القاهرة | مختلفة في كل تفاصيلها، هكذا كانت حال جلسة أمس لمحاكمة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، ونجليه، وصديقهم الهارب حسين سالم ووزير الداخلية السابق حبيب العادلي، و6 من كبار مساعديه. هي الجلسة الأولى لمرافعة هيئة دفاع المتهمين. جلسة غريبة خرج فيها فريد الديب، رئيس هيئة الدفاع عن المتهمين ليقول إن مبارك أيد ثورة 25 يناير/ كانون الثاني. المحامي فريد الديب، بدأ مرافعته، التي تستكمل اليوم، بالحديث عن الرئيس السابق ووصفه بأنه «كان عادلاً ومنحازاً إلى الحريات»، لدرجة أنه قال: «أيد ثورة 25 يناير». وهو سرد في ساعة كاملة ما عدّه إنجازات لمبارك في مجال الدفاع عن استقلال القضاة وحريات الصحافيين، وكيف أنه منع حبسهم. عدد من أعضاء هيئة الدفاع عن المدعين بالحق المدني تدخل وطلب من هيئة المحكمة إيقاف «الديب» الذي كان يتحدث عن مبارك بصيغة «السيد الرئيس»، لكن المحكمة طلبت من المدعين بالحق المدني السكوت قائلةً :«لا تعطلوا المحاكمة مجدداً». فثار المحامون، وردوا بأن «الديب» هو الذي يعطل. بعدها تواصلت المرافعة التي شن فيها رئيس هيئة الدفاع عن المتهمين هجوماً على النيابة العامة، وقال إنها «أمطرت المتهم الأول (مبارك) باللعنات والآيات المحكمات، وهذا لا يجوز من النيابة العامة».
نجلا مبارك وقفا أمس يستمعان إلى مرافعة الدفاع. وقفا ينتظران المفاجأة التي وعد بها «الديب». وعد فأوفى، بتفجير مفاجأة في آخر مرافعته. كثيرون ظنوا أنها ستكون سراً من كواليس الساعات الأخيرة من حكم المخلوع، لكنها كانت مفاجأة كوميدية، دوت بعدها القاعة بالضجيج والضحكات الساخرة. مفاجأة الديب: «مبارك أيد مطالب الثورة». أما الدليل، ففي خطابه الأول حين كان «يوم 28 يناير لسان حاله للمتظاهرين أنا معكم، أنا أؤيدكم وأيضاً في خطاب تكليف حكومة (أحمد) شفيق». استشهد الديب أيضاً بما قاله اللواء مختار الملا، عضو المجلس العسكري في نيسان الماضي بأن «الجيش لم يجبر مبارك على التنحي ومبارك جنب البلاد كوارث ضخمه كان من الممكن أن تقع في ظل الأوضاع التي سادت خلال تلك الفترة، حيث كان بإمكان مبارك أن يفجر الأوضاع بحرسه الجمهوري ورجال الأعمال».
سير المحاكمة توقف لمرات عديدة، قبل أن تُرفع للاستراحة ثم تستأنف مرة أخرى. واكتفى ممثلو النيابة بتوزيع ضحكات ساخرة، على مرافعة «الديب» التي أورد فيها أيضاً أن مبارك «عمل بجد وإخلاص، عاش مهموماً بمشاكل الوطن، منصف، جدير بالتقدير، ليس دموياً ولا معتدياً، يحكم ولا يتحكم، عادل، غير مستبد، يصون القضاء، طاهر اليد، حصل على أعلى الأوسمة المدنية والعسكرية، ومثله لا يمكن أن يصدر عنه أمر بالقتل أبداً». ثم دفع بعدم إقامة الدعوى الجنائية وقبولها وبطلان وقائع المحاكمة، مستنداً إلى خطأ إجرائي وقعت فيه النيابة العامة هو إحالة مبارك على المحاكمة، بعد شهرين من إحالة القضية الأساسية رقم (1227) المتهم فيها حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق و 6 من كبار مساعديه.
المرافعة إنشائية وفقاً لمحمد محمود، عضو هيئة المدعين بالحق المدني. ويفترض أن تستكمل اليوم، لتبقى أمام «الديب» 3 أيام أخرى يفند فيها اتهامات النيابة والمدعين بالحق المدني في شق استعمال النفوذ والتربح. بعدها، يتفرغ الديب للدفاع عن المتهمين الثالث والرابع «جمال وعلاء مبارك» في القضية ذاتها.