كشف الصحافي الفرنسي جورج مالبرونو، نقلاً عن «خبير عسكري أوروبي في الشرق الأوسط»، أن «المملكة الأردنية تستعد لنشر أربع بطاريات باتريوت مضادة للصواريخ، بهدف تأمين الحماية لأراضيها ولإسرائيل من أي هجمات جوية محتملة من الأراضي السورية». مالبرونو فنّد على مدوّنته على موقع صحيفة «لو فيغارو»، أمس، بعض تفاصيل الصفقة الألمانية ـــ الأميركية ـــ الأردنية لتسليم المضادات. الصحافي يقول إن الأردن طلب من ألمانيا، عبر سفارتها في عمّان، شراء مضادات «باتريوت»، وبما أن الولايات المتحدة كانت باعت مثل تلك المضادات لألمانيا بعد حرب الخليج عام ١٩٩٠، فإنها وافقت على إعادة بيعها للأردن وشجعت العملية.
وبالطبع، تكشف الكواليس أن الإسرائيليين عملوا جاهدين من أجل إتمام الصفقة وإنجاحها.
من جانبها، لم تشأ وزارة الدفاع الإسرائيلية ولا السلطات الأردنية التعليق على الموضوع، كما يوضح مالبرونو. إلا أنه ينقل عن الخبير العسكري الأوروبي قوله «من شأن تلك المضادات أن تعترض صواريخ سكود التي تعبر الأجواء الأردنية باتجاه إسرائيل».
ويضيف مالبرونو «تخشى إسرائيل أن تطلق سوريا صواريخ سكود أو إم ٦٠٠ الذي يصل مداه إلى ٣٠٠ كلم، والذي تصنّعه سوريا منذ سنوات». الصحافي الفرنسي لا يلبث أن يذكّر بكلام رامي مخلوف لصحيفة «نيويورك تايمز»، في أيار الماضي، حين قال «إن لم يكن هناك استقرار في سوريا، فلن يكون هناك استقرار في إسرائيل».
وبعد إتمام الصفقة، ينوي الأردن نشر مضادات «باتريوت» في محيط إربد قرب الحدود السورية، لكن الصحافي يشير إلى أن المملكة تسعى للتكتّم تماماً على الموضوع، «لعدم إغضاب الفلسطينيين داخل أراضيها».
هكذا، تكون إسرائيل قد أمّنت حدودها الشمالية مع لبنان، وملأت الفراغ الأمني الذي كان يشوب الجبهة الموجودة شرقي سوريا، يخلص مالبرونو. أما بالنسبة إلى الأردن، يضيف الكاتب، فهو حافظ على دوره الساهر على أمن إسرائيل في المنطقة، وحصّن جبهته الداخلية من أي فوضى قد يشهدها إذا شهدت الجارة السورية مزيداً من الاضطرابات وعدم الاستقرار.
مالبرونو لا يغفل أن السلطات الأردنية وضعت مجموعة من المنشقين عن الجيش السوري من الذين لجأوا إليها تحت وصاية الاستخبارات العسكرية الأردنية.