صعّدت إسرائيل من استفزازاتها للفلسطينيين على جبهتين؛ اقتحام باحة مسجد الأقصى بمستوطنيها وقواتها الأمنية واعتقال عدد من الفلسطينيين من جهة، واستهداف قطاع غزة بغارات جوية بذريعة إطلاق صواريخ جديدة من القطاع المحاصَر. وقد وجّه رئيس أركان جيش الاحتلال بني غانتس، رسالة تحذير إلى غزة، على خلفية تصاعد حدة التوتر، وفي أعقاب سقوط عدد من الصواريخ في جنوب فلسطين. وأعلنت وسائل الإعلام العبرية أن غانتس أصدر أوامر للجيش بالاستعداد لإمكان تنفيذ عملية عسكرية واسعة في غزة في الربيع المقبل. وخلال مقابلة أجراها مع عدد من قنوات التلفزة الإسرائيلية والأميركية، تناول غانتس الوضع في القطاع بالقول «إذا تواصل إطلاق الصواريخ، فسيكون من المطلوب العمل». وشدد على أن جيش الاحتلال «على استعداد لتنفيذ عملية عسكرية في القطاع، والأوامر دائماً جاهزة، وإذا ما تطلّب العمل، فسنعرف كيف نقوم بذلك». وعن إمكان نشوب حرب خلال العام الجاري، أعرب غانتس عن أمله بألا يحصل ذلك، «لكن من غير الممكن أن نعرف هذا، لأننا نعيش فترة حاسمة». وفي السياق، زار غانتس بطارية «القبة الحديدية» المنصوبة في جنوب إسرائيل، وتمنّى أمام جنوده «ألا تضطر إسرائيل الى اعتراض الصواريخ»، رغم تقديره بأن هذا الأمر سيحصل.
وكان الطيران الإسرائيلي قد استهدف «مكاناً لتصنيع الأسلحة» في مدينة غزة في وقت متأخر من ليل السبت، وموقعاً آخر يوم أمس «يشهد نشاطاً إرهابياً» على حد تعبير إعلان الجيش، وذلك رداً على إطلاق أربعة صواريخ باتجاه إسرائيل. ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات كبيرة من جراء هذه الصواريخ، مع إظهار تسجيل فيديو تعرُّض أحد المنازل الإسرائيلية لأضرار، إضافة إلى إصابة شخص. وكان شهود عيان قد أفادوا أنّ أحد الصواريخ التي كانت موجهة إلى عمق الأراضي الإسرائيلية، وأطلق من غزة، سقط صباح أول من أمس عن طريق الخطأ على منزل فلسطيني في غزة في حي الرمال. وقد جُرح 6 فلسطينيين في جولتي الغارات الإسرائيلية الأخيرة اللتين شنتهما الطائرات.
وفي القدس المحتلة، سجّل الاحتلال محاولة جديدة لاستفزاز الفلسطينيين، حين اقتحم «مستعربون» مدعومون ومحميون من قوات الأمن الإسرائيلية مسجد الأقصى، وتبعتهم أعداد أخرى من المستوطنين واثنان من أعضاء الكنيست الإسرائيلي الليكوديين، بحسب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومسؤول ملف القدس فيها، أحمد قريع (أبو علاء). ورأى قريع أن «هناك تصميماً إسرائيلياً على عملية انتهاك حرمة المسجد الأقصى، وما يعدّ ممنوعاً وحراماً تجري إباحته واستباحته».
وفي السياق، قال المدير العام للأوقاف في مدينة القدس، عزام الخطيب، إن السلطة (الإسرائيلية) «أدخلت مجموعة من السياح الأجانب ومجموعة من المتطرفين ما أثار حفيظة المصلين». ونتيجة لذلك، شهدت ساحات «الأقصى» اشتباكات مع الشرطة التي حمت المهاجمين، فأُغلقت البوابات المؤدية الى المسجد، واعتُقل 18 فلسطينياً.
وتوالت المواقف العربية والإسلامية للتنديد بالاستفزاز «البربري» للفلسطينيين في «الأقصى»، على حد تعبير مشيخة الأزهر في مصر، كما دعا وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الاردني عبد السلام العبادي، «العالم الاسلامي والمجتمع الدولي» إلى «التدخل لوقف الانتهاكات الصارخة والمتكررة» في باحة المسجد الأقصى. أما منظمة التعاون الإسلامي، فقد نددت بشدة بإقدام القوات الإسرائيلية على اقتحام المسجد الأقصى، والاعتداء على عدد من المصلين، الذين كانوا داخله، ووصفت هذا التصعيد بأنه «اعتداء على الأمة الإسلامية جمعاء».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)