أكدت روسيا والصين مجدداً أمس معارضتهما لأي تدخل اجنبي في سوريا. وفي محادثة هاتفية بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الصيني يانغ جيشي «اكد الجانبان موقفهما المشترك الذي يدعو (...) الى بدء محادثات من دون شروط مسبقة بين السلطة والمعارضة (...) مع استبعاد اي تدخل»، بحسب بيان للخارجية الروسية. وكررت موسكو وبكين العضوان الدائمان في مجلس الامن الدولي، دعوتهما ايضا الى «وقف سريع لكل اشكال العنف في سوريا». من جهته، اعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف معارضته لأي تدخل في سوريا، وذلك اثناء محادثة هاتفية مع رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بحسب بيان للكرملين.
وأكدت روسيا والصين، اللتان استخدمتا حق النقض (الفيتو) لإحباط قرار لمجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة بشأن سوريا ،انهما لن تحضرا مؤتمر أصدقاء سوريا الذي يعقد اليوم في تونس، في وقت قالت فيه وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان المجلس الوطني السوري هو «ممثل ذو صدقية» للمعارضة السورية. وان هذه المعارضة السورية ستصبح مؤهلة بصورة متزايدة وستجد الوسائل للدفاع عن نفسها وتنفيذ عمليات هجومية.
وقال مسؤولون أميركيون أمس إن مجموعة «أصدقاء سوريا» تعتزم تحدي الرئيس السوري بشار الأسد وتقديم مساعدات إنسانية خلال أيام للمدنيين الذين يواجهون هجوماً من جانب قواته. ورأى دبلوماسيون اوروبيون ان فكرة اقامة «ممرات انسانية» في سوريا التي اقترحتها فرنسا في الآونة الاخيرة من الصعب تطبيقها. وأقر احدهم بأن الأمر «لن يكون سهلاً»، موضحاً «سيكون من الصعب القيام بذلك بدون اللجوء الى القوة العسكرية الا اذا حصل تعاون فعلي من قبل النظام». وقال دبلوماسي آخر إن «المحادثات الاكثر تقدماً تتناول هدنة يومية لبضع ساعات»، كما اقترحت اللجنة الدولية للصليب الاحمر.
وتجري اللجنة الدولية للصليب الأحمر مفاوضات لإقناع الحكومة والمعارضة المسلحة بعقد هدنة يومية لمدة ساعتين. كذلك ستركز وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري اموس أثناء زيارتها لسوريا على السماح بدخول عمال الاغاثة.
وقالت فرنسا ان المؤتمر الذي تستضيفه العاصمة التونسية سيظهر عزلة الاسد. وقال رومان نادال، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية في إفادة صحافية على الانترنت، ان المؤتمر «سيذكر بأن المجتمع الدولي يندد بمغامرة النظام ويعتبرها اجرامية».
بدوره، اكد علي اكبر ولايتي، المستشار الدبلوماسي للمرشد الاعلى للثورة الاسلامية علي خامنئي، أن نظام الرئيس بشار الاسد «لن يسقط» على الرغم من التكهنات الغربية والدعم الذي يقدمه الاميركيون والعالم العربي للتمرد في سوريا. وقال وزير الخارجية الاسبق، في تصريحات بثتها وكالة فارس، ان «الجهود لقلب الحكومة السورية لن تؤدي الى نتيجة، وخط الجبهة في مواجهة النظام الصهيوني لن يزول». واضاف «بمساعدة العرب (...) استهدفت الولايات المتحدة النقطة الاكثر حساسية في محور المقاومة (ضد اسرائيل) ونسيت ان ايران والعراق وحزب الله تدعم سوريا بحزم».
في هذا الوقت، اعلن دبلوماسي كبير في الاتحاد الاوروبي ان دول الاتحاد ستفرض عقوبات على سبعة من وزراء الحكومة السورية الاسبوع المقبل. ويتجه وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الى الموافقة في اجتماع يعقد في بروكسل يوم الاثنين على فرض حظر على السفر وتجميد اصول مسؤولين يقولون انهم يتحملون المسؤولية عن انتهاكات لحقوق الانسان في سوريا.
وقال المسؤول ان هذه الاجراءات ستقترن بعقوبات جديدة ضد البنك المركزي السوري وحظر على تجارة المعادن النفيسة مع المؤسسات الحكومية وفرض حظر على رحلات طائرات الشحن من سوريا. ويبدأ سريان العقوبات الجديدة يوم الثلاثاء القادم.
ميدانياً، اقتحمت الدبابات السورية حي بابا عمر في مدينة حمص. وقال نشطاء ان الجيش السوري أمطر الحي بالصواريخ وقذائف الهاون حيث يتحصن متمردون مسلحون لليوم العشرين على التوالي. كذلك تعرض حي الإنشاءات وحي الخالدية أيضاً للقصف. وقال ناشط مقيم في حمص إن الدبابات دخلت منطقة جوبر إلى الجنوب من حي بابا عمرو. وقال دبلوماسيون غربيون انه لم يتسن بعد انتشال جثتي كل من ماري كولفين الاميركية التي تعمل لحساب صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية والمصور الفرنسي ريمي اوشليك.
واصيب ثلاثة صحافيين آخرين في الهجوم نفسه هم المصور البريطاني بول كونروي والمراسلة الفرنسية اديث بوفير والمصور المقيم في فرنسا ويليام دانيالز - وهم في انتظار الإجلاء من حي باب عمرو الذي دمره القصف.
واعلن وزير الاعلام السوري ان السلطات كلفت محافظ حمص بالسعي لإخراج جثماني الصحافيين اللذين قتلا الاربعاء في حمص، اضافة الى صحافيين آخرين جريحين من حي بابا عمرو. وقال وزير الاعلام عدنان محمود «لأسباب انسانية، جرى تكليف محافظ حمص باتخاذ كل الخطوات اللازمة لإجلاء الصحافيين، رغم انهم دخلوا الى البلاد خلسة للوصول الى منطقة يسيطر عليها الارهابيون».
كذلك قتل العشرات في اعمال عنف في سوريا امس بينهم 13 من عائلة واحدة في محافظة حماه، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وافادت منظمة آفاز غير الحكومية بأن سبعة ناشطين سوريين متطوعين للعمل معها «تعرضوا لعملية تصفية» في حمص، بينما لا يزال اثنان مفقودين، احدهما اجنبي.
إلى ذلك، ذكرت شبكة «سي أن أن» الأميركية، أن الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان سيُعيّن مبعوثاً خاصاً إلى سوريا.
(الأخبار، سانا، رويترز،
ا ف ب، يو بي آي)