القاهرة | هي ثورة مستمرة إذاً. حشود «جمعة الغضب» الثانية أو «جمعة العزة والكرامة» نافست من حيث الحشود، أمس، الذكرى الأولى للثورة يوم الأربعاء الماضي، حتى إن «بعض المسيرات لم تستطع دخول الميدان، فليس هناك موطئ لقدم»، بحسب مسؤولين ميدانيين. قُدر العدد بنحو مليون ونصف مليون في ميدان التحرير والشوارع المحيطة به، من دون حساب مئات الآلاف في باقي المحافظات. محاكمة شعبية في قلب الميدان قضت بإعدام الرئيس السابق حسني مبارك، وزوجته سوزان، ورموز من النظام السابق. أعلام كبيرة وبالونات ملونة حملت صور الشهداء ارتفعت في سماء الميدان، وطالبت بانتخاب الرئيس المقبل قبل صياغة الدستور الجديد، مع دعوة البرلمان لتشريع قانون يسمح بمحاكم ثورية لأركان النظام البائد. وسط هذا كله، خرج المجلس العسكري المرتبك، الذي اختلق قبل 25 يناير رواية تخويف المصريين من سيناريوات حرق مصر، ببيان هزلي يصف من استخدم هذه الفزاعات بأنهم «مأجورون». المسيرات الآتية من محافظة الجيزة ضمّت عدداً كبيراً من أهالي شهداء الثورة الذين رفعوا صور أبنائهم، وكانوا ضمن مسيرة قدمت من المنيب وشارع الهرم لتلتقي بمسيرة أخرى انتظرت انتهاء صلاة الجمعة للخروج معاً من أمام مسجد الاستقامة في ميدان الجيزة، لتسيرا في شوارع الدقي والتحرير، وصولاً إلى ميدان التحرير، على وقع هتافات «عايزين نرجع زي زمان إيد واحدة في الميدان».
وبالعودة إلى القاهرة، كان لافتاً أن خطيب المنصة الأكبر في ميدان التحرير، وهي منصة «الإخوان»، شدد على أنه «لا نريد من أحد المزايدة»، إضافة إلى التزام موعد تسليم السلطة «الذي حدّدناه»، على حد تعبيره «في تموز المقبل». كلام عاكس كل مطالب المنصات الأخرى في الميدان بالتسليم الفوري للسلطة من قبل الجيش، في ظل الإدانات التي حملتها اللافتات والهتافات لأعضاء المجلس العسكري والتي وصلت إلى حد المطالبة بمحاكمتهم على «جرائمهم» التي ارتكبوها خلال المرحلة الانتقالية من شباط الماضي حتى اليوم. أكثر من ذلك، فقد نعتت إحدى أكبر اللافتات في الميدان كل عضو في المجلس العسكري الحاكم بوصفه «شاهد الزور» للمشير حسين طنطاوي، في إشارة إلى شهادته في محاكمة مبارك، حيث أنكر صدور أوامر لجيشه من الرئيس المخلوع بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، و«جلاد الثوار» لحسن الرويني، و«خائن الشهداء» لمحسن الفنجري، و«سفاك الدماء» لحمدي بدين...
إذاً، كان رجاء عدم المزايدة هو المهيمن على سلوك «الإخوان المسلمين»؛ إذ رفعوا لافتة كبيرة موقعة من «تحالف القوى الإسلامية» إلى جانب «الدعوة السلفية» و«الجماعة الإسلامية» و«جبهة الحقوق والإصلاح»، تدعو إلى إجراء انتخابات مجلس الشورى وصياغة الدستور الجديد وانتخاب رئيس للجمهورية في المواعيد المحددة مسبقاً من الجيش. دعوة أخرى حملها الإسلاميون لـ«منع التخريب والتدمير والفوضى والبلطجة»، على غرار تحذيرات المجلس العسكري من خطة إرهابية لـ«حرق مصر»، حين قال قبل نحو شهر إنه اكتشف نيات تنفيذها في 25 يناير. حتى إن منصف أحمد، أحد شباب «الإخوان» المكلف من قيادات جماعته «حماية الميدان»، اعترف في دردشة مع «الأخبار»، بالفجوة التي أصبح يلاحظها بين شباب جماعته من جهة، وشباب القوى الثورية الأخرى من جهة أخرى، «بعدما أصبحنا نبدو في عيون البعض كمجرد طلاب سلطة»، في ما قد يكون إشارة إلى الاتهامات الموجهة إلى جماعته بمهادنة المجلس العسكري، في مقابل إجراء الانتخابات التشريعية بموعدها.
الأحزاب والقوى السياسية الأخرى ذابت تماماً وسط الحشود الكثيفة لأبناء الأحياء الشعبية (بعضهم كان يشارك للمرة الأولى). مسيرة أخرى كبيرة انطلقت من مسجد الخازندارة، في حي شبرا، بهتافات وطبول ونعوش رمزية لشهداء الثورة، علتها صورهم الضاحكة. المسيرة الآتية من حي شبرا حاصرت مبنى التلفزيون المصري في «ماسبيرو» لساعة كاملة، على وقع هتاف «الشعب يريد تطهير الإعلام»، و«يا إعلام هز الوسط، الحرية مش بالقسط»، بالإضافة طبعاً إلى «يسقط حكم العسكر» و«يلا يلا يا شباب على وزارة الإرهاب» في إشارة إلى وزارة الداخلية. لكن الهتاف البارز في منتصف يوم أمس كان «ارحل يا مشير... الدم كتير»، نافسه هتاف آخر هو «مسرحية مسرحية، العصابة هيّ هيّ». في هذا الوقت، جرت محاكمة رمزية شعبية أصدرت أحكام الإعدام بحق مبارك وسوزان ورموز من النظام السابق وقتلة الشهداء من رجال الشرطة. ومساءً، أُعلن بدء اعتصام مفتوح حتى تسليم المجلس العسكري السلطة فوراً لرئيس مجلس الشعب لفترة 60 يوماً، يدعو خلالها إلى انتخاب رئيس للجمهورية قبل صياغة الدستور، مع إلغاء مجلس الشورى واستبدال الوقت المخصص لانتخاب أعضائه للإعداد لانتخابات رئاسية تبدأ في مطلع نيسان المقبل. موقف اختلفت معه جماعة «الإخوان المسلمين» طبعاً التي تفض اعتصامها اليوم.
المحافظات المصرية أيضاً تبارت في منافسة بعضها لبعض من حيث كثافة المشاركة الشعبية؛ إذ خرج عشرات الآلاف من المواطنين في الصعيد والوجه البحري يهتفون ضد حكم العسكر. وفي الإسكندرية، ورغم هطل الأمطار، خرج عشرات الآلاف في شوارع المحافظة من كل التيارات، في ساحة مسجد القائد إبراهيم كالعادة، وأمام مقر قيادة المنطقة الشمالية العسكرية، ومبنى القناة الخامسة الحكومية، مرددين: «مهما نسقع مهما تمطر... حيسقط حكم العسكر».
وأول من أمس، وفي ما يعكس ارتباكاً واضحاً، جاء في بيان للمجلس العسكري أنه «مر يوم على ذكرى ثورة 25 يناير بسلام وسعادة على الشعب المصري بكل طوائفه السياسية، ولن تؤثر فزاعات بعض المأجورين أو المغرر بهم للعنف والاعتداء على المنشآت الحيوية أو القوات المسلحة أو الشرطة». وفي السياق، يلتقي المجلس العسكري بالمجلس الاستشاري المقرب منه، اليوم، لمناقشة طرحه «مبادرة التوافق الوطني» التي تطالب المجلس الاستشاري باستصدار مرسوم قانون بإنشاء لجنتين: الأولى لوضع تصور لمشروع الدستور الجديد، والثانية تتولى اقتراح آليات تأليف اللجنة التأسيسية.
10 تعليق
التعليقات
-
القيادة والقائد 2بسم الله الرحمان الرحيم الذي يرضى بأن يعطل أو يلغي دور عقله ويسلم قياد نفسه إلى الآخرين، عليه التنبه إلى أنه أنزل نفسه إلى مستوى يكون عنده كالأنعام بل أضل"قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ"(المائدة 60)"وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ"(الأعراف 179). ثمة فارق بين الأنعام وبين الذين هم كالأنعام (بل أضل)، يكمن في أن الأولين بتم ركوبها(من التي تركب) أو سوقها بحبل، والأخيرين يتم ركوبهم وسوقهم ولكن بطريقة مهينة، تلك العبودية الطوعية: يلاحظ شاهد الأية الأولى"وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل". أللهم أغث المظلومين المقهورين المستضعفين في البحرين وسائر بقاع الأرض وفرج عنهم برحمتك يامغيث المستغيثين ومعين الضعفاء يا أرحم الراحمين أللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
-
القيادة والقائد 1بسم الله الرحمان الرحيم أللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم من سمع مناديا ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم ثمة من ينظرون إلى القائد والقيادة بالصورة المتكونة في أذهانهم بفعل العبودية للطاغوت والأسر بقيود عامل التأثر والتعلق العاطفي لسمو وعظمة شخصيته(النزعة الشخصية)وليس من خلال الفهم والإدراك المتجردين، من خلال التدبر والتأمل بإعمال البصيرة والعقل.فالنظرة والتمسك بمبدأ القائد والقياة يمثلان تجسيدا أو انعكاسا لصورة التقديس والتعظيم، وليس من الإدراك للقيمة. أساسا بغياب عامل الطاغوت جراء قوة العقل، يكون المرء قادرا على تمييز الحسن من السيء(وقد جعل استماع القول واتباع أحسنه العنوان لغلبة العقل المقابل عبودية الطاغوت والتي تمثل صورة الضعف والخضوع وليس قوة الطاغوت).فإما أن يكون ثمة قدرة على تمييز القائد من غيره، وهذا لا يتوفر إلا في قائد، وإما غياب القدرة تلك، بفعل ضعف العقل ليحصل التأثر والتعلق العاطفي بفعل صيطرة النفس في ساحة شخصية الفرد صاحب الحالة هذه، وهذا ما يجعل مسألة القائد والقيادة بدون معنى وقيمة في حساب التعاطي والتفاعل والفعل الإرادي الواعي. حيث يشكل الطاغوت عامل تقييد، سيمنع الذي يعبده(المتأئر والمؤسور والمكبل به عاطفيا) من التفاعل والإستفادة منه، لعجزه عن رؤية قيمته المفترض وجودها، وكذلك من الذين خارج دائرته(أعني الطاغوت) أو أبعد منه.إذا لا مجال هنا لتحقق أي تفاعل مفيد منتج، كون الأمر محصور بين طاغوت وأداة أو تابع(صدى)، وليس علاقة والاتباط بين منظومات حية فاعلة منتجة متكاملة مع بعضها البعض وفق آلية نظم الأمر، منتظمة في منظومة أوسع.
-
القيادة والقائد 1بسم الله الرحمان الرحيم أللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم من سمع مناديا ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم ثمة من ينظرون إلى القائد والقيادة بالصورة المتكونة في أذهانهم بفعل العبودية للطاغوت والأسر بقيود عامل التأثر والتعلق العاطفي لسمو وعظمة شخصيته(النزعة الشخصية)وليس من خلال الفهم والإدراك المتجردين، من خلال التدبر والتأمل بإعمال البصيرة والعقل.فالنظرة والتمسك بمبدأ القائد والقياة يمثلان تجسيدا أو انعكاسا لصورة التقديس والتعظيم، وليس من الإدراك للقيمة. أساسا بغياب عامل الطاغوت جراء قوة العقل، يكون المرء قادرا على تمييز الحسن من السيء(وقد جعل استماع القول واتباع أحسنه العنوان لغلبة العقل المقابل عبودية الطاغوت والتي تمثل صورة الضعف والخضوع وليس قوة الطاغوت).فإماأن يكون ثمة قدرة على تمييز القائد من غيره، وهذا لا يتوفر إلا في قائد، وإما غياب القدرة تلك، بفعل ضعف العقل ليحصل التأثر والتعلق العاطفي بفعل صيطرة النفس في ساحة شخصية الفرد صاحب الحالة هذه، وهذا ما يجعل مسألة القائد والقيادة بدون معنى وقيمة في حساب التعاطي والتفاعل والفعل الإرادي الواعي. حيث يشكل الطاغوت عامل تقييد، سيمنع الذي يعبده(المتأئر والمؤسور والمكبل به عاطفيا) من التفاعل والإستفادة منه، لعجزه عن رؤية قيمته المفترض وجودها، وكذلك من الذين خارج دائرته(أعني الطاغوت) أو أبعد منه.إذا لا مجال هنا لتحقق أي تفاعل مفيد منتج، كون الأمر محصور بين طاغوت وأداة أو تابع(صدى)، وليس علاقة والاتباط بين منظومات حية فاعلة منتجة متكاملة مع بعضها البعض وفق آلية نظم الأمر، منتظمة في منظومة أوسع.
-
ألشعوب وأزمة الإصرار على التمسك بموانع التغيير 4بسم الله الرحمان الرحيم لا يحق لأي كان أن يذل نفسه بالدخول تحت حكم ووصاية الغير طائعا، وفي المقابل لا يحق له التدخل والمساهمة في إدخال الآخرين تحت حكم ووصاية الغير، وسواء كانت آلية الحكم والوصاية والتمثيل جائزة أو غير جائزة.فذلك من الأمور المحرمة والتي تمثل اعتداءا خطيرا وتجاوزا للحدود ومن يتعد الحدود فقد ظلم نفسه. لو أن أحدهم ذهب إلى بنك وطلب الحصول على معلومات حول حسلب أحد آخر، فلن يجرء أي موظف على الإفشاء بأي معلومة بدون توكيل. إذا لا يحق للأي إنسان أن يختار لغيره من ينوب عنه في تسيير ولو جزء من أموره بغير رضاه(أعني الأخير)، إنما يحق له أن يوكل الغير في ما يخصه فقط وليس فيما يخص الآخرين من غير إذنهم، مجتمعين أو فرادى.فمن يرضى بأن يكون تابعا وذليلا، فهذا شأنه، أما أن يساهم في إيجاد وتكريس وتثبيت وضع يذل الآخرين ويلغي عقولهم. فكما أنه لا يجوز لأي إنسان أن يملي ويقرر لغيره(لما لذلك من اعتداء ومساس للحرمة وحط وإهانة للكرامة والقدر وإنكار للقيمة الشخصية الفردية الإنسانية)فإن من يركن لحكم الغير وينفاد لهم يشكل مساس وحط وإهانة لكرامته وقدره وإنكارا لقيمته...وإلخ. أللهم أغث المظلومين المقهورين المستضعفين في البحرين وسائر بقاع الأرض وفرج عنهم برحمتك يامغيث المستغيثين ومعين الضعفاء يا أرحم الراحمين أللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
-
ألشعوب وأزمة الإصرار على التمسك بموانع التغيير 3بسم الله الرحمان الرحيم لا يمنح العلم أي متياز لصاحبه ليكسبه الحق في أن ينصب نفسه قائدا وموجها ومديرا لغيره، بل من يقدم وينصب نفسه هكذا، فهو دليل على جهله. إن اعتماد الإستفتاء والإنتخابات باطل.فطالما ان كل فرد مؤهل لحسن الإختيار(وهكذا يفترض)فليقرر لنفسه، وأما إذا لم يكن قادرا على حكم نفسه، فهذا يعني افتقاره القدرة على حسن الإختيار وبطلان اختياره وما يتج عنه.في نفس الوقت الذي يُنظر فيه إليه على أنه غير قادر على أن يقرر لنفسه، ما يفرض وجود حاكم موجه ضابط، فإنه يعتبر قادرا على التقرير بخصوص غيره وفي تشريعات خطيرة. على كل حال، إن عدم جواز الإعتداء على الغير بكل الأشكال ووجوب معاقبة ومجازاة من يرتكب ذلك أو أي مخالفة، لا يستوجب إجراء استفتاء، لأن رفض التصدي لأي خلل يمثل بحد ذاته انحراف وإفساد وفساد.بما أنه لا يجوز الإاستفتاء فأولى عدم جوازه في شأن قانون أحزاب، ذلك لأن الأحزاب تشكل عوامل تفرقة"فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ"(المؤمنون 53).فكل من يبغي ذلك يتحمل مسؤولية أي ضرر يصيب الآخرين منه، والغير موافقين(أعني أي نشاط حزبي) عليه.ما يعني ضرورة اجتماب التشجيع بسن قانون بشأنه. وأما التصدي للبناء والتنمية لا يحتاج إلى استفتاء أو انتخابات.على أساس آلية نظم الأمر يجب على كل فرد التصدي للمجال الذي يوجد حاجة إليه.ولا يحتاج أي شخص إلى موافقة الغير على ممارسة ما هو حق له، مثل السعي للتنمية والبناء وغير ذلك في سبيل صلاح شؤونه.
-
ألشعوب وأزمة الإصرار على التمسك بموانع التغيير 2بسم الله الرحمان الرحيم حاشى لله جل وعلا أن يفرض على الإنسان الإنسياق والإنقياد ليُلغى دور المقومات المزود بها بما يمكنه من توجيه تسيير نفسه من الأمور العبثية"أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ"(المؤمنون 115)،وقد رخص التصرف تخييرا"إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا"(الإنسان 3). إذا خُلق الإنسان مزودا بالإمكانيات التي تؤهله لقيادة نفسه وتحمل مسؤولية القرار فيما يخصه، وبالتالي يكون مسؤولا عن تصرفاته. وفي قول تعالى"لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا"(الأحزاب 21)لم يلاحظ أنه قدوة، إنما أسوة.فالتأسي يتحقق مع إعمال العقل وحرية الإختيار، أما الإقتداء يلغي العقل. في قول تعالى"وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ*الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ"(الزمر 17-18)يلاحظ هنا تأكيد بأن الإنسان معني بأن يقرر القول الذي يريد ويرتأي وليس ما يملى من الآخرين حيث مصادرة القرار.فبلحاظ"والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها"فإن التأثر بالآخرين بما يشكل طغيانا غير مقبول، ما يعني أن الأولى أن الإكراه وفرض الرأي غير مقبول. فثمة علاقة بين الطغيان وقوة العقل وحرية الإختيار، إذ مع وجود الطغيان يكون التقييد، ومع وجود العقل ينعدم الطغيان، أو تخف وطأة تأثيره تبعا لقوته(أعني العقل). إذا سلمنا بصحة اعتماد الحكم كآلية توجيه وإدارة وقيادة، وكان للعالِم حق في التحكم وتوجيه وقيادة الغير، فبماذا يتميز الذي يتصدى لحكم من هم أرفع منه علما وكفائة؟
-
ألشعوب وأزمة الإصرار على التمسك بموانع التغيير 1بسم الله الرحمان الرحيم أللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم من سمع مناديا ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم لن يحصل أي تغيير في حال الفرد أو الأمة طالما يتم التعاطي والإنطلاق(أو يتم الإصرار والتمسك بنهج التعاطي والإنطلاق) من فرضية أن صلاح الحال متوقف على حصول تغيير في وضع الحاكم وليس من فرضية"إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ"(الرعد 11) لا فرق بين أن يتم مصادرة القرار من قبل شخص وبين التخلي عن القرار لممثلين إلا بأن الحالة الأخيرة أسوء من الأولى.فهي إلى جانب التخلي عن القرار فإنها تلغي دور قسم ثم يفرض عليهم ممثلا لم يختاروه، بعنوان الديمقراطية وتعسف الأكثرية. في تعالى"قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ"(الأعراف 188).لا يوجد ما يدل على أن التدخل في توجيه الآخرين من ضمن اختصاص الرسول صلى الله عليه وآله، وليس لأنه (كما يظن أصاب نظرية فصل الدين عن الدولة والسياسة) مختص في شؤون الدين، وهو مدينة العلم، المحيط بكافة العلوم والمعارف، أي في كل ما يتعلق بالعبادات والمعاملات، بالأخلاق والتربية والإجتماع والقضاء والسياسة والإقتصاد والعسكر...وإلخ، بل لعدم جواز التدخل في شؤون الآخرين ولا التعدي عليهم، وعدم جواز تعطيل العقل وإلغاء دوره،ما يجعل كله أو جزءا منه من الأمور العبثية، حيث أن التوجيه والهداية والتمييز بين الخطأ والصواب من أهم وظائفه.فمسؤولية الرسول صلى الله عليه وآله، لم يتجاوز بيان التشريعات والأحكام وهداية وإرشاد وتذكير وإنذار الناس.
-
ألشعوب وأزمة الإصرار على التمسك بموانع التغيير 1بسم الله الرحمان الرحيم أللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم من سمع مناديا ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم لن يحصل أي تغيير في حال الفرد أو الأمة طالما يتم التعاطي والإنطلاق(أو يتم الإصرار والتمسك بنهج التعاطي والإنطلاق) من فرضية أن صلاح الحال متوقف على حصول تغيير في وضع الحاكم وليس من فرضية"إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ"(الرعد 11) لا فرق بين أن يتم مصادرة القرار من قبل شخص وبين التخلي عن القرار لممثلين إلا بأن الحالة الأخيرة أسوء من الأولى.فهي إلى جانب التخلي عن القرار فإنها تلغي دور قسم ثم يفرض عليهم ممثلا لم يختاروه، بعنوان الديمقراطية وتعسف الأكثرية. في تعالى"قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ"(الأعراف 188).لا يوجد ما يدل على أن التدخل في توجيه الآخرين من ضمن اختصاص الرسول صلى الله عليه وآله، وليس لأنه (كما يظن أصاب نظرية فصل الدين عن الدولة والسياسة) مختص في شؤون الدين، وهو مدينة العلم، المحيط بكافة العلوم والمعارف، أي في كل ما يتعلق بالعبادات والمعاملات، بالأخلاق والتربية والإجتماع والقضاء والسياسة والإقتصاد والعسكر...وإلخ، بل لعدم جواز التدخل في شؤون الآخرين ولا التعدي عليهم، وعدم جواز تعطيل العقل وإلغاء دوره،ما يجعل كله أو جزءا منه من الأمور العبثية، حيث أن التوجيه والهداية والتمييز بين الخطأ والصواب من أهم وظائفه.فمسؤولية الرسول صلى الله عليه وآله، لم يتجاوز بيان التشريعات والأحكام وهداية وإرشاد وتذكير وإنذار الناس.
-
إن الأخوان أذا شاركوا في ثورةإن الأخوان أذا شاركوا في ثورة أفسدوها ... فتاريخهم منذ الفتنة الكبرى إلى اليوم يشير إلى سعيهم إلى تولي السلطة بأي ثمن .. وسخف تصريحات قادة الجماعة الاسلامية وقادة حزب النور السلفي تشير إلى ذلك .. فاسلامنا الذي يعتبر أنه في حالة احتلال أرض إسلامية يصبح الجهاد فرض عين .. نرى تلك القيادات تتناسى أن دولة عنصرية تحتل أطهر أرض إسلامية وتدنس أقصاها ولا من يحرك ساكنا، بل على العكس يتبجحون بكل عهر أنهم سيلتزمون الأتفاقات المعقودة مع إسرائيل ولن يمانعوا في تصدير الغاز بثمن بخس إلى تلك الدولة، وفوق هذا يعلنون الجهاد ضد سوريا وكأن إرهابيي العرعور والقرضاوي هم فقط المسلمين في سوريا، وكأن الأسلام يسمح بقتل غير المسلم، وكأن دخول الأسلام إجباري مؤكدين مقوله أن الأسلام انتشر بالسيف متناسيين قوله تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).. نعم أنا مسلم وأنا ضد قيام حكم إسلامي لأنه شتان بين إسلام محمد (ص) وإسلام القرضاوي .. ومالو