تونس | تجتاح تونس منذ أسابيع موجة برد شديدة طاولت بالخصوص مرتفعات الشمال الغربي والوسط وبعض مناطق الجنوب، حيث تساقطت كميات كبيرة من الأمطار، ثم تلتها موجة من الثلوج اكتسحت محافظات جندوبة وباجة والكاف، ووصل ارتفاع الثلوج في بعض مناطق الشمال الغربي إلى قرابة المتر والنصف متر، وفقاً لما أعلنته مصالح الأرصاد الجوية، فيما تدنت درجات الحرارة إلى 3 درجات مئوية تحت الصفر في المرتفعات، مثل تالة والعيون من محافظة القصرين، وعين دراهم وبني مطير من محافظة جندوبة. وقد عاشت هذه المناطق، وبالأخص عين دراهم، عزلة تامة عن باقي المدن بسبب تعطل كل المسالك المؤدية إليها بفعل تراكم الثلوج، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي والماء الصالح للشراب عن قرابة 28 بلدة، فيما نفدت السلع الغذائية الأساسية من المتاجر، وتوقفت الدروس في أكثر من 350 مؤسسة تربوية.
هذه الموجة من البرد خلفت 5 وفيات وفق المصادر الرسمية، فيما تحدثت مصادر عن 11 وفيّة.
وقد تجندت كل الهياكل الحكومية والمدنية والحقوقية والنقابية والمؤسسات الخاصة لفك عزلة هذه المناطق وتخفيف وطأة المعاناة التي حلت بالأهالي. غير أنه، وبسبب عدم زيارة رئيس الحكومة حمادي الجبالي (الصورة) إلى منطقة عين دراهم للوقوف على حجم المأساة، قام سكان المدينة بوقفة احتجاجية أمام مقر المعتمدية (مجلس الحكم المحلي) رافعين شعار «ديقاج» (إرحل) للمسؤول الأول، حيث اعتبروا أن الحلول التي تقدمها الحكومة هي ترقيعية بالأساس وليست جذرية، معتبرين أنهم مقصيون من البرامج التنموية في مخططات الحكومة. وقد توجه رئيس الحكومة الثلاثاء الماضي إلى محافظ جندوبة حيث ترأس اجتماعاً طارئاً في مقر المحافظة مع اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث وخلية الأزمة.
وفيما ساهمت الهياكل المدنية في حملة التبرعات لمساندة المناطق المتضررة من موجة البرد، اتخذت اللجان الجهوية لمجابهة الكوارث بمختلف الجهات جملة من الاحتياطات تحسباً لما يمكن أن تخلفه موجة البرد المنتظر أن تجتاح البلاد، حيث بدأت في توفير مخزون هام من مادتي الغاز والبترول الأزرق وآلات التدفئة، كما طالبت بتوفير جملة من الكاسحات والماسحة لإزاحة الثلوج من الطرقات والمسالك. كذلك وضعت في محافظة أريانة (10 كلم عن تونس العاصمة) كافة الإمكانات البشرية والمادية في حالة استنفار تحسباً من فيضان وادي مجردة، وخصوصاً ان هناك توقعات بارتفاع منسوب المياه بالوادي مع تساقط كميات هائلة من الأمطار.