دمشق | فيما اعتبر أن التقنين في ساعات تغذية الكهرباء كان ضرورياً حتى لا تنهار الشبكة، أعلن وزير الكهرباء السوري، عماد خميس، أن التقنين ازداد نتيجة الأعمال التخريبية التي طاولت البنى التحتية وأدت إلى التعثر في نقل الوقود والغاز إلى محطات التوليد، واصفاً ما يحدث بأنه انتقام من الشعب السوري وأن عمليات فصل ووصل المحطات تسبب بإرهاق الشبكة.
خميس أشار الى أن تعويض النقص الحاصل تم بنقل الوقود من خلال صهاريج. لكن مع تزايد الضربات في الأيام العشرين الماضية، انعدمت القدرة على نقل الفيول حتى في الصهاريج، في وقت تزايد فيه الطلب على استهلاك الطاقة إلى ما يقارب 2600 ميغاواط والتي تشكل 35 في المئة من قدرة الشبكة السورية على التغذية.
وأشار وزير الكهرباء السوري إلى أن قدرة الشبكة كانت 1500 ميغاواط فقط خلال الفترة السابقة، أي منذ بداية التقنين تقريباً، متوقعاً عودة التقنين إلى حدوده الطبيعية مع بداية الأسبوع المقبل. كما قدّر العجز بـ 1896 ميغاواط بسبب نقص الوقود أول من أمس و430 ميغاواط بسبب أعمال الصيانة.
وتحتاج سوريا في الأحوال الطبيعية إلى 9500 ميغاواط في أوقات الذروة لتأمين الطلب على مدار 24 ساعة وتنخفض أثناء الليل لتتراوح ما بين 6000 ــ 6500 ميغاواط، كما تدفع سوريا صباح كل يوم 700 مليون ليرة سورية ثمن 15 ألف طن من الفيول لمحطات التوليد، علماً بأن الفيول متوافر حالياً في سفن يكلف توقفها في الموانئ 20 ألف دولار بسبب عدم وجود خزانات لتفريغها.
لكن ارتفاع الطلب بسبب موجة البرد وغياب بعض حوامل الطاقة (نقص المازوت) دفع السوريين الى التدفئة باستخدام التيار الكهربائي، ما أدى إلى وجود تقنين نسبي ارتفع معدله مع استهداف البنى التحتية بتخريب جسر الرستن المعطل حتى اليوم ومنع وصول الوقود إلى محطتي الزارة ومحردة.
وأوضح الوزير أن هناك عطلاً في السكة الحديدية في منطقة محمبل في إدلب، والتي تقوم بنقل نحو خمسة آلاف طن من الفيول يومياً إلى محطة في مدينة حلب وأن سكة النقل التي تقوم بنقل الوقود الى محطة تشرين متوقفة في منطقة قريبة من السلطانية في حمص، علماً بأن المحطة تحتاج إلى 2000 طن فيول يومياً، والآن توقف تزويدها إلى الصفر.
وتحدث خميس عن توقف عمل جزء من محطة الزارة، إضافة الى توقف محطة محردة بالكامل بعد توقف تزويدهما بالوقود بسبب «التفجيرات الإرهابية» التي استهدفت أنابيب تغذيتها بالوقود أخيراً، وذلك بالقرب من مدينة الرستن علماً بأن هاتين المحطتين بحاجة الى 6000 طن وقود يومياً. كما أكد خميس أن نصف كهرباء حلب متوقفة تقريباً، إضافة الى المحطة الغازية في مدينة بانياس بسبب تخريب الأنبوب قبل أسابيع.
وترتبط سوريا مع جيرانها في الدول المجاورة بعقود تجارية واتفاقيات لتبادل الطاقة، وهي عبارة عن عقد تجاري مع الأتراك يشكل نسبة محدودة ولا يعتمد عليه البلد كثيراً، كما تم التوقف عن تزويد لبنان بالكهرباء في الظروف الحالية، ففي الفترات التي كان يتوافر فيها فائض، كان يتم تزويد لبنان بالكهرباء في فترات الليل بالشكل الذي لا يؤثر على الشبكة السورية ومن ضمن اتفاقيات، كذلك جرى الربط بين محطة توليد كهرباء تيم في دير الزور ومدينة القائم في العراق مجدداً منذ أسبوعين، في انتظار إنجاز الاتفاق بين الطرفين إما للتصدير أو الاستيراد، وهناك خطة جديدة لاستيراد الكهرباء من إيران التي تمتلك فائضاً تزوّد من خلاله العراق.