«إذا تم إيقاف القتل ستقول تم إيقاف القتل وإذا لم يتم ستقول لم يتم... هذا هو واجب البعثة وليس العمل التنفيذي». الكلام للفريق الأول محمد أحمد مصطفى الدابي رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سوريا. وقال الدابي، في مؤتمر صحافي في جامعة الدول العربية ومقرها القاهرة: «عندما وصلت البعثة كان هناك عنف واضح وظاهر، لكن بعد وصول البعثة بدأت تخف حدة العنف تدريجاً، العنف الذي يجري بين المعارضة المسلحة وبين الحكومة». وأضاف أن مهمة البعثة كانت التحقق مما يجري على الأرض، لا التحقيق فيه، مضيفاً أن المراقبين رصدوا حتى الآن 136 قتيلاً منذ بدء مهمتهم، وأن العدد يشمل أنصار المعارضة والحكومة. إن هذا العدد يشمل ضحايا التفجيرات، وآخر هذه العمليات خمس عبوات نسفت حافلة في أدلب، ما أدى إلى مقتل 14 شخصاً، متهماً الإعلام بأنه يجمع القتلى والمصابين معاً. ورأى الدابي أن الحكومة السورية التزمت سحب الآليات العسكرية من المدن تنفيذاً للمبادرة العربية إلى حد كبير، مشيراً إلى أن وجود البعثة قلل بنسبة كبيرة جداً ما كان يحدث. وعن انتقادات المعارضة وحديثها عن وجود مجازر في ظل وجود البعثة، قال: «ليس واجبي أن أرد على المعارضة، فلتتخيل ما تتخيل».
ورفض التعليق على قرار وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، مشيراً إلى أن سحب المراقبين السعوديين لن يؤثر على عمل البعثة، حيث سي<ري تدعيمها.
وأكد الدابي أن التقرير، الذي قدمه للجامعة العربية لم يكتبه هو، بل كُتب بناءً على تقارير المراقبين في الـ15 قطاعاً، حيث طلبت رئاسة البعثة حضور كل رؤساء المجموعات إلى دمشق وجرت مراجعة ما كتبوه، وتلخيصه وقدم للجامعة العربية. وقال إنه عندما وصلت البعثة كان هناك عنف واضح وظاهر، لكن بعد بدء مهماتها بدأت حدة العنف تخف تدريجاً، نتيجة إنفاذ البروتوكول، لافتاً إلى أنه في بعض المناطق مثل حمص وحماة يوجد احتكاكات غير مباشرة، وقتال غير مباشر. وقال إنه في قطاع حمص ودرعا، كان هناك إطلاق للنيران، ولاحظنا أنه يأتي من بعض المسلحين، ما يضطر بعض المجموعات من الحراسة إلى أن ترد.
ولفت إلى أن «البعثة لاحظت في أدلب تطوراً جديداً، وهو التفجيرات التي طالت الكثير من المؤسسات، وهو أمر غير مقبول للمجتمع العربي والدولي، مشيراً إلى أن التفجيرات استهدفت حافلات مدنية وعسكرية وخطوط أنابيب، ناقلات المازوت، وحدثت وقائع مماثلة في ريف دمشق». وقال: تأتينا في كثير من الأحيان بلاغات كاذبة.
وعن أعداد المعتقلين، قال الدابي إن البيانات متضاربة، فوفقاً لبعض التقديرات الأعداد تتجاوز رقم 20 ألفاً، وهي معلومات عامة ومن مصادر معارضة متعددة، وبعضها يقدرهم بـ 16 ألفاً، وآخرون 12 ألفاً، وهذه المعلومات تنقصها كثير من البيانات، وفيها أسماء مكررة، وتضارب ونعمل على التوثق من صحة هذه المعلومات عبر المنظمات الإنسانية والمعارضة الداخلية والسلطات السورية.
وأشار إلى أن الحكومة السورية أعلنت إطلاق 4735 قبل مرسوم العفو الرئاسي ثم أطلقت 3597 بعد العفو، وثم أطلقت 2239 معتقلاً بعد كتابة التقرير. وقال: «لقد تأكدنا من ناحيتنا من إطلاق3480 قبل المرسوم و1669 بعد المرسوم». وأضاف: «نتعامل مع كل هذه البيانات حتى نصل إلى الحقيقة الضائعة».
وفي ما يتعلق بالإعلام، قال الدابي: «لقد أبلغتنا الحكومة السورية أنها صدقت لـ147 وسيلة إعلامية منذ بداية الأحداث، و112 دخلت البلاد، و90 وسيلة تعمل عبر مراسليها، أما البعثة فقد وجدت 36 وسيلة موجودة على الأرض داخل سوريا».
(الأخبار)