حذرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» المعنية بحقوق الإنسان من أن هناك احتمالاً في أن ينزلق العراق مجدداً نحو الحكم الشمولي. وقالت المديرة الإقليمية للمنظمة، سارة لي واتسون، في بيان صدر مع التقرير السنوي، إن «العراق ينزلق سريعاً نحو الشمولية نظراً إلى أن قواته الأمنية تسيء معاملة المحتجين وتعرّض الصحافيين لمضايقات مع تعذيب المحتجزين». وأضافت أنه «على الرغم من تأكيدات الحكومة الأميركية أنها ساعدت على إقامة نظام ديموقراطي مستقر، فإن الحقيقة هي أنها تركت وراءها دولة بوليسية ناشئة». وفي تقريرها السنوي، كشفت المنظمة أن السلطات العراقية قمعت حرية التعبير والاجتماع، وضربت واحتجزت محتجين مناهضين للحكومة، وأدارت سجناً سرياً حيث يجري تعذيب المشتبه فيهم. من جهته، استبعد المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، علي الموسوي، أن يكون التقرير جاء نتيجة زيارة ميدانية للواقع في العراق. وقال إنه «مكتوب بناءً على شهادات من جهة واحدة». وأضاف «نحن لا ننكر وجود انتهاكات، لكنها فردية ونعمل على وضع حدّ لها في أقرب وقت»، مؤكداً أن «الحكومة لا تحتاج إلى استعمال العنف ضد المتظاهرين لأنهم لا يمثلون شيئاً للحكومة، والمعترضون هم مجموعة من عشرات وبدأت أعدادهم تقل تدريجاً».
ونفى الموسوي وجود عمليات تعذيب. وقال «نحن لدينا أوامر واضحة وصريحة بمتابعة مثل هذه الأعمال التي تسيء إلى العراق». وأكد أن «العراق فيه برلمان وانتخابات حرة ونظام ديموقراطي، وأن ادّعاء المنظمة فارغ ولا يستند إلى الحقائق، انما هي أحكام مسبقة». وأضاف «العراق كان يعيش في نظام استبدادي والخروج من ذلك وتطهير الأجهزة الأمنية عملية ليست سهلة، وتبديل الثقافة لا يتم بين عشية وضحاها».
من جهة أخرى، دعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى العراق، مارتن كوبلر، أمس، الكتلة العراقية إلى العدول عن قرار مقاطعة البرلمان للمساعدة في حل أزمة البلاد السياسية، معتبراً القرار «فكرة سيئة». وأضاف «لا أعتقد أن المقاطعة فكرة جيدة. الناس يجب أن يجلسوا بعضهم مع بعض ويتناقشوا بشأن خلافاتهم السياسية في البرلمان على أساس الدستور». وتابع «هناك مكان في البرلمان، وهو المكان الذي يجب أن تحل فيه الخلافات». وشدد على أن «الحكومة يجب أن تواصل عملها، والبرلمان كذلك»، مضيفاً «هناك فصل في السلطة في هذا البلد».
ميدانياً، أعلنت وزارة الداخلية العراقية مقتل زعيم تنظيم «دولة العراق الإسلامية»، الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، مجيد حسن علي الملقب بـ«أبو أيمن»، في مدينة الموصل شمالي بغداد، بعد اشتباكات عنيفة، تمكنت خلالها من اعتقال 19 «إرهابياً»، بينهم فلسطينيان.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)