أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق بيني غانتس، ضرورة التوصل إلى تسوية مع السلطة الفلسطينية، وإلا فستكون «العواقب وخيمة» على إسرائيل، لافتاً إلى أن الخطر الأكبر الذي يحدق بإسرائيل ليس أمنياً، بل داخل المجتمع الإسرائيلي... «وانقساماته وفقدان المساواة فيه».وفي كلمة في «معهد أبحاث الأمن القومي» في تل أبيب، تحت عنوان «التحديات الاستراتيجية لإسرائيل»، أشار غانتس إلى أن محاولة التوصل إلى «اتفاق سلام» (مع السلطة الفلسطينية) هو هدف يجب العمل عليه، ويجب «على إسرائيل أن تكافح من أجله، وإلا فإننا سنبقى عالقين في الوحول». ولفت أيضاً إلى أنه «حتى لو لم ننجح، علينا أن نكون مستعدين للنظر في عيون أطفالنا والقول لهم إننا حاولنا حقاً».
كذلك قال إن عملية التسوية مع الفلسطينيين «أمر ممكن» نظراً إلى أن إسرائيل لديها مصالح مشتركة مع الدول العربية، وأضاف: «كل رؤساء الحكومات (في إسرائيل) قالوا إنهم يريدون التوصل إلى اتفاق. صحيح أنه قد نضطر إلى الاستمرار في سحب السيف من غمده، لكن في المقابل علينا العمل (على التوصل إلى تسوية) في هذا الاتجاه، محلياً وإقليمياً ودولياً، وفي أي تسوية سياسية يجب الإصرار على الترتيبات الأمنية المشددة».
وكشفت غانتس عن أنه بعد الحرب الأخيرة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، «زرت عائلات (قتلى) الجيش الإسرائيلي، وكان هناك غضب شديد واتهامات وجهت إليّ شخصياً، لكن لم أسمع سؤالاً واحداً عن ضرورة الحرب، لأنهم فهموا الحاجة إلى ذلك»، وقال: «في المقابل، على العائلات أن تتلمس أن القيادة تحاول، على الأقل إنها تحاول، التوصل إلى اتفاق» مع الفلسطينيين.
وفاجأ الحاضرين في مقاربته الوضع الداخلي في إسرائيل، واصفاً إياه بـ«الخطر المحدق بالدولة العبرية»، وقال إن شخصيات وازنة سألته أخيراً في تجواله في الخارج، عن أهم التحديات التي تواجهها إسرائيل. «قد أجبت دون تردد وفي ثلاث ثوانٍ فقط، إن إسرائيل هي التحدي لنفسها». وواصل: «إيران وداعش والتهديدات الأمنية الأخرى تشكل تحدياً لإسرائيل، لكن في رأيي فإن التحديات الأكبر تتمثل في التربية والتعليم والانقسامات في المجتمع الإسرائيلي، وأيضاً في عدم المساواة... المشكلة أن الإسرائيليين يشعرون بأنه لا توجد عدالة، وعندما لا تكون هناك عدالة، فالمسألة ستكون صعبة جداً».
وأشاد غانتس بوزير الأمن موشيه يعلون، وبرئيس الأركان الحالي، غادي ايزنكوت، في إشارة عدت تأييداً ومساندة في وجه الانتقادات المسوقة ضد الاثنين من اليمين الإسرائيلي. وقال: «صحيح أن الشعب ينتخب السياسيين، لكننا بحاجة إلى قادة، وأعتقد أن يعلون قادر على مواجهة التحديات وقد قام بحماية الجيش الإسرائيلي».