تحولت مدينة رام الله الفلسطينية، العاصمة المؤقتة لكيان سلطة الحكم الذاتي ومشروع الدولة 194 في الأمم المتحدة، إلى الحداثة البرجوازية بطريقة كلاسيكية ومنمقة. فانتشرت إلى جانب المقاهي الشعبية التقليدية مقاهي الليل والأماكن المخصصة للسهر التي يشمل بعضها الرقص ويكتفي البعض الآخر بالمشروب وخصوصاً بيرة طيبة فخر الصناعة الفلسطينية يقال إنها تضاهي بجودتها البيرة اللبنانية، ما يدل على وحدة الراس والكيف العربي وخصوصاً في كيانات سوريا الطبيعية.ومن المحلات التي يقصدها الشباب للترويح عن النفس محل يُدعى بيت أنيسة. وأنيسة هي مالكة البناء وقد توفيت ووفاء لذكراها سميت الحانة باسمها.
تدخل «البيت» فتصاب بالدهشة من الملصقات المعلقة على الجدران لاسيما القديمة منها التابعة لمنظمات الفصائل الفلسطينية مثل ملصق المنظمة النسوية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وملصقات مركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية منها ما يخص اللاجئين الفلسطينيين ويصوّر آخر سيدة فلسطينية قصف منزلها وشعار يدعو إلى التوقف عن قصف منازل اللاجئين الفلسطينيين في مرحلة ما من مراحل التغريبة الفلسطينية.
يعزو صاحب «بيت أنيسة» وجود مثل هذه الشعارات في مقهى ليلي إلى «إبقاء قضيتنا في الذاكرة وإيصال رسالة إلى الأجانب يزرون المكان بأنّ لدينا لاجئون وحق عودة فيما كلمات الخطابات السياسية الفلسطينية المتناقلة من منبر إلى منبر ومن جيل إلى جيل من السياسيين هي نفسها لا تتغيّر. أصبحت رام الله كأثر الفراشة، لا أحد يفهم شيئاً عليها. لكن كيف سيفهم ابن مخيم البقعة أو مخيم شاتيلا أو مخيم الأمعري ما هو أثر الفراشة وهو يعرف كما قال لي أحد الأصدقاء نقلا عن أحد اللاجئين إنهم لا يعرفون سوى أثر البسس (القطط) على «الزينكو». ثم هل تعرف السيدة الفلسطينية التي صورت وهي تحمل ابنها الصغير على ذراعها وخلفها أثار القصف الهمجي لمنزلها أو جزء من المخيم، ما هو بيت أنيسة وأن نومها بعض الليالي في العراء أصبح زينة في علبة ليلية في مدينة من مدن الدولة 194 المقبلة؟
من الممكن أنها تعرف أنيسة أخرى من المخيم تبيع الحليب أو هي جارتهم التي من اللد أو من رام الله على الأقل.
الرسالة وصلت فأثر الفراشة يعبر عن أثر القطط ووجود صورة السيدة هو تضامن مع أثر «البسس» على «الزينكو» وقرقعة كؤوس «التاكيلا» الذهبية مع شرحات من الليمون الفلسطيني، ليمون الوطن أو كأس بيرة وطنية وبعض كؤوس عرق رام الله الذهبي أو عرق صابات التلحمي هذه القرقعات تجعل للتضامن أشكالاً لا تخطر على بال أحد . بصحتكم وبصحة اللاجئين وبصحة الزينكو والأسبست وأنيسة... وبصحة بيت أنيسة كمان؟