مأرب | حقّق الجيش اليمني مسنوداً بـ«اللجان الشعبية» تقدماً مهماً في الجبهات الشمالية تمثل بالسيطرة على مديرية خب والشعف شرقي محافظة الجوف خلال اليومين الماضيين، بعد معارك عنيفة مع قوات التحالف السعودي والمسلحين.
وأوضح مصدر عسكري لـ«الأخبار» أن الجيش و«اللجان الشعبية» تمكنوا من استعادة السيطرة على معسكر الخنجر ومناطق الخليفين والصبرين والأكحل والمهاشمة في خب والشعف، وأن التقدم مستمر باتجاه مدينة الحزم عاصمة المحافظة، بعد فرار العشرات من المسلحين الى منطقة صحراوية خالية من السكان تدعى السعراء.
كذلك تمت السيطرة أيضاً على جبل الجامع الاستراتيجي المطلّ على الطريق العام الرابط بين منطقة اليتمة في مديرية خب والشعف وبين مدينة الحزم.
وأشار المصدر إلى مقتل عشرات المسلحين في خلال المعارك، بينهم قيادي بارز يدعى مبارك عليان الصيدي، فيما سيطر الجيش و«اللجان» خلال العمليات العسكرية على قاطرة سعودية محملة بأسلحة ومدافع وذخيرة متنوعة.
وشهدت الجبهة الغربية لمحافظة الجوف، وبالتحديد مديريات المتون والمصلوب، معارك عنيفة أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف المسلحين، وتمكن في خلالها الجيش و«اللجان الشعبية» من السيطرة على مناطق واسعة في المصلوب، ومنها منطقة البيضاء. ويأتي ذلك بعد فشل وساطة قبلية لنزع فتيل التوتر في مديرية المتون.
رفض «الإصلاح» وساطة قبلية تجنّب مناطق في الجوف الصراع

ويضع مراقبون اشتداد المعارك في مختلف جبهات القتال في المحافظات الشرقية، وخصوصاً في مأرب والجوف وشبوة، في سياق سعي حزب «الإصلاح» إلى إفشال المفاوضات المرتقبة بداية الشهر المقبل، التي يصحبها وقف شامل لإطلاق النار، أو أن مسلحي «الإصلاح» يسعون إلى التوسع والسيطرة بهدف تقوية الموقف التفاوضي للحزب، وقبوله كطرف أساسي فيها.
وكانت وساطة قبلية قد سعت إلى تجنيب مناطق مديرية المتون الحرب والدمار من خلال مقترح بانسحاب كل أطراف الصراع من مناطق المديرية، وتكفّل الأهالي بتأمين مناطق المتون والسماح لكل المواطنين بالتسوق والمرور.
ورحب الجيش و«اللجان الشعبية» بالوساطة، إلّا أن عناصر محسوبين على حزب «الإصلاح» رفضوا الاتفاق وبادروا بالقصف العشوائي على منازل المواطنين، كذلك واصل طيران العدوان السعودي استهداف المديرية، الأمر الذي عرقل مساعي الوساطة.
في هذا الوقت، شنّ طيران التحالف السعودي عشرات الغارات على مناطق متفرقة في محافظة الجوف، مستهدفاً منازل المواطنين ومزارعهم، ومخلفاً دماراً كبيراً في البنية التحتية والمدارس والطرقات، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى، غالبيتهم من المدنيين.
وفي محافظة مأرب المحاذية لمحافظة الجوف، اشتدت المعارك مجدداً بعدما شهدت هدوءاً نسبياً خلال الأيام الماضية حيث شهدت مناطق نهم والجدعان في الأطراف الغربية للمحافظة معارك عنيفة. وتصدى الجيش و«اللجان الشعبية» لمحاولات هجوم متكررة للمسلحين باتجاه جبل الشبكة ومناطق أمحول وملح في نهم بهدف استعادة السيطرة على المناطق التي خسروها.
وشهدت جبهة العبدية في الأطراف الجنوبية لمحافظة مأرب معارك تمكن في خلالها الجيش و«اللجان» من السيطرة على جبل استراتيجي في المنطقة، فيما قتل العشرات من المسلحين بينهم قيادي بارز برتبة عقيد ركن ويدعى صالح بن صالح الشدادي وشيخ قبلي يدعى ناصر الأحرق. وشن الطيران السعودي سلسلة من الغارات على مديرية صرواح، مستهدفاً محلات تجارية ومناطق سكنية، وخلفت الغارات شهيدين وثلاثة جرحى.
وأعلنت الأجهزة الأمنية إلقاء القبض على 103 من المسلحين في أثناء توجههم إلى جبهات القتال في محافظات مأرب والجوف والبيضاء. وأوضح مصدر أمني أن المسلحين الذين قُبض عليهم وقعوا في قبضة الجيش و«اللجان الشعبية» في محافظات البيضاء والجوف ومأرب.
وفي جبهة بيحان المحاذية لمأرب والتابعة لمحافظة شبوة، تصدى الجيش و«اللجان الشعبية» لعدد من الهجمات باتجاه مناطق الصفراء وحيد بن عقيل وعسيلان، تحت غطاء جوي مكثف لطيران العدوان السعودي.
وأوضح مصدر عسكري لـ«الأخبار» أن كل محاولات «التحالف» للتقدم باتجاه مناطق بيحان باءت بالفشل. وكشف المصدر أن الجيش و«اللجان» تمكنوا من تدمير ثمانية أطقم عسكرية للمسلحين ودبابتين وسبع مدرعات خلال المواجهات المستمرة منذ أيام.