المنامة ــ الأخبار القوات الأمنية البحرينية في حالة استنفار شامل من أجل مواجهة الاحتجاجات المتصاعدة والمصممة على الزحف نحو دوار اللؤلؤة، مركز الانتفاضة المسلوبة، يوم غدٍ، في الذكرى الأولى للانتفاضة. بين اليوم وغدٍ، يُتوقع أن تشهد شوارع المنامة اشتباكات وإصابات واحتجاجات متصاعدة، بعدما قرّر شباب «14 فبراير» استعادة الانتفاضة ودوار اللؤلؤة، المكان الذي يرمز الى انتفاضة البحرين، فيما بدأت القوات الأمنية استعدادات التصدّي عبر إغلاق المنافذ وفضّ الاحتجاجات بالقوّة.
تطورات تأتي بالتزامن مع إعلان ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، أنه يأسف للأحداث التي جرت خلال الانتفاضة، لكن التهديد الإيراني هو ما اضطره الى استدعاء التدخل الخليجي، وذلك في مقابلة مع صحيفة «دير شبيغل». ووصف الملك المعارضة في بلاده بأنها ليست كتلة واحدة. وقال «فمثل هذا الشيء ليس موجوداً في دستورنا، لكن هناك أناساً لهم وجهات نظر مختلفة وهذا أمر لا بأس به». وأضاف إن هتافات المحتجين بسقوطه لا تعدّ سبباً يدعو إلى سجنهم «هي فقط قضية تصرفات. ولكن عندما يصيحون: يسقط الملك ويعيش خامنئي، فهذا يعدّ مشكلة بالنسبة إلى الوحدة الوطنية». وعن طلب المساعدة العسكرية من مجلس التعاون الخليجي، قال إنها لحماية «المنشآت الاستراتيجية إذا ما أصبحت إيران أكثر عدائية».
وبالعودة الى أزمة الاحتجاجات، عمدت السلطات أول من أمس الى طرد ناشطتين حقوقيتين أميركيتين، هما: هويدا عراف وراديكا سيناث، وصلتا الى المملكة ضمن فريق يطلق على نفسه «اشهد على البحرين»، ويريد مراقبة الأحداث عشية الذكرى الأولى للاحتجاجات.
ونقلت وكالة أنباء البحرين عن مسؤول في الإدارة العامة بالهجرة قوله إن «هويدا عراف وراديكا سينيث وصلتا إلى البحرين خلال الأيام الماضية وحصلتا على تأشيرات سياحية عند وصولهما الى المطار، وقد أعلنتا أنهما تريدان كتابة تقرير عن التظاهرات، لكن تم رصدهما اليوم ظهراً وهما تشاركان في تظاهرة غير قانونية في المنامة». وأضاف بيان هيئة شؤون الإعلام إنه تم ترحيلهما.
بدورها، أصدرت جمعية «الوفاق» المعارضة بياناً قالت فيه إن الناشطتين الأميركيتين تعرضتا لمعاملة مهينة أثناء ترحيلهما، بحيث تم تقييدهما حتى داخل الطائرة. ومُنعتا من دخول الحمام أو توفير طبيب لهما. وفي محاولة جديدة للمحتجين من أجل التوجه نحو دوار اللؤلؤة، الذي هدمته السلطات وشيّدت مكانه تقاطع الفاروق، قادها الناشط الحقوقي، نبيل رجب، حذرت السلطات بدايةً من أن المسيرة غير مرخصة، قبل أن تغرقها بالغاز المسيل للدموع. واعتقلت شرطة مكافحة الشغب بعد ذلك الناشطة عراف وهي أميركية فلسطينية. فوقع على الأثر اشتباك بين محتجات وبين الشرطة، التي عمدت أيضاً الى محاصرة رجب لمنع المسيرة من الاكتمال.
من جهة ثانية، بدأت قوات الأمن بمحاصرة منطقة البرهامة، القريبة من العاصمة وبجوار دوار اللؤلؤة، وأغلقتها، وفقاً لـ«الوفاق». كما «عملت على تفتيش كل المارة واستجوابهم».
وفي بيان آخر، لفتت «الوفاق» الى أن السلطات نفذت «حملة اعتقالات واسعة فجراً داخل البيوت وفي الشوارع». وأشارت أيضاً الى أن قوات الأمن زادت «من جرعة القمع لعشرات المناطق الآمنة جراء استخدامها للغازات الخانقة والرصاصات المطاطية والطلقات الصوتية وسلاح الشوزن المحرم دولياً».
الى ذلك، اجتمع القائد العام لقوة دفاع البحرين، المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، مع قائد قوات «درع الجزيرة» المشتركة، اللواء الركن مطلق بن سالم الازيمع، أمس، بحضور عدد من القيادات العسكرية.