عمّان | وجّه والد الناشط في الحراك الشبابي الأردني، عدي محمد أبو عيسى، الذي قضت محكمة أمن الدولة الأردنية، أول من أمس، بسجنه لمدة سنتين بتهمة «المس بكرامة الملك»، بعد حرقه صورة للملك الأردني عبد الله الثاني كانت مرفوعة على مبنى بلدية مأدبا (33 كيلومتراً جنوبي عمّان)، نداءً إلى الملك عبد الله ناشده العفو عن ابنه، مؤكداً أنه «لم يقصد بفعلته المس بكرامة الملك، بل كان يختلجه شعور بالغضب، بسبب حرمانه التقدم إلى امتحانات الثانوية العامة، وزاد انفعاله بعد أن شهد واقعة قيام المواطن أحمد المطارنة بحرق نفسه أمام الديوان الملكي». وأكد والد الشاب المسجون لـ«الأخبار» أن «ابني يشعر بالندم الشديد، جراء ما أقدم عليه، وكلنا في العائلة نحمل مطلق مشاعر الولاء للملك». وفي خطاب وجهه إلى الملك، قال محمد أبو عيسى: «يا سيدي، هذا ابني البكر، وسندي في الحياة، وأنت سند وعون لي وله ولكافة الأردنيين. نسألك العفو عنه». وكان الشاب المسجون قد قدم اعتذاره للملك. وأضاف أنه لم يقصد الإساءة، بل «تصرفتُ بنحو انفعالي لا غير».
ونقل وكيل الدفاع، المحامي موسى العبداللات، عن أبو عيسى قوله إنه «قام بفعلته جراء شعور الغضب والاستياء الذي ألمَّ به عندما شاهد واقعة قيام أحمد المطارنة بحرق نفسه». وإذ استنكر المحامي هذا الحكم، أشار إلى أنه «حكم غير عادل، حيث لم تأخذ المحكمة بأسباب تخفيف مدة الحكم، بحكم صغر سن موكلي الذي لم يبلغ بعد سن الـ 18». وأضاف أن هيئة الدفاع قدّمت حججاً أخرى كانت ستؤخذ في الاعتبار، لو جرت المحاكمة أمام محكمة مدنية. وذكّر بأن القانون الأردني ينص على عقوبة أدناها سنة وأقصاها 3 سنوات في مثل هذه التهمة.
وقال العبداللات: «إنها المرة الأولى التي تصدر فيها المحكمة عقوبة مشددة على قاصر، من دون الأخذ بالأسباب المخففة، وجاء قرار الحكم من دون الاستماع إلى بيانات الدفاع». بالتالي، رأى العبداللات أن قرار المحكمة «غير قانوني».
وكانت منظمة «هيومن رايتس ووتش» قد دعت الأردن، في بيان أصدرته قبل الحكم، إلى سحب تهمة «المس بكرامة الملك» الموجهة إلى الناشط أبو عيسى، فيما تشير معلومات استقتها «الأخبار» إلى أن أبو عيسى ناشط في الحراك الشبابي في مدينة مأدبا، وأُوقف بتهمة «قدح مقامات عليا» عندما كان يشارك في اعتصام للمطالبة بالإفراج عن ناشط آخر.
وتنص المادة 187 من قانون العقوبات الأردني على أن كل من يرسل أو يحمل غيره على أن يرسل أو يوجه إلى الملك أية رسالة خطية أو شفوية أو أية صورة أو رسم هزلي من شأنه المسّ بكرامة الملك، وكل من يذيع ما ذكر أو يعمل على إذاعته بين الناس، يعاقب بالحبس من سنة إلى ثلاث سنوات.
إلى ذلك، شارك نحو 3000 شخص، أمس، في تظاهرة وسط عمّان دعت إليها الحركة الإسلامية تحت عنوان «جمعة تأكيد» مطالب الإصلاح الشامل ومكافحة الفساد. وانطلقت التظاهرة عقب صلاة الجمعة من أمام المسجد الحسيني الكبير وسط عمان وحتى ساحة أمانة عمان (مسافة نحو كيلومتر واحد).