في أول ردّ فعل دولي، سارعت روسيا إلى الترحيب بمشروع الاستفتاء على الدستور الجديد، واعتبرته «خطوة إلى الأمام»، فيما رفض البيت الأبيض المرسوم الرئاسي السوري بتحديد موعد الاستفتاء. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، للصحافيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية حيث كان الرئيس باراك أوباما في طريقه إلى ويسكونسن، «إنها سخرية من الثورة السورية». وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أعلن أن محاولة بعض الدول عزل الرئيس السوري بشار الأسد تعتبر «خطأً»، معتبراً أن مشروع الدستور الجديد يعدّ «خطوة إلى الأمام». وقال لافروف، في ختام لقاء في فاسينار شمال لاهاي مع نظيره الهولندي أوري روزنتال، «نعتقد أن الحوار السياسي وحده يمكن أن يأتي بحل، لكن الحوار يجب أن يشمل سوريا»، مؤكداً أن موسكو تؤيد «رفض التدخلات الخارجية».
وأكد لافروف أنه سيلتقي اليوم في فيينا نظيره الفرنسي ألان جوبيه للبحث في الرغبة الفرنسية في إقامة ممرات إنسانية في سوريا. وصرّح جوبيه، لإذاعة فرانس انفو، «يجب حماية المدنيين والبعد الإنساني مهم للغاية». وأضاف أن فكرة «إقامة ممرات إنسانية تسمح للمنظمات غير الحكومية بالوصول إلى المناطق التي تتعرض لمجازر وحشية يجب أن تطرح في مجلس الأمن الدولي». وقال جوبيه «نتفاوض مجدداً بشأن قرار في مجلس الأمن لمحاولة إقناع الروس». ورداً على سؤال عمّا إذا كانت فرنسا تنوي دعم المعارضة السورية عبر مدّها بالسلاح، قال الوزير الفرنسي «هدفنا وقف العنف في سوريا وليس التشجيع عليه»، مجدداً دعوة المعارضة السورية إلى تنظيم نفسها وتوحيد صفوفها.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان، إن باريس أنشأت صندوقاً للمساعدة الإنسانية الطارئة فيه مبلغ أساسي يقدّر بمليون يورو لمساعدة السوريين، وهي تشجع الشركاء، خلال الاجتماع في تونس في 24 شباط، على إنشاء صندوق ذي مستوى دولي.
وأكد مسؤول صيني أن بلاده ترغب في إنهاء «فوري» للعنف في سوريا، داعياً إلى «حوار مفتوح للجميع» بين الحكومة ومعارضيها، وذلك على هامش زيارة نائب الرئيس الصيني تشي جينفين للولايات المتحدة.
وقال نائب وزير الخارجية الصيني، كوي تيانكاي، الذي يرافق تشي في زيارته، «إننا نتابع الوضع في سوريا عن قرب، ونأمل التمكن من وقف العنف فوراً». وأضاف «نأمل أن تتمكن سوريا من إجراء حوار مفتوح للجميع لحل المشاكل التي تشهدها». وفي موقف مشترك، دعت الحكومة البريطانية والفاتيكان إلى «الوقف الفوري لأعمال العنف في سوريا»، وشددا على الدور الذي يمكن أن يضطلع به المسيحيون في شمال أفريقيا والشرق الأوسط خصوصاً، للترويج للحوار بين الأديان.
وقال وزير الخارجية الإيطالي، جوليو تيرسي، إنه ما من شروط للتدخل العسكري في سوريا. ونقلت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء عن تيرسي قوله، في جلسة استماع أمام لجنتي الشؤون الخارجية في مجلسي البرلمان، «لا توجد شروط للتدخل العسكري في سوريا»، لكنه أضاف «إننا بحاجة إلى حل سياسي». وتابع «نحن نحثّ الروس على تبنّي مواقف بنّاءة».
سياسياً، أعلن معارض سوري أن أحزاباً وشخصيات معارضة مستقلة اتفقت على إنشاء تكتل جديد تحت اسم «التحالف الوطني السوري»، وكشف أن دولاً وصفها بالمؤثرة تتجه للاعتراف بالمعارضة السورية ككل.
وأبلغ وائل الحافظ، الناطق الرسمي باسم التحالف، أن الأخير «سيكون المظلة التي تجمع الصادقين والمخلصين من مختلف أطياف المعارضة الوطنية السورية، والمنبر الحقيقي لإيصال مطالب الثورة السورية والشعب السوري».
(رويترز، يو بي آي، أ ف ب)