خاص بالموقع- رأى رئيس معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، عاموس يادلين، أن النظام السوري لن يسقط قريباً وإن كان في طريقه إلى الانهيار، مرجحاً أن تتمكن الأنظمة الملكية العربية من مواجهة تداعيات الربيع العربي لأنها تتمتع بشعبية أكبر لدى شعوبها!.وقال يادلين، في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية، إنه يعتقد بأن نظام الرئيس السوري بشار الأسد في طريقه الى الانهيار و«لكن ذلك لن يحدث غداً كما يبدو»، مشيراً إلى أنّ «ظروفاً تعوق سقوط» النظام السوري وتساعده على الصمود وعلى رأسها: ولاء الجيش له، ولاء القطاع التجاري في دمشق وحلب للأسد، والظروف الدولية وفي مقدمتها الرفض الروسي لأي تدخل دولي ضد سوريا وتردد الدول الغربية حيال مثل هذا التدخل.
وأعرب يادلين، الذي شغل حتى قبل أشهر منصب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، عن اعتقاده بأن سقوط نظام الرئيس الأسد يمكن أن يحصل إذا تحقق بعض الشروط منها: إصرار الشعب السوري على الاستمرار بالتظاهر والاحتجاج السلمي، انهيار الاقتصاد السوري الذي يعاني أزمة خانقة تتمثل في توقف السياحة والاستثمارات، وعدم تلقّي نظام الأسد مساعدات مالية بقيمة مليارات الدولارات، ومن الدولة الوحيدة المتوقع منها أن تقدم له مثل هذه المساعدات ــ إيران.
وأضاف الجنرال في الاحتياط أن من العوامل التي قد تكون حاسمة بالنسبة إلى مصير النظام السوري هو سيناريو انشقاق ضباط كبار عن الجيش مع وحداتهم.
وعن تأثر الأنظمة الملكية العربية برياح الربيع العربي، لفت يادلين إلى أن هذه الأنظمة ستكون قادرة على مواجهة هذا الأمر، عارضاً عدة عناصر تساعدها على ذلك، أهمها: أولاً أن هذه الدول تتواصل بطريقة أفضل مع شعوبها مقارنة ببعض الأنظمة الجمهورية العربية، وقد بدأ بعضها (مثل الأردن والمغرب) بإجراءات إصلاحية استجابة لمطالب الشعب. ثانياً، النفط الموجود لدى بعض الأنظمة الملكية (الخليجية) يمكّنها بنحو أفضل من تلبية المطالب الاقتصادية لشعوبها. ثالثاً، غالبية الأنظمة الملكية العربية تتمتع بشرعية أكبر لدى شعوبها مقارنة بالأنظمة الجمهورية العربية، وذلك لأن شرعية الأنظمة الملكية منوطة ليس بشخصية الزعيم فحسب، بل بالتقاليد وبالسلالة. رابعاً، الأنظمة الملكية العربية، خلافاً للأنظمة الجمهورية العربية، لم تثر توقعات كبيرة لدى شعوبها بالنسبة إلى المستقبل، وبالتالي هي ليست مضطرة الى مواجهة الفجوات الكبيرة بين التوقعات الكبيرة والواقع المخيب للآمال أحياناً، التي شهدتها بعض الانظمة الجمهورية العربية.
وأمل يادلين أن تستمر مصر ما بعد مبارك بمعاهدة السلام مع إسرائيل، «ليس لأن السلام يخدم إسرائيل، بل لأن السلام مصلحة مصرية». ورأى يادلين أن لا تناقض أو تضارب في المصالح بين إسرائيل ومصر، مشيراً إلى أن «النزاع على الأراضي بين الدولتين قد انتهى بشكل مطلق بإعادة كل الأراضي المستحقة الى مصر، بما في ذلك النفط في سيناء وطابا، والسلام بين الدولتين مستمر منذ أربعين سنة تقريباً وهو لمصلحة الدولتين».
إلا أن يادلين استطرد قائلاً إن إسرائيل مدركة أن هناك أصواتاً في القاهرة، ما بعد الثورة، تدعو الى إلغاء المعاهدة، «ولكن نأمل أن تبقى مصر ملتزمة بالاتفاقات الدولية، إذ إن مشاكل مصر ما بعد الثورة لن تكون أقل تعقيداً في غياب السلام مع إسرائيل، إذ إن مصر في حاجة الى إنعاش الاقتصاد، ولذلك هي تحتاج إلى مساعادات دولية وإلى معاهدة السلام ».