ذكرت صحيفة «هآرتس»، أمس، أن الإدارة الأميركية تقدّر أن وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، يدفع باتجاه اتخاذ قرار بشن هجوم عسكري على إيران، بينما رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، متردّد في تأييد قرار كهذا. وكتب المحلل العسكري في الصحيفة، عاموس هرئيل، أن الأميركيين قلقون على نحو خاص من الخط «الصقري» لباراك بشأن مهاجمة إيران، لكن الانطباع لديهم هو أن نتنياهو «على ما يبدو، لم يبلور حتى الآن موقفه على نحو نهائي»، مشيراً إلى أن عدد الزيارات التي يقوم بها مسؤولون أميركيون لإسرائيل في الفترة الأخيرة «لافت وغير مألوف».
وبحسب هرئيل «تأتي هذه الزيارات في موازاة زيارات متكررة قام بها باراك إلى واشنطن، بل إنه سيزور الولايات المتحدة في الأسبوع المقبل، قبل أسبوع واحد من زيارة متوقعة لنتنياهو، للمشاركة في مؤتمر المنظمات اليهودية الأميركية الداعمة لإسرائيل (إيباك)، ولقائه بالرئيس الأميركي باراك أوباما». وتابع أن التقديرات الأميركية تشير إلى أنه سيكون لباراك دور مركزي في قرار نتنياهو بشأن توجيه ضربة عسكرية لإيران، إذ إن «باراك هو الجهة الصقورية في توازن القوى داخل منتدى الوزراء الثمانية في الحكومة الإسرائيلية، وتحديداً لدى عدد من وزراء الليكود، كوزير الشؤون الاستراتيجية موشيه يعلون، ووزير الشؤون الاستخبارية دان مريدور، والوزير بلا حقيبة بني بيغن، الذين يعارضون مهاجمة إيران في الوقت الحالي». وأضاف أن «الأميركيين قالوا خلال محادثاتهم مع الإسرائيليين، إن الولايات المتحدة فرضت عقوبات شديدة على إيران، وإن نتائج هذه العقوبات تحتاج إلى مزيد من الوقت. كذلك يرى وزراء إسرائيليون أن هذه العقوبات شديدة للغاية»، وقال هرئيل إن «الأميركيين ينتقدون باراك في أعقاب الكلمة التي ألقاها في مؤتمر هرتسيليا السنوي، قبل ثلاثة أسابيع، التي أشار فيه إلى أن مهاجمة إيران في المستقبل ستكون متأخرة، لأن برنامجها النووي سيكون محصّناً، بينما يرى الأميركيون أن إسرائيل تولي اهتماماً مبالغاً فيه لمسألة حيز الحصانة للبرنامج النووي الإيراني».
وفي السياق نفسه، ذكرت «هآرتس» في افتتاحيتها أمس، أن «التحول النووي في إيران، يضع إسرائيل في موقع حرج للغاية، إذ تجد نفسها في مسار تضارب مع المصالح الأميركية، في الوقت الذي تحتاج فيه إلى دعمها، أكثر من أي وقت مضى»، مشيرة إلى أنه «يكفي سماع تحذير رئيس الأركان الأميركي، مارتن دمبسي، من أن مهاجمة إيران قد تضرّ بإسرائيل، وأيضاً وتيرة الزيارات لكبار المسؤولين الأميركيين لتل أبيب، كي ندرك حجم القلق الأميركي من إمكان أن تقرر إسرائيل الهجوم العسكري على إيران». وتابعت الصحيفة أن «المعضلة الأميركية لا تتعلق فقط بمسألة ماذا سيكون تأثير الهجوم الإسرائيلي على المصالح الأميركية في المنطقة، بل أيضاً هل سيكون الهجوم ناجعاً؟ التخوّف من تداعياته على أصل وجود إسرائيل». وأضافت افتتاحية «هآرتس» أن «إسرائيل والولايات المتحدة شريكتان، سواء في تقدير حجم التهديد الإيراني، أو في ما يتعلق بقرار طهران إنتاج سلاح نووي. لكن السؤال المركزي لدى الطرفين يبقى هو ذاته: لماذا لم تقرّر إيران، حتى الآن، إنتاج سلاح نووي؟ وهو سؤال لا يحظى بإجابة متّفق عليها».
وقالت «هآرتس» إنه «يمكن الاختلاف مع التقدير الأميركي في أن العقوبات المفروضة على إيران تعطي ثمارها أو لا، لكن هناك في المقابل خلافات داخل إسرائيل أيضاً، حيال قدرة العقوبات على إثبات نجاعتها. لكن يجب القول إن إسرائيل نجحت بالفعل في تجنيد الدول الغربية للعمل ضد إيران، وبالتالي هي ملزمة بأن تنصت إلى التحذيرات التي تصلها من واشنطن، والامتناع عن عمل أحادي الجانب، في هذه الفترة».