المنامة ــ الأخبار مع اقتراب الذكرى الأولى لانتفاضة 14 فبراير في البحرين، تحشد الحركات المعارضة أنصارها في الشارع من أجل إعادة إطلاق الانتفاضة لانتزاع الإصلاحات، بعدما فشلت السلطة في حل الأزمة والتجاوب مع المطالب. ونظمت ست جمعيات معارضة (الوفاق، وعد، التجمع الوحدوي، التجمع القومي، الإخاء، أمل) مهرجاناً حاشداً أمس، حمل عنوان «شعب العزة والصمود»، وذلك بعد يوم من مهرجان للجمعيات نفسها للتضامن مع المعتقلين السياسيين وبينهم رموز المعارضة، وأعلنت فيه أن 14 شباط المقبل سيكون مواعداً لانطلاقة أخرى للانتفاضة.
وسارت مسيرات أمس من منطقة البلاد القديم إلى «السهلة». وفي بيان أصدرته عقب المهرجان، قالت الجمعيات إن «الحركة الشعبية المطلبية تقترب من إنهاء عامها الأول وجماهيرها متمسكة بعزتها وكرامتها وعدم تنازل الشعب البحريني عن الديموقراطية الحقيقية التي يطالب بها شعب العزة والصمود».
وجددت تأكيدها على «حق التظاهر والاحتجاج والتعبير عن الرأي» وهذه مسائل «محسومة ولا نقاش فيها ولا رجعة عنها». واعتبرت أن «عدم تجاوب الحكم مع المطالب الشعبية المتمثلة في مجلس نيابي منتخب كامل الصلاحيات وحكومة منتخبة بإرادة شعبية ودوائر انتخابية عادلة، وقضاء مستقل ونزيه، وأمن للجميع يشارك في استتبابه كل أبناء الوطن وليس الأجانب، لن يحل الأزمة العاصفة». وحمّلت «الحكم وأعوانه المسؤولية التاريخية عن استمرار القمع والبطش والقتل»، مشيرة الى أنه «لن تنفعهم شركات العلاقات العامة التي يدفعون لها ملايين الدنانير من أموال الشعب لتلميع الصورة القمعية القاتمة التي عرفها العالم كله بسبب القمع المتواصل».
وشدد البيان على أن «هروب الحكم من استحقاقات توصيات اللجنة البحرينية لتقصّي الحقائق، لهو دليل على أن النظام يمارس تقطيعاً للوقت». وأكد أن «الوحدة الوطنية ووحدة الشعب البحريني خط أحمر لا يمكن العبث به من أي كان. وان محاولات تصوير الصراع وكأنه صراع مذهبي وطائفي ليست إلا محاولات فاشلة»، وأن «الشعب البحريني لن ينجر إلى مستنقع الطائفية البغيضة التي يروج لها أقطاب في الحكم».
في غضون ذلك، ذكر شهود أن اشتباكات وقعت بين محتجين وبين الشرطة البحرينية في المنامة، وهو أمر نادر، اذ عادةً ما تجري المسيرات بشكل يومي في القرى، حيث تقع أيضاً الاشتباكات، لكن نادراً ما وصلت الى العاصمة. وأقامت الشرطة نقاط تفتيش في الطرق الرئيسية المحيطة بالحي القديم في المنامة لمنع الناس من الوصول بسياراتهم إلى موقع احتجاج. وفي الأزقة الضيقة سار العشرات في مسيرات هاتفين «يسقط حمد»، فتصدت لهم شرطة مكافحة الشغب بإطلاق الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي. بدورها، رمت مجموعة من المحتجين الحجارة وقنابل البنزين على عناصر الشرطة.