نواكشوط | تترقب موريتانيا باهتمام بالغ ما سيؤدّي إليه اجتماع الغد بشأن مشروع تحقيق الاتحاد المغاربي. ويبدي الموريتانيون، الذين يعتبرون الاتحاد متنفسهم الوحيد، بعد تكتل الدول الأفريقية المجاورة لهم في اتحاد خاص، اهتماماً ملحوظاً بمساعي إعادة تفعيل الاتحاد المغاربي. وظلّت موريتانيا التواقة إلى عمقها العربي تحيي ذكرى الاتحاد بأنشطة مختلفة تخلّدها جميع محافظات البلاد، وهي التي تتألم لأشقائها في فلسطين والعراق، وأوفدت رئيس وزرائها أمس إلى القيادة السورية في هذه الظروف الخاصة التي تعيشها دمشق.ولقي اجتماع وزراء الخارجية الدول العربية الخمس في الرباط اهتماماً غير مسبوق، حيث إن هذا الموضوع أجمعت على نشره الصحف المعارضة والموالية والمستقلة فور إعلانه أول من أمس.
ومثّلت زيارة وزير الخارجية المغربي الى نواكشوط هذا الأسبوع تحضيراً للاجتماع الوزاري المغاربي.
وبحث مع نظيره الموريتاني آفاق التعاون وسبل تعزيزه، كما تدارس تحضيرات عودة الاتحاد المغاربي.
وأكد الوزيران تطابق وجهات نظرهما حيال الاتحاد، بالرغم من فتور لعدة أشهر في علاقات نواكشوط والرباط. وسارع الوزير المغربي خلال زيارته الى موريتانيا إلى التشديد على أن زيارته تأتي في سياق ديناميّة جديدة للعلاقات المغاربية، وديناميّة جديدة نريد أن نطلقها في العلاقات الموريتانية المغربية.

وضمن الاهتمام بإعادة تفعيل الاتحاد، توجه رئيس الحزب الموريتاني الحاكم محمد محمود ولد محمد الأمين، برفقة وفد من حزبه إلى الرباط لحضور فعاليات مؤتمر لحزب الأصالة والمعاصرة.
وظلت موريتانيا تجدد على مدى الفترات الماضية تطلعها لعودة الاتحاد، فخلال القمة الموريتانية الجزائرية الأخيرة دعت الدولتان إلى تفعيل مؤسسات وهياكل اتحاد المغرب العربي لتكريس مفهوم التكامل والاندماج الاقتصادي بين الدول المغاربية.
واكد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ونظيره الجزائري على ارتباط مصالح دول الاتحاد بهذا المشروع الحضاري.
واحتضنت نواكشوط أخيراً لقاءً شبابياً أورو ـــــ مغاربي، هو أول لقاء شبابي على مستوى المغرب العربي منذ إطاحة الرئيسين التونسي والليبي.
وبحث الموريتانيون مع أشقائهم من الدول العربية الأربع أنجع الطرق لتفعيل الاتحاد المغاربي من خلال إشراك الفعاليات الشبابية وهيئات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية.
وشهد اللقاء مشاركة منظمات وحقوقيين ومدونين وأحزاب سياسية وخبراء وقادة الرأي على مستوى منطقة المغرب العربي.
وبحث اللقاء قضايا الديموقراطية والتناوب السلمي وحرية التعبير واحترام حقوق الإنسان وتحقيق الاندماج الاقتصادي بين الدول الخمس.

وتبدي المعارضة اهتماماً كبيراً بقيام الاتحاد المغاربي، فقد عبّر زعماؤها خلال لقائهم الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، في نواكشوط عن تعلقهم وتشبثهم بالاتحاد.
لكنّ بعض المعارضيين يبدون امتعاضهم من قيام مغرب عربي وسط ما يسمونه الحكم الفردي لبعض أنظمة الدول المغاربية.
من جهتهم، انتقد بعض المعارضين جهود المرزوقي لتفعيل الاتحاد في الوقت الحاضر، مشيرين إلى أن الوقت الحالي غير مناسب لتفعيل الاتحاد. ورأى الكاتب المعارض اسماعيل محمد خيرات أن «جولة المرزوقي الآن في بلدان المغرب العربي تثير أسئلة تحتاج ربما إلى أجوبة عاجلة، مشيراً إلى أن تونس تعيش زمناً مختلفاً عن أزمنة موريتانيا والمغرب والجزائر، لأن مرحلة النقاهة بالنسبة إلى ليبيا قد تطول. فلماذا يسعى إلى توحيد موجة البث مع أنظمة تعيش زمناً كان هو نفسه أبرز ضحاياه؟