كشف رئيس أركان جيش العدو الإسرائيلي السابق شاؤول موفاز، عن أن الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، كان قد اتفق مع إيران على منح الحرس الثوري الإيراني موطئ قدم في الضفة المحتلة، كجزء من صفقة السلاح التي أرسلتها الجمهورية الإسلامية إلى قطاع غزة، مع بدايات انتفاضة الأقصى، على متن سفينة «كارين إيه»، التي استطاع الجيش الاسرائيلي السيطرة عليها وهي في طريقها إلى فلسطين.
وردت هذه المعطيات الجديدة في تحقيق أجرته صحيفة «معاريف»، بمناسبة مرور 18 عاماً على عملية «السور الواقي». واستندت الصحيفة إلى ما أدلى به موفاز، الذي أكد أن إسرائيل «تابعت على مدى أشهر، وطوال النصف الثاني من عام 2001، مساعي عرفات للحصول على وسائل قتالية من إيران»، وأن الرئيس الفلسطيني «أعد قائمة دقيقة تضمنت أنواعاً مختلفة من السلاح، بما فيه سلاح مضاد للدبابات بوزن يصل إلى 50 طناً. وكان في القائمة أيضاً طنّان من المواد المتفجرة، هي الأكثر تطوراً من نوعها في العالم». أما البند الأهم، فهو ما تضمنه الاتفاق بين إيران وعرفات، منح الأخير عناصر الحرس الثوري موطئ قدم في الضفة.
وتابع رئيس أركان الجيش السابق، أنه بعد إلقاء القبض على السفينة في البحر الأحمر في 3/1/2002، وجّه رئيس الحكومة آنذاك، أرييل شارون، تعليماته لنقل المادة الاستخبارية الدراماتيكية المتصلة بهذه القضية إلى الأميركيين.
إثر ذلك، سافر إلى الولايات المتحدة وفد برئاسة رئيس دائرة «البحوث في شعبة الاستخبارات»، العميد يوسي كوبرفاسر، وهو يحمل كل المواد. وبعد يومين قال شارون: «القصة لم تتغلغل هناك. حاولنا أن نشرح لهم وهم لا يفهمون. البس (موفاز) بزة رسمية، وتوجه إلى الولايات المتحدة مع مادة أخرى – الأكثر سرية لدينا في هذه القضية – واروِ لهم كل شيء وأرِهم المادة».
وأكد موفاز أن شارون طلب منه أن يروي للأميركيين كل التفاصيل، وإذا «طلبوا المادة الاستخبارية أعطهم إياها». ولفت كذلك إلى أنه سأل شارون: «لماذا لا ترسل أحد الوزراء؟»، فقال الأخير: «أنت جلست في طائرة البوينغ في غرفة العمليات للسيطرة على السفينة، اروِ لهم كل شيء».
لدى سؤال «معاريف»، موفاز، كيف انتهت مهمته والنتائج التي ترتبت عليها، أجاب الأخير بأنه في خلال «أول لقاء لي مع كوندوليزا رايس، مستشارة الرئيس للأمن القومي، أريتها كل المادة، كل المحاضر، وعرضت أمامها الأفلام التي أظهرت كيف أمسكنا بالسفينة. وقد تأثرت جداً». من ثم «طلبت أن أنتظر وتوجهت بالمادة لتقدمها إلى الرئيس جورج بوش. بعد ساعة عادت رايس وقالت إنهم يطلبون إبقاء المادة لديهم. فاستجبت لطلبها، بناءً على تعليمات شارون».
وأوضح موفاز أن المواد التي سلمت لواشنطن شكلت الأساس لتصريح بوش بعد وقت قصير من هذه الحادثة، بأنه «يجب تغيير القيادة الفلسطينية»، مشدداً على أنه «كان لهذا الأمر تأثير هائل. فقد أدين عرفات، وليس فقط بنظرنا، بل بنظر الأميركيين أيضاً. كان واضحاً لنا ولهم أيضاً أن عرفات زعيم إرهابي».
(الأخبار)