شيّعت السلطات السورية في موكب رسمي وشعبي كبير في دمشق، السبت، جثامين الضحايا الذين سقطوا الجمعة في تفجير انتحاري استهدف حي الميدان بوسط العاصمة، في ظل تصعيد أمني واشتباكات مسلحة وعمليات خطف أدّت الى سقوط العشرات بين قتيل وجريح من المدنيين والعسكريين خلال اليومين الماضيين. ووعد وزير الداخلية السوري، إبراهيم الشعار، بالرد «بقبضة من حديد» على التفجير، فيما رأى وزير الإعلام السوري عدنان محمود أن تصعيد العمليات «الإرهابية» يشير الى الفشل الذريع لأدوات المخطط الذي يستهدف سوريا. وكانت السلطات السورية قد اتهمت «إرهابيين» بالوقوف وراء الانفجار الذي أدى الى 26 قتيلاً و63 جريحاً. وعرض التلفزيون السوري صور موكب من عربات الإسعاف، تحمل نعوشاً لفّت بالعلم السوري بعدما سارت عبر شوارع اصطفّ المشيّعون على جوانبها. وردّد المشيّعون هتافات تقول «الشعب يريد بشار الأسد» و«واحد واحد واحد، الشعب السوري واحد».
في المقابل، اتهم المجلس الوطني السوري المعارض الحكومة بتدبير التفجير بغرض دعم إعلانها أنها تقاتل جماعات «إرهابية» تدعمها قوى أجنبية لا حركة شعبية مطالبة بالديموقراطية. ودانت إيران «بقوة» الاعتداء الانتحاري، مؤكدة على لسان المتحدث باسم خارجيتها، رامين مهمنبراست، أن «وحدة وتيقّظ الحكومة والشعب السوريين يخيّبان آمال أعداء سوريا الذين لا يفكرون إلا بالحرب الأهلية وتفتيت البلد وإخضاعه لمطالب المحور الأميركي الصهيوني».
وأعلنت الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة تدين «بحزم» اعتداء دمشق، فيما اتهم حزب الله الولايات المتحدة بالوقوف وراء «الجريمة الإرهابية». وقال الحزب «إن هذه هي الخطوة الثانية في إطار خطة للولايات المتحدة وأعوانها في المنطقة لمعاقبة سوريا على دعمها الثابت لقوى المقاومة ضد العدو الصهيوني والغرب».
ميدانياً، أعلنت «سانا» مقتل وجرح العشرات من المواطنين ومن قوات حفظ النظام بجروح جرّاء هجمات مسلحة وعمليات خطف وانفجار عبوات ناسفة في حمص وحماه ودير الزور وريف دمشق، في الأيام الثلاثة الماضية. وكانت «سانا» قد أعلنت استهداف مجموعة مسلحة، صباح الجمعة، خط نقل مادة المازوت الممتد من حمص إلى حماه وإدلب عبر تفجيره بعبوة ناسفة بين قريتي موسى الحولة وطلس «25 كيلومتراً جنوبي غربي مدينة حماه»، ما أدى إلى حدوث انفجار واشتعال النار في الخط بنقطة التفجير.
في المقابل، أعلنت «لجان التنسيق المحلية» أن حصيلة يوم أمس بلغت 15 قتيلاً. وقال شخص، ادّعى أنه عقيد في الجيش السوري، في بيان بثته قناة الجزيرة، إنه انشقّ احتجاجاً على حملة الحكومة على المتظاهرين. وأمكن رؤية 13 شخصاً يرتدون الملابس المموّهة الخاصة بالجيش وهم يقفون خلفه في التسجيل المصور. كما بثت القناة شريطاً مصوراً للعميد الركن مصطفى الشيخ يعلن فيه انشقاقه عن الجيش.
بدوره، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 11 جندياً على الأقل من الجيش السوري وجرح أكثر من 20 آخرين، أمس، في اشتباكات مع منشقّين في محافظة درعا. إلا أن هذا المرصد تعرض لانتقاد غير مسبوق من قبل جمعيات سورية معارضة، ودعا بيان وقّعه عشرات الشخصيات، الى «ضرورة وقف كل أشكال التعامل مع السيد رامي عبد الرحمن (مدير المرصد)» لكونه «يفتقر إلى الموضوعية ويحرّض طائفياً».
(ا ف ب، رويترز، يو بي آي، أ ب)