خاص بالموقع- استسلمت بني وليد، أحد معاقل قوات النظام الليبي السابق، الى الثوار بعد مقاومة شرسة جعلتهم يرضخون للتغيير الذي أنهى حقبة 42 عاماً من الديكتاتورية، لكن الزعيم الراحل معمر القذافي لا يزال «في قلوبهم». لسان حال الأهالي في هذه المدينة التي ترتبط بولاء قبلي لقبيلة القذاذفة، يقول «يجب علينا ان نتكيف» مع التحولات. هكذا قال طالب الحقوق أبو بكر (24 سنة)،مضيفاً أنه «في بني وليد 99 في المئة من السكان ما زالوا يحبون معمر» القذافي. هذه الواحة الجبلية التي تبعد 170 كيلومتراً جنوبي شرقي العاصمة طرابلس، عادت إلى الواجهة هذا الأسبوع بعد أعمال عنف نُسبت الى عناصر موالية للقذافي وأسفرت عن سقوط سبعة قتلى وعشرة جرحى.
في بادئ الأمر نفى وزير الداخلية فوزي عبد العال تورط عناصر من النظام السابق الاّ أنه اعترف بعدم علمه بما جرى حقاً بينما توجه زميله وزير الدفاع الأربعاء الماضي الى المكان للتحري عن ما جرى.
وفيما أجمع المسؤولون المحليون والسلطات وزعماء العشائر والسكان على ان المشكلة «محلية محضة»، يبدو أن الحقيقة أكثر تعقيداً.
يلمح العديد من سكان المدينة اليوم الى انهم انضموا الى السلطات الجديدة لأنه لم يكن أمامهم خيار آخر.
ويقولون امام الكاميرات انهم «مع ثورة السابع عشر من شباط»، بينما يقر كثيرون بعيداً عنها انهم يحنّون الى نظام القذافي.
وقال أبو بكر الذي يسكن جوار مقر لواء 28 مايو ان «معمر هو الذي اعطى ابي منزلنا، بفضله لم نكن نفتقر الى شيء وكان الأمن سائداً خلافاً لما هو اليوم|». أما صلاح الدين الورفلي (19 سنة)، فيؤكد أن «معمر في قلوبنا، اذا قال لكم احد هنا العكس فهو يكذب»، متسائلاً باحتقار «ثورة؟ أي ثورة؟ ربما انهم يمثلون (الرئيس الفرنسي نيكولا) ساركوزي او الدول الغربية لكنهم لا يمثلون ليبيا».
وامام سوق الخضار وسط المدينة يعرب عبد الحميد الغرياني (25 سنة) عن غضبه حيال الثوار الذين يسيطرون على الأمن. ويقول مشيراً الى آثار كدمات زرقاء على ساقه اليسرى وآثار أصفاد على معصمه الأيمن «أوقفوني عند حاجز وفتشوا سيارتي وذاكرة هاتفي الجوال وعندما رأوا فيه صور معمر صادروه مني وضربوني».
واضاف احد المشترين «انهم يتشدقون بالحرية والديموقراطية لكنها مجرد كلمات، نحن مع ثورة 17 شباط، لكننا نريد العدالة وتعويضات عن منازلنا المتضررة».
وفي محاولة لوضع حد نهائي لأعمال العنف التي اندلعت الاثنين الماضي، اجتمع نحو ثلاثين شخصاً يمثلون مختلف فصائل قبيلة الورفلة النافذة، الأكبر في ليبيا ومعقلها في بني وليد، لمناقشة ظروف عودة عناصر لواء 28 مايو الذين يتهمهم السكان بارتكاب تجاوزات كالسرقة والاعتقالات التعسفية.
ويفترض أن يعود هؤلاء المسلحون الى المدينة، لكن من دون أسلحتهم وان يخضعوا الى سلطة وزارة الدفاع.

(أ ف ب)