استعادت السلطات السورية السيطرة أمس على منطقة الغوطة الشرقية بعد معارك دامت ثلاثة أيام، وأضيف إلى قائمة المخطوفين أمس صحافي روسي. واستمرت أعمال العنف المتبادل، ولا سيما في حمص ودرعا وإدلبأعلنت وزارة الداخلية السورية، أمس، أن الأجهزة المختصة تمكّنت من القضاء على عدد كبير من «الإرهابيين» المسلحين في منطقة الغوطة الشرقية، فيما قال نشطاء سوريون إن المجموعات المسلحة التي تعمل تحت مسمّى «الجيش السوري الحر» «قامت بانسحاب تكتيكي» من المنطقة.
وقالت وزارة الداخلية، في بيان، إن «الأجهزة المختصة قامت خلال الأيام الثلاثة الماضية بعملية نوعية في منطقة الغوطة الشرقية (دوما، حرستا، سقبا، حمورية، وكفر بطنا) لاحقت خلالها عناصر المجموعات الإرهابية المسلحة». وأوضحت أنه «بعد الاشتباك مع تلك المجموعات المزوّدة بأحدث أنواع الأسلحة، بما في ذلك الإسرائيلية والأميركية منها، تمكّنت الأجهزة المختصة من القضاء على عدد كبير من الإرهابيين وألقت القبض على عدد آخر».
وقال ماهر النعيمي، المتحدث باسم «الجيش السوري الحر»، من تركيا، إن «الدبابات دخلت، ولكنها لا تعرف أين الجيش السوري الحر. ما زلنا نعمل قرب دمشق». من جهتها، أعلنت وكالة الأنباء السورية أن هجوماً شنّته «مجموعة إرهابية مسلحة» استهدف خط أنابيب للغاز بين مدينتي حمص وبانياس في سوريا. وقالت إن الانفجار الذي وقع قرب تلكلخ القريبة من الحدود اللبنانية أدى إلى تسرّب نحو 460 ألف متر مكعب من الغاز. وأظهرت لقطات فيديو حمّلت على الإنترنت دخاناً أسود يتصاعد من دبابة يعتقد أنها تابعة للقوات الحكومية في بلدة الرستن بحمص، قبل أن تشتعل فيها النيران.
وتواصلت المعارك والعمليات الأمنية الاثنين، وأسفرت عن سقوط 27 قتيلاً على الأقل، بينهم 21 مدنياً، بحسب رواية «المرصد السوري لحقوق الإنسان». ففي حمص قتل 17 مدنياً بينهم فتاة، إضافة إلى طبيب اغتيل برصاص مجهولين، بينما قتل أربعة آخرون في مواجهات في محافظة درعا. في المقابل، قالت «سانا» إن «مجموعة إرهابية مسلحة اغتالت الدكتور مصطفى سفر والمدرسة ربى إبراهيم في حمص». وذكرت أن «مجموعة إرهابية أقدمت على سرقة مبنى بلدية سقاط في محافظة إدلب»، وعُثر على جثة مجند في معرة النعمان وعليها آثار تعذيب. كذلك أعلنت «سانا» مقتل ستة عسكريين بينهم ضابط برتبة عقيد بنيران مجموعة إرهابية مسلحة استهدفتهم خلال أدائهم لواجبهم في نقل الطعام، فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هذه المجموعة التي استُهدفت كانت تنفّذ حملة اعتقالات في مدينة الحراك. وذكرت «سانا» أنه جرى أمس تشييع جثامين 22 عسكرياً من عناصر الجيش وحفظ النظام إلى مثاويهم الأخيرة.
وفي السياق، دخلت القوات السورية أمس بلدة رنكوس التي تقع على بعد 40 كلم شمالي العاصمة دمشق، بعد محاصرتها لستة أيام، بحسب ما أفاد ناشطون. وفي ريف دمشق أيضاً تعرضت بلدات عربين وسقبا وحمورية لإطلاق نار من القوات الحكومية، بحسب المرصد الذي تحدث عن اقتحام قوات الأمن السورية بلدة معضمية الشام.
من جهته، دعا «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» إلى إنشاء «لجان شعبية محلية» لحماية المناطق السكنية. وقال الناطق باسم اتحاد تنسيقيات الثورة في دمشق وريفها، أسامة الشامي، إن «النظام يستخدم أحدث الدبابات الروسية بأعداد كبيرة». وأضاف أن «الوضع المعيشي في الريف صعب جداً»، فيما ناشد «المجلس الوطني السوري»، في بيان أمس، وسائل الإعلام التحرك في اتجاه بلدة رنكوس، متخوّفاً من «مجزرة كبيرة».
من جهة أخرى، أعلنت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان أن السلطات السورية أعدمت الأسبوع الماضي مؤسس نواة «الجيش السوري الحر» المقدم المنشق حسين هرموش.
وفي تصاعد لظاهرة خطف الأجانب، فُقد الصحافي الروسي اليكساندر ريبين الذي يعمل لحساب أسبوعية ناطقة بالروسية في طاجيكستان، منذ الأربعاء، على ما أعلن رئيس تحرير الصحيفة دجامشيد أولماسوف لوكالة ريا نوفوستي الاثنين. وقال أولماسوف للوكالة إن ريبين (29 عاماً) الذي كان يجري سلسلة تحقيقات في سوريا، «خرج من منزله في اللاذقية الأربعاء الفائت ولم يعد».
(الأخبار، سانا، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)