أكّدت مصادر بحرينية أنّ ميليشيات مدنية مسلّحة تقوم بالاعتداء على المواطنين بحماية القوات الأمنية، وذلك وسط تصاعد التوتر في الشارع وحملات القمع، بحيث أدّت يوم الجمعة الماضي إلى وقوع عدّة إصابات، بينها الناشط الحقوقي نبيل رجب؛ من جهة ثانية، يتوقع أن تستضيف المنامة اجتماعاً بين اليهود والمسلمين، بهدف تحسين صورتها المشوهة جراء حملات قمع التظاهرات. وفي خطاب رفعه الى الملك حمد بن عيسى أول من أمس، قال الأمين العام لجمعية «الوفاق» الوطني الإسلامية المعارضة، علي سلمان، إن «المناطق السكنية في دار كليب المحاذية لقصر الصافرية تتعرّض لاعتداءات من مجموعات مدنية مسلحة، وبحماية قوات الأمن، ما يوحي بالتنسيق والتواطؤ بين أجهزة الأمن وهذه الميليشيات».
وأوضح أنه «رغم التواصل المستمر بين الأهالي والجهات الأمنية المعنية، وإطلاعهم على تفاصيل الاعتداءات استمرّت الاعتداءات على نحو ليلي». وأكّد أن «استمرار هذه الاعتداءات، وعدم قيام أجهزة الأمن بدورها في ردع هذه الميليشيات، يدفعان السكان إلى خيار وحيد وهو طلب الحماية من مؤسسات المجتمع الدولي».
وأثار الاعتداء، الذي تعرّض له رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان، ردود فعل شاجبة، وأدانت «الوفاق» ما جرى له، وطالبت بـ«وقف التضييق على رجب وجميع الحقوقيين والسياسيين، وتقديم الاعتذار إليه من قبل الداخلية».
بدورها، دعت واشنطن الحكومة البحرينية إلى إجراء تحقيق حول الحادثة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند، «فيما تظل الحقائق حول الحادثة موضع جدل، ندعو بقوة الحكومة إلى إجراء تحقيق كامل لتحديد إذا ما استُخدمت القوة المفرطة من قبل الشرطة». كذلك دعت في الوقت نفسه المتظاهرين إلى «الامتناع عن أعمال العنف، والقوات الأمنية إلى تجنب الاستخدام المفرط للقوة».
وكان نبيل رجب قد تعرض لاعتداء من قبل عناصر من الشرطة، قال إنهم يتحدثون بلكنات أردنية وباكستانية وسورية، خلال تظاهرة يوم الجمعة، وإنهم توقفوا عن ذلك عندما رآهم ضابط بحريني ونقلوه الى المستشفى.
من جهتها، نشرت وزارة الداخلية البحرينية شريطاً مصوراً للناشط الحقوقي، وقالت إن الصور الموجودة لا تُظهر تعرضه لأي إصابة. وأشارت الى أن الأحداث مرتبطة بـ«تظاهرة غير قانونية شارك فيها رجب». وأضاف البيان إن التسجيل يظهر «مواجهة المتظاهرين لرجال الشرطة الذين طلبوا منهم التفرق»، وعندما لم يستجيبوا جرى إطلاق قنابل غاز مسيل للدموع، وبعد ذلك بقليل، يظهر رجب في التسجيل وهو جالس على الأرض وظهره إلى الحائط.
وأشار البيان الى أنه «في البداية، ساعد رجال الشرطة رجب على السير باتجاه سيارة الإسعاف، وبعدها سار بمفرده وتحدث عبر هاتفه الجوال، ومن ثم تلقى العلاج في المستشفى، وأُفرج عنه ليل الجمعة».
في غضون ذلك، رفضت السلطات منح ترخيص لتظاهرة جديدة لـ «الوفاق» كانت ستجري أول من أمس. وقال رئيس الأمن العام، اللواء طارق الحسن، إن الجمعية «تقدمت بإخطار لتنظيم مسيرة في شارع الخدمات بمنطقة توبلي، عصر السبت. وبعد دراسة الموضوع والدواعي الأمنية، تقرّر عدم الموافقة على المكان والزمان المحددين، حيث إن إقامتها من شأنها تعطيل الحركة المرورية والإخلال بالأمن والإضرار بمصالح المواطنين».
هذا وأعلن رئيس الكتلة البرلمانية المستقيلة لـ «الوفاق»، عبد الجليل خليل، على صفحته على «تويتر»، أن السلطات منعت نائب رئيس منظمة أطباء من اجل حقوق الإنسان، ريتشارد سولم، من دخول البلاد، وهو في المطار، مضيفاً إن سولوم طلب رسمياً القدوم الى البحرين لحضور محاكمة الأطباء اليوم، والاطلاع على حقيقة تنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق.
الى ذلك، ذكرت صحيفة «فايننشيل تايمز» البريطانية أن البحرين تعهدت استضافة اجتماع للعلماء المسلمين واليهود في وقت لاحق هذا العام، من دون أن تحدد موعده، في محاولة منها لتعزيز صورتها كبلد متسامح فى ظل حملة القمع المتواصلة.
ونقلت الصحيفة عن نائب رئيس الكونغرس اليهودي العالمي، الحاخام مارك سشنير، قوله إنّ «أول حوار إسلامي يهودي في الخليج يهدف إلى بناء الثقة بإيجاد أرضية دينية مشتركة بين الجماعتين، كشرط مسبق أساسي لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي». وأشار الحاخام إلى أن القادة العرب قالوا له إن «إسرائيل والعرب لديهم عدو مشترك وهو إيران». وتحدث عن اجتماع جمعه أخيراً مع الملك في المنامة، وقال له الملك مازحاً «هناك خلافات بين العرب واليهود، لكننا أبناء عمومة»، في إشارة إلى الجذور الساميّة المشتركة.
(الأخبار)