حرب السايبر ضد المواقع الإلكترونية الإسرائيلية على شبكة الإنترنت، تتواصل وتتعاظم، رغم كل الإجراءات التي تعلن إسرائيل أنها تتخذها للحؤول دون ذلك. أمس، سقطت مجموعة من المواقع الإسرائيلية الجديدة، والأكثر حيوية منذ أن بدأت الحرب على الشبكة. وبحسب الإذاعة الإسرائيلية، «أقدم قراصنة عرب أمس على مهاجمة موقع البورصة الإسرائيلية، وموقع الخطوط الجوية الإسرائيلية ـــــ العال، أعقبه هجوم على سلسلة من البنوك، بينها موقعا بنك مسيد وبنك أوتسير هاحيال». وشددت المتحدثة باسم بورصة تل أبيب، ايديت يارون، في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية أمس، على أن «البورصة تعرضت لهجمات معلوماتية، وقد أُصيب الموقع بالشلل، لكن من المهم التوضيح أن نظام المعاملات يعمل بلا مشاكل». وبحسب يارون، «هناك مشاكل في دخول الموقع»، لكنها ذكرت أن الموقع سبق أن تعرض للهجوم في الماضي، وأُصلحت الأعطال سريعاً.

مصادر في البنوك الإسرائيلية المتضررة، أشارت إلى موقع صحيفة «معاريف»، أمس، إلى أنّه «غير واضح مدى الأضرار التي لحقت بالمواقع المخترقة، لكن الموظفين يعملون منذ ساعات على استعادتها»، مشيرة إلى أن «القراصنة استطاعوا بالفعل التسبب بالشلل، لكنهم لم يستطيعوا ولوج البيانات أو تغيير محتوياتها أو تعطيلها بالكامل».
مصادر في شركة «العال» الإسرائيلية، أشارت للاذاعة الإسرائيلية إلى أن الشركة تولي موقعها على الإنترنت أهمية كبيرة، وبالتالي إن خرقه يعد مربكاً للشركة وللزبائن على حد سواء، مشيرة إلى أن «العال تستخدم الموقع في عمليات الاتصال الدولية، كذلك فإنها تعتمد عليه بنحو أساسي كركيزة استعلامية حيوية لجهة الإسرائيليين والسيّاح، وتحديداً ما يتعلق بجداول الرحلات ومواعيد إقلاعها وهبوطها». إلا أن المصادر نفسها شددت، في المقابل، على أن «كل ذلك لا يعد إلا ضرراً شكلياً، ولا يمكن أن يمثّل ضرراً اقتصادياً حقيقياً».
وأصدرت شركة «العال» الإسرائيلية بياناً، أمس، أشارت فيه إلى أن إسرائيل تتعرض منذ أسبوعين لهجمات وحرب سايبر مسعورة، وقد عمدنا إلى اتخاذ التدابير والإجراءات الضرورية للحؤول دون وقوع أضرار حقيقية في مواقعنا على الإنترنت، لكن «قد نشهد تشويشاً ما في هذه المواقع».
من جهته، كشف مسؤول لجنة مكافحة الهجمات الإلكترونية، يتسحاق بن يسرائيل، للإذاعة الإسرائيلية أمس، عن وجود هيئة خاصة مسؤولة عن حماية البيانات، تعمل منذ الأول من كانون الأول الماضي، لكنه أكد في المقابل أن «هذا لا يعني أنّ بإمكاننا في غضون أسبوعين، أن نجد حلولاً للمشاكل؛ إذ سيستغرق ذلك ما بين عام أو عامين، قبل أن نتمكن من صد هجمات القراصنة من كل أنحاء العالم». وأضاف أن «المواقع التابعة للجيش والاستخبارات جرت حمايتها كأولوية، وتحديداً منذ خمسة عشر عاماً».
وأشار بن يسرائيل إلى أن الحكومة الإسرائيلية وسّعت في عام 2002 إجراءات الحماية باتجاه عدد من المواقع المدنية الحيوية، كالمياه وشركات الكهرباء والسكك الحديدية، إلا أن هناك مواقع لمؤسسات مدنية ما زالت ضعيفة، رافضاً ذكرها «كي لا يجذب انتباه القراصنة».
وكان الوزير الإسرائيلي لشؤون الخدمات الحكومية، ميخائيل إيتان، قد أكد أمس أنه «لا ينبغي أن تسود حالة من الهلع، بل يجب العمل بعقلانية، وما حصل لا يمثّل ضرراً بالبنى التحتية الأساسية لدولة إسرائيل»، مضيفاً أن «الضرر الأكبر من هذا الهجوم هو إمكان أن يسبب ردود فعل مبالغاً فيها من الإسرائيليين وتقليص حجم المعلومات والخدمات في شبكة الإنترنت». وشدد على «ضرورة تطوير الخدمات في الإنترنت، وإصلاح الخلل الحاصل».
أضاف إيتان أن «هدف هجمات السايبر ليس الإضرار بالمواقع الإلكترونية الإسرائيلية، بل إرباك منظومات حساسة في إسرائيل، إضافة إلى سرقة معلومات سرية والتسبب بإحداث خلل في هذه المنظومات، المرتبطة بالأنظمة المحوسبة».
وفي السياق، بارك المتحدث باسم حركة، حماس، في قطاع غزة، سامي أبو زهري، ما سماه «هذا النوع الجديد من المقاومة»، مشيراً إلى أن «القراصنة العرب يقاومون إسرائيل في الفضاء الافتراضي، وهو دليل على إبداع الشباب العربي، الذي يبتكر شكلاً جديداً من المقاومة العربية والإسلامية للاحتلال الإسرائيلي»، مضيفاً أن «حماس تحيي القراصنة العرب وتدعو الشباب العربي إلى القيام بدوره في الفضاء الافتراضي للتصدي للجرائم الإسرائيلية» ودعاهم إلى «تجاهل التهديدات الإسرائيلية» بالرد على هذه الهجمات.