واصلت واشنطن وتل أبيب حربهما النفسية على إيران، تارة عبر مواقف وتصريحات لمسؤولين من كلا البلدين، وأخرى عبر تقارير وتحقيقات تجريها وسائل الإعلام. وفي تقرير أجرته شبكة NBC الأميركية بشأن سيناريو الهجوم الإسرائيلي على إيران، تحدثت مصادر رسمية عن أن هناك احتمالاً تراوح نسبته بين 50 و 70 في المئة يرجّح أن تبادر إسرائيل إلى مهاجمة إيران خلال الربيع أو الصيف المقبلين. وبشأن الوسائل القتالية التي ستستخدمها إسرائيل في هجوم كهذا، أشار المسؤولون العسكريون إلى أنها تتضمن طائرات من دون طيار ومقاتلات حربية من طراز «أف 15 آي» إضافة إلى صواريخ «أريحا» يصل مداها إلى 2400 كيلومتر.وقال أحد المسؤولين «ستفاجأون بدقتها»، مشيراً إلى أن الرؤوس التفجيرية الكيميائية التي يمكن أن تُركّب عليها قادرة على اختراق التحصينات الإيرانية.
وبحسب أحد المصادر، فإن المقاتلات ستحلّق على ارتفاعات متغيرة، لتوفير الوقود ولتجنب التقاطها عبر الرادارات، وستكون إسرائيل مستعدة لخسارة طائرات إذا اقتضت الضرورة.
واستبعد مصدر آخر أن تستخدم إسرائيل صواريخ تطلق من الغواصات، وكذلك قوات برية «بطريقة تقليدية»، فيما رجح مصدر آخر أن تستفيد من قوات خاصة تابعة للجيش أو «الموساد»، أو الإثنين معاً تعمل على الأرض بالقرب من الأهداف.
من جهتها، قدّرت مصادر أميركية أن تؤيد السعودية والإمارات الهجوم الإسرائيلي، لرغبتهما في وضع حد للبرنامج النووي الإيراني. وبناءً على ذلك، ستشاركان تل أبيب في المعلومات، وإذا قررت الأخيرة تنفيذ الهجوم فمن الجائز الافتراض أن الطائرات الإسرائيلية ستحلّق فوق السعودية، وربما سيسمح لها بالتزود بالوقود في أجوائها.
في هذه الأثناء، قالت مصادر إن إسرائيل لن تحاول تدمير كل المنشآت النووية الإيرانية، بل ستركز على استهداف عدة منشآت تعدّ مصيرية في تأجيل المشروع وإعادته سنتين أو أربع سنوات إلى الوراء، على أن تكون مستعدة لشنّ هجوم مماثل ثانية بعد سنتين أو أربع سنوات إذا أعيد ترميمه. ولم تستبعد بعض المصادر الرسمية أن تشن إسرائيل الهجوم في أوج الحملة الانتخابية للرئاسة.
إلى ذلك، كشفت وثيقة صادرة عن القنصلية الإسرائيلية في فيلادلفيا أنه جرى تشديد حالة التأهب في الممثليات الإسرائيلية حول العالم، جراء تزايد التهديدات الإيرانية لضرب أهداف يهودية أو إسرائيلية. وأشارت الوثيقة التي نشرتها شبكة «ABC» الأميركية إلى المسؤولين الاستخباريين والأمنيين في المدن الأميركية والكندية، ومنها نيويورك ولوس أنجليس وفيلادلفيا وتورنتو، يراقبون الوضع على نحو وثيق منذ عدة أسابيع، وعززوا الدوريات في المواقع الحكومية الإسرائيلية والمؤسسات الدينية والثقافية اليهودية، وأطلقوا تحذيرات تنبه الضباط إلى ضرورة البقاء متيقظين.
في سياق متصل، طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزراء حكومته بوقف «الثرثرة الجنونية في الموضوع الإيراني»، محذراً من الآثار السلبية التي تتركها التصريحات حول إمكان شن هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، على تقدم الجهود الدولية ضد إيران بطرق غير عسكرية مثل العقوبات الاقتصادية.
كذلك أكد وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي موشيه يعلون، لإذاعة الجيش الإسرائيلي، «ضرورة أن لا تقفز إسرائيل «إلى المقدمة» في الجهود الموجهة ضد ايران، وخاصة أنّ ثمة حاجة إلى الاهتمام بطرح الموضوع على الأجندة الغربية».