نشطت حركة الاتصالات أمس على خط تل أبيب واشنطن، في وقت تصاعدت فيه حدة التصريحات بشأن البرنامج النووي الإيراني، حيث نقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن دبلوماسي أوروبي، ترجيحه احتمال أن تكون إيران تعمل على تعزيز برنامجها النووي في موقع «فوردو» تحت الأرض بالقرب من مدينة قم جنوب العاصمة طهران. ونسبت «بي بي سي» إلى الدبلوماسي، الذي لم تكشف عن هويته، القول «يبدو أن ايران صارت مستعدة لتركيب الآلاف من الجيل الجديد من أجهزة الطرد المركزي في الموقع المحصن تحت الأرض»، مضيفاً إن هذه الأجهزة «يمكن أن تسرّع إنتاج اليورانيوم المخصّب المطلوب لتوليد الطاقة وانتاج الأسلحة النووية».
وفي ظل هذه التقديرات، وصل إلى إسرائيل أمس مستشار الأمن القومي الأميركي توم دونيلون، الذي التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بينما تنتظر تل أبيب هذا الأسبوع زيارة رئيس الاستخبارات القومية الأميركية جيمس كلابر، في وقت تتكثف فيه المحادثات بين الجانبين بشأن جدوى ضربة استباقية للمفاعلات النووية الإيرانية.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أمس أن كلابر سيزور اسرائيل لإجراء محادثات مع مسؤولي الدفاع والاستخبارات الإسرائيليين. وأضافت إن وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك، سيزور واشنطن تمهيداً لزيارة نتنياهو قريباً.
في هذا الوقت، رأى رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن دمبسي، أن شنّ ضربة عسكرية على إيران رداً على برنامجها النووي سيكون «سابقاً لأوانه». وقال في مقابلة مع شبكة «سي أن أن» إنه ينبغي إعطاء فرصة للعقوبات الاقتصادية، مع دعوته واشنطن وحلفاءها الى الاستعداد على نحو أفضل لأي خيار عسكري. وأضاف دمبسي «أعتقد أن الاستئثار بقرار مفاده أن الوقت بات مناسباً لخيار عسكري (ضد إيران) هو أمر سابق لأوانه». ورأى أنه حتى لو اختار الغرب الخيار العسكري، عليه أن يكون مستعداً على نحو أفضل، وقال «ما أود قوله في الأساس أن علينا أن نكون مستعدين في صورة أفضل. وهذا الأمر يشمل في شكل أساسي حتى الآن أن نكون مستعدين دفاعياً». ورداً على سؤال عما اذا كان سلوك القادة الإيرانيين يبدو عقلانياً، قال «في رأينا أن النظام الإيراني لاعب عقلاني. ولهذا السبب، نعتقد أن الطريق الذي اخترناه هو الأكثر حذراً حتى الآن».
بدوره، أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال بيني غانتس أن اسرائيل ستتخذ وحدها في نهاية المطاف قرارها بشأن ضرب ايران. وقال إن «اسرائيل هي الضامن الرئيسي لأمنها. هذا دورنا كجيش، ويجب على دولة اسرائيل الدفاع عن نفسها».
وقال غانتس، في مقابلة بثتها القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي أول من أمس، إنه «لا شك في أن عام 2012 وربما العام الذي يليه هما عامان قد تكون القرارات خلالهما أهم من سنوات أخرى، لكننا نتابع الأمور ونجري مباحثات مهنية في الأماكن الصحيحة، وأنا مقتنع بأننا سنتخذ القرارات الصحيحة».
في هذه الأثناء، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، المجتمع الدولي الى «تسريع وتيرة فرض العقوبات» على طهران قبل أن تتمكن من «تحصين نفسها» من أي ضربات قد تستهدف برنامجها النووي. وأكد باراك، في مؤتمر صحافي في طوكيو، موقف إسرائيل الذي لا يستبعد عملاً عسكرياً إذا فشلت الجهود في وقف برنامج ايران النووي.
إلى ذلك، بدأت قوات الحرس الثوري الإيراني، أمس، مناورات برية في الصحراء الوسطى ومحافظة يزد تستمر يومين تحت اسم «الفجر»، بقيادة العميد محمد باكبور، الذي أوضح أن الهدف منها هو «رفع مستوی استعداد وحدات القوة البرية للحرس الثوري وإظهار بعض قدراتها في مواجهة أيّ تهديد محتمل»،
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)