خرج الليبيون إلى الشوارع أمس للاحتفال بالذكرى الأولى للانتفاضة التي أطاحت الزعيم الليبي معمر القذافي، إلا أن بعضهم اشتكى من انعدام الأمن والنظام في البلد الذي يستعد لإجراء أول انتخابات حرة في حزيران المقبل. وفيما امتنعت السلطات عن تنظيم اي احتفالات رسمية بالمناسبة «وفاءً لذكرى الشهداء»، تجمعت حشود ترفع الأعلام في ساحة الشهداء (الخضراء سابقاً) في العاصمة طرابلس وفي ساحة الحرية في مدينة بنغازي مهد الانتفاضة، واضطر المتجمعون إلى المرور عبر نقاط تفتيش إضافية أقامتها السلطات لمنع مؤيدي القذافي من تعطيل الاحتفالات بذكرى الانتفاضة.
وبدأت الاحتفالات العفوية، اول من أمس، عندما خرج رجال ونساء وأطفال إلى شوارع طرابلس وبنغازي وبلدات أخرى ولوحوا بالأعلام ورددوا الهتافات. وقالت طالبة هندسة في طرابلس تدعى سارة (22 عاماً)، انه «رغم المشاكل التي ما زالت في البلاد فإنه يوم رائع ونريد أن نحتفل. فقط انظر إلى ما حققناه خلال هذا العام المنصرم».
أما أستاذ الهندسة في جامعة طرابلس، عز الدين عقيل، فرأى أن انعدام الأمان يمكن أن يقوض الانتخابات، وأضاف أن الانجاز الاكبر للانتفاضة هو إنهاء نظام القذافي ووضع نهاية لفساد أسرته. لكنه حذّر من أن ضعف المؤسسات السياسية في الدولة ربما يؤدي إلى مشاكل خطيرة في ليبيا قد يكون من الصعب السيطرة عليها. وبدأت الاحتفالات في بنغازي مهد الانتفاضة على حكم القذافي الذي استمر 42 عاماً منذ مساء يوم الاربعاء الماضي بمسيرة لإحياء ذكرى أول احتجاج قبل عام. وفي مصراتة، المدينة الساحلية التي تعرضت للحصار الطويل في زمن القذافي وصمدت، انتشرت في الأسابيع القليلة الماضية الملصقات الانتخابية على مبان فيها آثار رصاص في مشهد لم يألفه المواطنون من قبل.
وتتذوق مصراتة، المدينة الليبية الثالثة من حيث الحجم والأهمية، طعم الديموقراطية لأول مرة، حيث سيدلي مواطنوها يوم الاثنين المقبل بأصواتهم لانتخاب 28 عضواً في مجلس مصراتة المحلي، الذي سيتولى مهمة شاقة تتمثل في إعادة إعمار المدينة التي يعيش فيها 300 ألف شخص. إلى ذلك، أصدر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس، في مناسبة الذكرى الاولى للثورة الليبية، بياناً جاء فيه أن «فرنسا تحيي شجاعة وكرامة الشعب الليبي الذي تحرك بعزيمة للفوز بحريته». واضاف البيان أن «فرنسا وقفت إلى جانب الليبيين منذ بداية الثورة وستبقى الى جانبهم طوال الفترة الانتقالية وعملية إعادة إعمار ليبيا الجديدة».
(يو بي آي، رويترز)