رام الله | ماذا لو زار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رام الله؟ سؤال برسم الشارع الفلسطيني، من نشطاء وصحافيين ومواطنين عاديين استطلعتهم «الأخبار»، فجاءت آراؤهم شديدة التباين، وأتت مثيرة للاهتمام بين مؤيد للفكرة ومعارض لها، أو من يريد انتظار ما يحمله نتنياهو ومدى جدية أن تدفع الزيارة بتنازلات إسرائيلية في سبيل السلام المنتظر. الناشط جورج نمر وصف فكرة قدوم نتنياهو إلى رام الله بأنها «خطوة سيئة جداً في الوقت الحالي»، إذ يجب عدم عقد لقاءات مع الإسرائيليين في الوقت الحالي لأن ذلك يضعف الموقف الفلسطيني، لكنه، وبحسب ما تتصرف إسرائيل مع القادة الفلسطينيين، يعتقد بأن القيادة لو وافقت على استقبال نتنياهو، فإنه يجب أن يحصل على «تصريح مطبوع من السلطة الفلسطينية لكي يدخل الى رام الله». أما الناشط محمد أبو علان، فبدأ حديثه لـ«الأخبار» بالقول «لا أهلاً ولا سهلاً ... وعلى كل المحافظات الفلسطينية أن تغلق أبوابها احتجاجاً على هذه الزيارة». محمد قال «حتى وإن تمت الزيارة بشكل سرّي أو علني فهي مرفوضة، وإذا أرادت القيادة أن تتخطى المزاج الشعبي في هذه القضية، فإنه يبقى عليها استخلاص العبر بعد اللقاء».
بدوره، لم يمانع الإعلامي زعل أبو رقطي من رام الله هذه الزيارة، وقال «إذا كان نتنياهو يحمل موقفاً جديداً بخصوص المفاوضات والاستيطان والاعتراف بالدولة وبشكل جدي فلا مانع». الأمر نفسه بالنسبة إلى علي دراغمة، الذي قال لـ«الأخبار»، «أنا لا أمانع من أي لقاء، شرط أن تكون نتائجه ملموسة». وأضاف «لو علمنا ما هي الـ 21 نقطة التي قال نتنياهو إن إسرائيل قدمتها للجانب الفلسطيني في لقاء عمان الثالث، لكنّا استطعنا أن نحكم إذا كان اللقاء مقبولاً أو لا». حسن، من نابلس، يرى أن حضور نتنياهو إلى رام الله يعني تعطيل أي أمل للسلام، والهدف من تلك الزيارة سيكون مجرد دعاية إعلامية له ليقول للعالم إنه يريد السلام، والفلسطينيون هم الذين لا يريدون ذلك. لكن شادي رشماوي من بيت لحم يعتقد بأنه «من الجيد استقبال نتنياهو في رام الله، لأنه في نهاية المطاف نحن شعب محتل من قبل إسرائيل، ولا شيء نستطيع إنكاره».
اديل زعمط من القدس، اتفقت مع شادي إلى حد بعيد، إذ رأت أن اللقاء «قد يكون فرصة أو محاولة لتحريك عملية السلام». وواصلت حديثها بالعامية تقول «شو المشكلة، مش فلسطين دولة؟ ونتنياهو رئيس وزراء يأتي لزيارة هذه الدولة».
المحرر الصحافي في جريدة «الحياة الجديدة»، صالح مشارقة، قال لـ«الأخبار» إنه «ليس لديه مشكلة في المكان أو الزمان، المهم أن يأتي نتنياهو معترفاً بحل الدولتين على حدود 1967 وباقي حقوق شعبنا، وجاهزاً لإنهاء الاحتلال والحديث عن مستقبل جديد لكلا الشعبين». وأضاف «إذا جاء على هذه الارضية فأنا مع أن يستقبل مثله مثل غيره من باقي الزعماء الذين أتوا لزيارة فلسطين، وهذا لن يغير تعريفي له كمجرم حرب، لكن في السياسة أقبل به للتفاوض لإنهاء الاحتلال».
ويعتقد خالد من رام الله بأن نتنياهو مستحيل أن يأتي إلى رام الله، وإن فعل فإنه قد يتحول إلى «بطل سلام أو قتيل»، ولو أتى فعلاً فإنه سيكون في حالات نزاعه السياسية الأخيرة ولم يبق لديه غير ورقة السلام.
ويبقى السؤال الرئيسي بعد حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي هو هل تقبل السلطة الفلسطينية فعلاً فكرة قدوم نتنياهو إلى مدينة رام الله في مرحلة ما، من أجل السلام، وبالشروط نفسها التي تفرضها إسرائيل على الفلسطينيين؟