القاهرة | لم يدخل ماراتون الانتخابات الرئاسية المصرية حيّز الجدية بعد، إلا أن المشاورات والتحركات للوصول إلى رئيس يتوافق عليه العسكر والإخوان مستمرة. أخيراً، طُرح اسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، ليكون المرشح التوافقي الذي يحظى بدعم جماعة الإخوان المسلمين من جهة، وبقبول المجلس الأعلى للقوات المسلحة من جهة أخرى. ورغم امتناع العربي عن تأكيد أو نفي ما تردده مصادر عدة لوسائل الإعلام المصرية عن نيته الترشح، رحب المراقبون بالعربي، لكونه لا ينتمي إلى التيار الديني الذي يقلق التيارات والأحزاب المدنية، ولم يكن لديه ارتباط قوي بنظام مبارك، فضلاً عن أنه لا ينتمي إلى المؤسسة العسكرية.
وأكد المراقبون أن العربي يمتلك خبرة دبلوماسية طويلة تمكنه من تولي الرئاسة في هذه الفترة، وهو ما يختلف عليه كثيرون؛ لكون العربي لا يمتلك خبرة بالشؤون الداخلية، ولم يمارس العمل العام، ولا يعرف خريطة القوى السياسية وكيفة التعامل معها، فضلاً عن أنه يبلغ من العمر 77 عاماً.
وما يزيد من قوة العربي، ما حققه من شعبيه كبيرة فترة توليه وزارة الخارجيه بعد الثورة، رغم أن الرجل لم يستمر في منصبه سوى فترة صغيرة، لاتخاذه عدداً من المواقف، وجدها الإعلام الإسرائيلي وقتها «معادية».
وفور الحديث عن نية العربي الترشح لانتخابات الرئاسة، التي ستبدأ بتلقي أوراق الراغبين في الترشح في 10 آذار المقبل، أعلن رئيس المجلس الاستشاري منصور حسن، الذي تردد أنه ينوي هو الآخر الترشح للرئاسة، دعمه للعربي في حال اتخاذ الأخير قراراً بالترشح فعلاً، بينما أرجأ المرشح للرئاسة عبد المنعم أبو الفتوح التعليق، حتى يعلن العربي رسمياً قراره الترشح.
وتوقعت مصادر أن يُحدث قرار العربي تغييراً في خريطة المرشحين للرئاسة، وخصوصاً أن أنصار المرشح المنسحب من السباق محمد البرادعي، أعلنوا أنهم «لا يرون في أي مرشح حالي قدرة على قيادة البلاد في هذا الظرف التاريخي»، لافتين إلى أنهم يفاضلون بين منصور حسن والعربي.
«الرئيس التوافقي»، مصطلح تردد كثيراً في الفترة الأخيرة، ومعه ترددت أنباء عن دعم العسكر لأحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في نظام مبارك. إلا أن الإخوان رفضوا دعمه، خوفاً من أن يحدث ذلك انقساماً بين القيادة والقواعد الشبابية في الجماعة.
وكان الإخوان يؤكدون دائماً أن «الرئيس القادم لم يظهر بعد»، حتى جاء طرح اسم العربي ليخرج الإخوان من مأزقهم؛ لكونه يقع في منطقة وسطية. فأغلب المرشحين للرئاسة حالياً ينتمون إلى التيار الديني؛ فعبد المنعم أبو الفتوح كان قيادياً في جماعة الإخوان، فيما حازم أبو إسماعيل ينتمي إلى التيار السلفي، ومحمد سليم العوا معروف بأنه قيادي إسلامي. وعلى الجانب الآخر، ينتمي المرشحان عمرو موسى وأحمد شفيق إلى نظام مبارك المخلوع، وعملا معه لفترات طويلة. أما باقي المرشحين، فإما ينتمون إلى المؤسسة العسكرية، أو غير معروفين في الشارع السياسي، بخلاف المرشح الناصري حمدين صباحي، الذي يمتاز عن باقي المرشحين بصغر السن (58 عاماً)، غير أنه لا يحظى بقبول جماعة الإخوان المسلمين، لربطهم بينه وبين حقبة جمال عبد الناصر.