عدن | موعد التغيير الذي كان اليمن بأكمله معه في عام ٢٠١١ سبقته إليه المحافظات الجنوبية قبل أكثر من أربعة أعوام، اذ يحسب للحراك الجنوبي في اليمن بأنه انطلق عام 2007 بحركة احتجاجية واسعة قامت بها مجموعة كبيرة من الضباط والجنود المسرحين من أعمالهم قصراً، احتجاجاً على سياسة الاقصاء والتهميش التي مارسها نظام علي عبد الله صالح على الجنوبيين بعد حرب صيف 1994 وفرض تثبيت الوحدة بالقوة.
هذه الاحتجاجات كانت تتركز بدايةً في المناطق الريفية ولم يستطع الحراك الجنوبي نقلها إلى عاصمة الجنوب عدن، رغم محاولاته الكثيرة، بسبب الاجراءات الأمنية المشددة وحملة الاعتقالات التي كانت تطاول الناشطين السياسيين في محافظة عدن، بل تعدى الأمر إلى محاصرة المناطق الريفية وقصفها ومحاولة قمع المسيرات فيها. كذلك، استخدم النظام العديد من الوسائل لخلط الأوراق في الجنوب، ومنها محاولة ربط تنظيم القاعدة بالحراك الجنوبي، وتشجيع الانفلات الأمني، واختراق الحراك الجنوبي على مستوى القيادات وزيادة الخلاف بين قياداته ومكوناته. وظلت الحال على ما هي عليه حتى جاءت ثورات الربيع العربي، واندلعت ثورة شباب اليمن في شباط 2011. يومها كانت عدن أول المتفاعلين مع هذه الثورة، ولم تبخل بتقديم أول شهيد في ثورة الشباب في السادس عشر من شباط، رغم الارباك الذي أصاب بعض قيادات الحراك الجنوبي، بعدما وجد الأخير نفسه قادراً على الوصول بكل حرية إلى عدن نتيجة ازدياد الزخم الثوري في صنعاء والانشقاقات التي حصلت في الجيش النظام، والتي أجبرته على سحب قواته من الأرياف ورفع نقاط التفتيش التي استحدثتها.
وانقسم الحراك الجنوبي بين من أيّد ثورة الشباب، وطالب بضرورة الانضمام إليها وتبني المطالبة برحيل نظام علي عبد الله صالح، وبين من رفض ذلك وشدد على بقاء مطالب الحراك الجنوبي بفك الارتباط فقط. وارتأى طرف ثالث أن ينضم إلى هذه الثورة من أجل التأثير في الشباب، وخصوصاً شباب عدن الذين لا يعرفون كثيراً عن الحراك الجنوبي بل كانوا متخوفين من الحراك أو حتى رفع علم جنوبي أو صورة جنوبية.
وفي المحصلة، عمت المهرجانات والمسيرات المحافظات الجنوبية. وكان هناك اتفاق في البداية بين معظم قوى الثورة؛ الحراك الجنوبي المطالب بفك الارتباط وقوى الثورة المطالبة بإسقاط نظام علي عبد الله صالح، التزم بموجبه الجميع بعدم رفع أي علم سواء علم اليمن أو العلم الجنوبي واستمر هذا الاتفاق بين الجانبين لفترة طويلة، واستمرت الاحتجاجات حتى سقطت معظم المناطق في مدينة عدن بيد قوى الثورة.
ومع تراجع مطلب فك الارتباط لصالح شعار اسقاط النظام، بدأت بعض قيادات اللقاء المشترك وقيادات الثورة الشبابية في الشمال، تصرح لوسائل الإعلام بأن الجنوبيين عدلوا عن المطالبة بفك الارتباط وان الحراك الجنوبي ذاب في ثورة الشباب ولم يعد له وجود. وترافق ذلك مع تغطية إعلامية معادية للحراك الجنوبي من قبل وسائل إعلام الثورة، ما استفز أنصار الحراك ودفعهم لاعادة رفع أعلام دولة الجنوب وصور الرئيس الجنوبي علي سالم البيض والهتاف لصالح فك الارتباط. وما زاد من تمسك الحراك الجنوبي بمطالبه هو المبادرة الخليجية التي اعتبرها الحراك الجنوبي مؤامرة عليه وعلى ثورة الشباب، وان هذه المبادرة حولت الثورة إلى ازمه بين المتصارعين في صنعاء ولم تسع لحل مشاكل اليمن من جذورها، بما فيها القضية الجنوبية، التي تجاهلتها ولم تعطها أي اهتمام بحسب بيانات وتصريحات قيادات الحراك.
وكانت حركة 16 فبراير الشبابية التي قدمت أول شهيد في الثورة اليمنية، أول حركة تعلن عدولها عن المطالبة بإسقاط النظام إلى المطالبة بفك الارتباط. عن هذه التحولات، يقول الناشط في عدن، باسم الشعيبي، إن الحراك استطاع اختراق محافظة عدن واستقطاب العديد من الكيانات الثورية فيها بفضل ثورة الشباب. ولفت إلى أن «من تخوف في الحراك من أن الثورة ستأتي لتسحب البساط من تحت قدميه ثبت خطأه، على عكس الذين كانوا أكثر تفاؤلاً في ان تمدد ثورة التغيير في الجنوب سنكون مكمل ودافع بالحراك قدما الى الامام». وأوضح أن الحراك الجنوبي توسع بفضل الثورة ووصل إلى جماهير أوسع ما كان ليصل إليها لولا الجو العام الذي خلقته ثورة الشباب.
من جهته، يرى الصحافي، أنيس منصور، أن الحراك الجنوبي توقف تلقائياً مع ثورة التغيير، لكن نظام علي صالح أراد إحياءه حتى يعيق تقدم الثورة ويجهضها من خلال مشروع خلط الأوراق. وأقرّ أن أحداث ثورة الشباب والشرخ الكبير الذي أصاب النظام جاءت بمثابة هدية من السماء وفرصة ذهبية للجنوبيين للدفاع عن قضيتهم في ظل أوضاع وصراعات على الملعب السياسي جعلته يتخوف من ضياعها وذوبانها.
وعلى الرغم من الانقسام الذي عاد إلى ساحات الجنوب بعد عام من الثورة، يؤكد رئيس اللجنة التنظيمية لقوى الثورة الشبابية في عدن، علي قاسم، ان لا احد يمكنه انكار دور شباب الثورة في عدن، فهم وكما في كل محافظات الجمهورية ساهموا بفاعلية في فعاليات الثورة الشبابية منذُ انطلاقها، بل كان لعدن وشبابها الشرف ان يكون اول شهيد في الثوره من ابنائها. ويضيف «نحن الآن مع كل القوى الثورية في كل ربوع اليمن، وبينها محافظة عدن، نتطلع الى يوم 21 من شباط لكونه يوماً ثورياً بامتياز، وذلك لأنه سوف يتحقق فيه هدف الثورة الاول وهو رحيل الطاغية علي صالح، وبعدها سوف يشرع كل ابناء اليمن الشرفاء في بناء الدولة المدنية الحديثة القائمه على العدل والمساواة وسيادة القانون، وسوف ينضم كل الاحرار إلى الحوار الوطني الشامل لحل كل القضايا العالقة، وعلى رأسها القضية الجنوبية بصفتها قضية وطنية وسياسية بامتياز».
اما عن العلاقة مع قيادة الحراك الجنوبي وقواعده، فأكد أن العلاقة تسودها الود والاحترام بصفتنا شركاء في النضال من اجل قضايا مشتركه عديدة، مشدداً على أن ما يحدث الآن من اشتباكات متقطعة بين بعض من قوى الثورة وقوى الحراك فتنة تحاول بقايا النظام ان تزرعها.



الزنداني ينفي صلته بمحاولة اغتيال صالح

نفى رئيس هيئة علماء اليمن عبد المجيد الزنداني أمس أي صلة له بمحاولة الاغتيال التي طاولت الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في 3 حزيران الماضي وأدت إلى إصابته بجروح بليغة ومقتل 13 من حرسه الخاص و2 من كبار معاونيه.
وقال الزنداني، أحد أهم المطلوبين للإدارة الأميركية بتهم تمويل الإرهاب، في بيان صحافي إنه «ليس لنا أي دور في حادث جامع النهدين الذي جرى في دار الرئاسة في العاصمة اليمنية صنعاء في شهر رجب الماضي».
(يو بي آي)


آلاف المتظاهرين دعماً للانتخابات

تجمّع آلاف اليمنيين في العاصمة اليمنية أمس لدعم الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 21 شباط الجاري بمرشح وحيد هو نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي، ما أثار تظاهرات في الجنوب. وتجمع المتظاهرون في ساحة التغيير في صنعاء، أحد مراكز الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الموجود حالياً في الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.
(أ ف ب)


... ومقتل اثنين دعوا إلى مقاطعتها

أعلن نشطاء في اليمن أن جنوداً قتلوا اثنين من المحتجين عندما فتحوا النار على تجمع حاشد أول من أمس في محافظة الضالع (جنوب البلاد). وكان التجمع يدعو الى مقاطعة انتخابات الرئاسة التي ستجرى لاختيار من سيحل محل الرئيس علي عبد الله صالح.
وقال زعيم في الحراك الجنوبي لوكالة «رويترز» إن «قوات الجيش، الموجودة في مواقع عسكرية مطلة على البلدة، فتحت النار على الآلاف الذين كانوا يحتجون على انتخابات الرئاسة المقبلة».
وأضاف «لفظ متظاهر أنفاسه على الفور وأصيب 12 آخرون في حين أن رصاصة طائشة قتلت رجلاً آخر كان يقف في شرفة فندق ملاصق لمكتب اللجنة الانتخابية». وأحرق بعض الجنوبيين بطاقاتهم الانتخابية احتجاجاً على الانتخابات التي يخوضها مرشح وحيد.
(رويترز)