مع اشتداد الهجمات السايبرية التي تتعرض لها تل أبيب على أيدي قراصنة إنترنت عرب، يسود أوساط إسرائيلية القلق من تنامي هذه الظاهرة لتتحول إلى حرب فعلية، في ظل تخوفات من أن تكون بعض الهجمات غطاءً لسرقة معلومات اقتصادية حساسة. ونقلت صحيفة «إسرائيل اليوم» عن مصادر على صلة بالتحقيقات التي تجريها السلطات المختصة في قضية قرصنة بطاقات الاعتماد الإسرائيلية أن ثمة تقديرات بأن الهجمات التي شنها الهاكر السعودي في حينه كانت غطاء لسرقة معلومات اقتصادية ومالية وتجارية حساسة تتعلق بشركات ورجال أعمال. وكشفت أن منظمات كبيرة في إسرائيل تعرضت أيضاً لجهمات سايبريية، إلا أنها لم تعلن ذلك. كذلك كشفت أن الهجمات بدأت قبل الإعلان عن قرصنة بطاقات الاعتماد ونشرها من قبل أحد قراصنة الإنترنت السعوديين المسمى «oxomar». وأشارت الصحيفة إلى تسجيل محاولات لاختراق حواسيب داخلية تعود لسلطة حفظ النظام ولجهات اقتصادية «على ما يبدو من أجل جمع معلومات داخلية حساسة». وفي ضوء تكشّف هذه المعطيات المقلقة، يتركز السؤال الكبير في الأوساط الإسرائيلية المعنية الآن حول مستقبل هذه الهجمات. وبحسب خبراء إسرائيليين في حماية المعلومات الإلكترونية فإن الإجابات المحتملة عن هذا السؤال تنذر بالأسوأ في ظل الاعتقاد بأن الهجمات لم تصل إلى ذروتها بعد. ووفقاً لأحد الخبراء فإن «الهاكرز المؤيدين للفلسطينيين لديهم عشرات آلاف الحواسيب الموجهة ضد المواقع الإسرائيلية، وهذه الحواسيب جاهزة للعمل يومياً على امتداد الأشهر المقبلة». ويتوقع خبراء أن تتعرض عشرات المواقع للاقتحام أو التشويش في المستقبل.
وأكد خبير لصحيفة «إسرائيل اليوم» أن الهجمات التي شنت أول من أمس جاءت من الحواسيب التي استخدمت لمهاجمة مواقع البورصة وشركة «إلعال» قبل أسبوعين. وبرأي الخبير فإن «الهاكرز يستعلمون حول المواقع المحصنة ضد هجماتهم ويهاجمون مواقع أخرى. كل يوم تحصل عشرات الهجمات على مواقع إسرائيلية، لكننا لا نشعر بذلك عندما يكون المستهدف موقعاً تجارياً صغيراً. أول من أمس، على سبيل المثال، هوجم موقع «شركة تطوير القدس». وإضافة إلى مواقع البورصة وإلعال، تعرضت أيضاً مواقع مصارف إسرائيلية لهجمات، الأمر الذي دفع مصرف إسرائيل المركزي إلى إصدار توصية بإغلاق المواقع أمام الدخول من بعض الأماكن كإيران والسعودية والجزائر».
وأوضح خبراء أن كل الهجمات التي شنت ضد المواقع الإسرائيلية استخدم فيها أسلوب «منع الخدمة عبر التشتيت» ( DDoS). وهو أسلوب يعمد فيه المهاجمون إلى قصف الموقع المستهدف بملايين الرسائل في فترة زمنية واحدة، ما يؤدي إلى انهياره أو إلى دفع مشغّليه إلى إغلاقه لمنع الضرر.
ورأى محلل الشؤون الأمنية في «إسرائيل اليوم»، يوآف ليمور، «أن الضرر المعنوي الذي لحق بإسرائيل في الجولة الحالية من حرب السايبر أكبر بكثير من الضرر المادي». ولفت إلى أن الهجمات تمكنت من إغلاق المواقع إلا أنها لم تتمكن من الدخول إلى «البنى التحتية» فيها بحيث تصبح قادرة على سلب أو تغيير أو التحكم بمعطيات داخلها.