خاص بالموقع- لا يحتاج المرء إلى أن يكون خبيراً سياسياً كي يخلص إلى أن أي عملية عسكرية إسرائيلية واسعة في قطاع غزة، مشابهة لعملية «الرصاص المصهور» نهاية عام 2008، سوف تؤدي إلى تداعيات إقليمية قد تنعكس سلباً على الموقف من إسرائيل في الساحتين المصرية والأردنية تحديداً.
رغم ذلك، شهدت الأسابيع الماضية مواقف، على لسان كبار الشخصيات العسكرية، تؤكد أن إسرائيل تتجه نحو شنّ مثل هذه العملية، وأصدرت هيئة أركان الجيش، أمس الأول، تعليمات لقيادة المنطقة الجنوبية، المسؤولة عن قطاع غزة، بالاستعداد للقيام بعملية عسكرية واسعة في القطاع خلال الأشهر المقبلة، رغم أن مثل هذه المواقف والإعلان عن هذه التعليمات، يهدفان بالدرجة الأولى إلى محاولة ردع الطرف الفلسطيني الذي تخشى القيادة الإسرائيلية ذهابه بعيداً في حساباته واندفاعه باتجاه تنفيذ عمليات قاسية ضد إسرائيل. ويجد الجيش الإسرائيلي نفسه مضطراً إلى الاستعداد العملاني الفعلي لمواجهة مخاطر مستجدة تتمثل في تزايد احتمالات شنّ عمليات عسكرية، سواء انطلاقاً من قطاع غزة أو سيناء. وهو ما تضمنه أمر هيئة الأركان للقيادة الجنوبية بـ«وضع اللمسات الأخيرة على الخطط العملية وتوزيعها بين الوحدات المختلفة التي ستنشر داخل غزة»، في إشارة إلى الوحدات العسكرية التي أنشأها الجيش، وهي بمستوى لواء، وتتضمن قوات مدرعات ومشاة وهندسة قتالية.
وأكد أحد ضباط الجيش العبري، رغم البعد التهويلي والردعي الذي ينطوي عليه نشر أمر الاستعداد العملياتي في وسائل الإعلام، أنه لم يتلقّ أوامر من الحكومة بشنّ عملية عسكرية، لكن الاستعدادات هي من أجل أن نكون جاهزين لحظة الإنذار وعند الحاجة، كما أكد أحد أعضاء هيئة الأركان أن «غزة هي الجبهة الأكثر تقلّباً بالنسبة إلى إسرائيل اليوم، وهي قد تنفجر في أي لحظة».
وفي موقف يكشف عن حجم التغيّر الذي استجد على قدرات المقاومة في القطاع، خلال السنوات الثلاث، أوضح أحد ضباط فرقة غزة المشرفة على الاستعدادات لعملية كهذه، أن «الوضع في غزة تغيّر، والأسلحة التي في أيدي حماس والجهاد الإسلامي تعاظمت كثيراً من حيث الكمية والنوعية».
وتأتي هذه التقارير في الوقت الذي تتحول فيه صحراء سيناء إلى ساحة انطلاق محتملة «للإرهاب»، وأنه يمكن التطورات التي ستشهدها سيناء أن تنهي حالة السلام الثنائي الهش بين مصر وإسرائيل، وتحديداً في ظل الأداء القوي للإسلاميين في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والتي قد تغضّ الطرف عن الجماعات في سيناء أو تحرّضها، بحسب دراسة إسرائيلية جديدة.