أدت المواجهات التي اندلعت بين الناشطين البحرينيين وقوات الشرطة، عشية إحياء المعارضة للذكرى السنوية الأولى لاندلاع الثورة في البلاد، إلى إصابة أكثر من 120 محتجاً، فيما ذكر سياسي شيعي أن اتصالات بدأت لحل الأزمة المستمرة بالمملكة منذ عام. وقال مسعف يعمل مع باحثين لحساب منظمة دولية، طلب عدم الكشف عن اسمه: «كانت هناك يوم الثلاثاء أكثر من 100 حالة إصابة في الرأس وكسور، 37 منها إصابات سيئة... يوم الاثنين كان لدينا 20 شخصاً (مصاباً) في كل القرى بأنحاء البلاد». وقال المسعف إن البعض أصيبوا بطلقات خرطوش، فيما نفت الشرطة البحرينية استخدام هذا النوع من الطلقات.من جهتها، أفادت جمعية الوفاق بأن صدامات أول من أمس الثلاثاء أدّت إلى توقيف 150 شخصاً، وقد أُطلق سراح عدد منهم، بينهم الناشط الحقوقي المعارض نبيل رجب، الذي أُوقف لفترة وجيزة.
وفي تطور لافت، كشف النائب السابق عن جمعية الوفاق، جاسم حسين، أن أعضاء من الجمعية التقوا بوزير الديوان الملكي الشيخ خالد بن أحمد الذي يُعَدّ شخصية قوية في أسرة آل خليفة الحاكمة. وأشار حسين إلى أن هناك اهتماماً متجدداً الآن، لكن على السلطات أن تظهر جدية، من دون أن يكشف تفاصيل عن فحوى اللقاء. وأضاف أن الجديد هو أن الحكومة تتحول إلى شريك على نحو متزايد، وتدرك أن الأمن لا يستطيع حل المشكلة.
من جهة أخرى، أعلنت هيئة شؤون الإعلام، أمس، طرد ستة ناشطين أميركيين شاركوا في «تظاهرات مخالفة للقانون» ليرتفع إلى ثمانية عدد الناشطين الأميركيين المبعدين خلال أربعة أيام.
وفي إطار آخر، بعث وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أمس برسائل إلى الأمم المتحدة وهيئات دولية أخرى، طلب فيها «الإنهاء الفوري لكل تدخل عسكري أجنبي» في البحرين، محذراً من «التبعات الجادة للتدخل العسكري الأجنبي ضد المدنيين الأبرياء»، محمّلاً «المسؤولية الدولية للحكومة البحرينية والدول المتدخلة». ونقلت وكالة مهر للأنباء أن صالحي أعرب في رسالته عن قلق بلاده العميق بشأن القمع المستمر في البحرين.
وقال صالحي إن «استمرار هذه الوتيرة، وفضلاً عن نقض الحقوق المبدئية للشعب البحريني، فإنه مهد الأرضية لتهديد السلام والاستقرار الإقليمي». وأضاف أن إيران «ترى أن الحل الوحيد للأزمة في البحرين يتمثل في بذل الجهود للتوصل إلى حل سياسي عبر توفير الأرضيات اللازمة وبناء الثقة من لإطلاق حوار عادل بين الشعب والحكومة». ودعا صالحي «إلى استخدام جميع الإمكانات والتدابير المتاحة للفت أنظار المجتمع الدولي إلى المأساة الإنسانية في البحرين».
وفي إطار مختلف، كشفت صحيفة «الغارديان» أمس، أن بريطانيا باعت البحرين معدات عسكرية قيمتها أكثر من مليون جنيه إسترليني، رغم الاضطرابات السياسية المستمرة في المملكة الخليجية. وقالت الصحيفة إن أرقاماً رسمية نشرتها وزارة العمل والابتكار ومهارات الإنترنت، أظهرت أن الحكومة البريطانية وافقت على بيع معدات عسكرية، بينها تراخيص لكواتم الصوت للمسدسات، وبنادق، ومدفعية، ومكونات لطائرات تدريب عسكرية.
(أف ب، رويترز، يو بي آي)