحين إن مجهولين أطلقوا النار على القاضي ومرافقيه، ما أدى إلى إصابته بالفخذ ومقتل أحدهم. وأشارت إلى أن محاولة الاغتيال جاءت بعد مشاركته في تظاهرات الجمعة الماضية في مدينة دوما تحت راية علم «الثورة». ويشغل طيفور منصب قاضٍ بـ«المجلس القضائي الموحد»، المحسوب على «جيش الإسلام»، بعد أن كان القاضي العام فيه.
أما في الجبهة الجنوبية، فلا يزال مسلحو «لواء شهداء اليرموك» و«حركة المثنى الإسلامية» يحاولون اقتحام بلدة حيط، في ريف درعا الغربي، لكن مسلحي «جبهة النصرة» وفصائل «الجيش الحر» تصدّوا لهم، في وقتٍ يشهد الريف الغربي فيه حالة نزوح كبيرة باتجاه درعا المدينة. في غضون ذلك، تستمر معارك الكرّ والفرّ بين مسلحي «الحر» و«داعش»، في ريف حلب الشمالي، حيث حاول، أمس، عناصر التنظيم التقدم باتجاه مدينة مارع، إلا أنهم فشلوا في ذلك. إلى ذلك، استعاد مسلحو «داعش» مجدداً السيطرة على بلدة الطوقلي، وفي المقابل استعاد «الحر» سيطرته على قرية الأحمدية.
(الأخبار)